نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من هو نواف سلام.. عدو إسرائيل من قاعة العدل الدولية إلى رئاسة الحكومة اللبنانية - جورنالك اليوم الاثنين 13 يناير 2025 10:47 مساءً
في خطوة وصفت بأنها تاريخية، كلف الرئيس اللبناني المنتخب جوزاف عون، القاضي نواف سلام، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة؛ وجاء ذلك بعد استشارات نيابية حصل فيها سلام على 85 صوتًا، متفوقًا بفارق كبير على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي نال 9 أصوات فقط، في حين امتنع 34 نائبًا عن التصويت.
صعود نواف سلام.. مسيرة تميز وإنجازات
برز اسم نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، كخيار بارز لتشكيل الحكومة بعد انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، مُنهيًا أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، ويواجه سلام الآن مهمة صعبة تتمثل في تشكيل حكومة جديدة، وهي خطوة لم تتحقق منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.
ويعد نواف سلام شخصية معروفة دوليًا، وهو ثالث قاض عربي يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية منذ انتخابه في فبراير 2024، ووُلد سلام في بيروت عام 1953، ونال الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، وماجستير القانون من جامعة هارفارد، وبدأ مسيرته المهنية كمحامٍ وأستاذ جامعي، حيث درّس في جامعة السوربون في باريس والجامعة الأمريكية في بيروت، حيث شغل رئاسة دائرة العلوم السياسية والإدارة بين 2005 و2007.
العمل السياسي والدبلوماسي
ودخل سلام الحياة السياسية عام 2007 عندما عُين سفيرًا للبنان لدى الأمم المتحدة، حيث خدم حتى 2017. خلال تلك الفترة، شغل مناصب بارزة منها نائب رئيس الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في مناسبتين.
وطُرح اسم سلام لأول مرة لتشكيل الحكومة اللبنانية عام 2019 بعد استقالة سعد الحريري إثر الاحتجاجات الشعبية التي أشعلتها الأزمة الاقتصادية، لكن ترشيحه اصطدم بمعارضة من حزب الله وحركة أمل، اللذين اعتبراه "مرشح الولايات المتحدة"، ومع ذلك، بقي اسم سلام يتردد في الأوساط السياسية، وعاد للواجهة مجددًا بعد استقالة حكومة حسان دياب في أعقاب انفجار مرفأ بيروت.
رؤية إصلاحية
ويتبنى نواف سلام رؤية اقتصادية وسياسية إصلاحية، ويرى أن النظام الاقتصادي القائم في لبنان قد انتهى، ويدعو إلى توزيع الخسائر بشكل عادل ووضع تصور جديد لاقتصاد البلاد، كما يشدد على أهمية تشكيل حكومة إصلاحية وحكومة مستقلين لإدارة الأزمات المتعددة.
وسياسيًا، يعتبر سلام أن الطريق إلى التغيير الديمقراطي يمر عبر الانتخابات، كما أنه يؤكد على ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف لبناء مستقبل أفضل للبنان.
التحديات المنتظرة
ويتولى سلام مهامه في ظل أزمات متفاقمة، أبرزها وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب اللبناني، كما أن النفوذ الإيراني في لبنان يشكل تحديًا كبيرًا، إذ وصف سلام إيران بأنها "لاعب كبير" لكنها ليست الوحيدة المؤثرة في المشهد اللبناني، ومن جهة أخرى، تعرض سلام لهجوم من إسرائيل منذ رئاسته لمحكمة العدل الدولية، حيث اتُهم "بالعداء لإسرائيل".
خطوة نحو المستقبل
وبعد تكليفه رسميًا، يتعين على سلام تشكيل الحكومة وتسمية وزرائها. ورغم أن الدستور اللبناني لا يحدد مهلة زمنية لتشكيل الحكومة، فإن التوقعات كبيرة بخصوص قدرة سلام على تجاوز العقبات السياسية وتأليف حكومة قادرة على مواجهة الأزمات.
ومع استمرار النظام اللبناني في توزيع المناصب العليا على أساس طائفي، يشغل سلام منصب رئيس الوزراء كمسلم سنّي، فيما يتولى رئيس الجمهورية المنتمي للطائفة المارونية ورئيس مجلس النواب الشيعي قيادة المناصب الأخرى، ومع ذلك، فإن التحديات التي يواجهها سلام تتجاوز الطوائف، إذ تتركز الأنظار الآن على كيفية إدارته للملفات الشائكة.
هل ينجح نواف سلام في تغيير المشهد السياسي اللبناني؟
وفي ظل الظروف الراهنة، يبقى السؤال الأهم: هل يتمكن نواف سلام من قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والإصلاح؟ أم ستبقى العوائق السياسية والمصالح المتضاربة حجر عثرة أمام هذا الطموح؟ تجيب الأيام والأشهر المقبلة عن هذه الأسئلة.
0 تعليق