تشهد دبي تحولاً سريعاً إلى مركز عالمي للابتكار في مجالي التكنولوجيا والخدمات المالية، مدعومة بسياسات تجارية مشجعة، وموقع استراتيجي، وموارد واسعة.

وقد برزت دبي الأسبوع الماضي وجهة جذابة لرواد الأعمال والمستثمرين والمؤسسات المالية، مع الإعلان عن جمع شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تمويلاً كبيراً في مرحلة ما قبل التأسيس، وزيادة في عدد صناديق التحوط ومديري الأصول العالميين الذين ينقلون عملياتهم إلى دبي.

ميلك سترو AI

نجحت شركة «ميلك سترو إيه آي» «AI MilkStraw AI» في جمع 600 ألف دولار في جولة تمويلية قبل التأسيس.

وشركة «ميلك سترو AI»، هي ناشئة متخصصة في تحسين تكاليف الحوسبة السحابية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقادت الجولة شركة Flat6Labs، بمشاركة مستثمرين مثل «آنجل سبارك» Angel Spark، و«بيوند كابيتال» Beyond Capital، ومستثمرين أفراد بارزين، من بينهم كريم شويكري الرئيس التنفيذي السابق لشركة Emakina، وغسان حلاوة مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Parachute16، وماهيش مورثي مؤسس Pinstorm.

وتأسست «ميلك سترو» في 2024 في الولايات المتحدة على يد جواد شريم، وتعمل على تطوير برمجيات تساعد الشركات على أتمتة وتحسين تكاليف البنية التحتية السحابية، مما يوفر الوقت والجهد على الفرق الهندسية ويقلل من التكاليف التشغيلية.

وقال جواد شريم الرئيس التنفيذي للشركة: المنصة تبسط عملية تحسين التكاليف السحابية المملة، مما يتيح للشركات التركيز على تطوير منتجاتها وتحفيز الابتكار.

ويخطط لاستغلال التمويل الجديد في تعزيز فرق الهندسة والتطوير، وتسريع تحسينات المنتجات، وتحسين خدمة العملاء، والتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى صعيد آخر؛ تواصل دبي جذب كبرى المؤسسات المالية العالمية، مما يعزز مكانتها مركزاً مالياً عالمياً.

مقر جديد

وأخيراً، أعلنت شركة «هاميلتون لين إنك» المتخصصة في إدارة الأصول ومقرها ولاية بنسلفانيا الأمريكية والتي تدير نحو 950 مليار دولار، عن افتتاح مقر لها في دبي بعد حصولها على ترخيص من سلطة دبي للخدمات المالية. كما انضمت شركة «ولينغ كابيتال» صندوق التحوط ومقره في هونغ كونغ والمتخصص في الاقتصاد الكلي، إلى دبي بحصولها على ترخيص للعمل فيها الأسبوع الماضي.

وتعكس هذه التحركات اتجاهاً متزايداً نحو انتقال مديري الأصول إلى دبي، مثل الشركات الكبرى التي سبقتها، بما في ذلك «دايمون آسيا كابيتال»، و«آسيا ريسيرش آند كابيتال مانجيمنت».

كما أعلنت شركة «جيثا جلوبال» صندوق التحوط التقني الذي يديره كاران دانثي، عن نقل عملياتها من هونغ كونغ إلى دبي، مع خطط لبدء عملياتها بالكامل في مارس المقبل. وحقق الصندوق عوائد مذهلة بلغت 38 % خلال العام الماضي.

ويشير هذا الاتجاه إلى الجاذبية المتزايدة لدبي كمركز مالي دولي، مما يجعلها تنافس مراكز مالية راسخة مثل لندن ونيويورك وهونغ كونغ.

وتوفر دبي بيئة ضريبية مشجعة، وموقعاً زمنياً استراتيجياً للأعمال بين القارات، وإمكانية الوصول إلى رؤوس أموال ضخمة من صناديق الثروة السيادية الإماراتية. وشهد قطاع صناديق التحوط في دبي نمواً غير مسبوق، مع إضافة أكثر من 1.000 متخصص إلى قوته العاملة.

وشدد خبراء على أن هذه التحركات تعكس قدرة دبي على بناء منظومة مالية مزدهرة تجذب المواهب ورؤوس الأموال العالمية.

وتؤكد التطورات الأخيرة مكانة دبي المتنامية في قطاعي التكنولوجيا والمال؛ إذ يبرز نجاح «ميلك سترو AI»، في جمع التمويل الدعم الكبير الذي تقدمه المنطقة للشركات الناشئة المبتكرة، في حين يعكس تدفق صناديق التحوط ومديري الأصول العالميين إلى دبي جاذبية الإمارة كمركز استراتيجي للعمليات المالية. ومع استمرار دبي في تقديم بيئة داعمة للنمو والاستثمار، تبدو الإمارة مستعدة للحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الاقتصادية العالمية.