نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: وسائل اعلام عبرية: اسرائيل تتورّط عميقا في "الوحل الغزي".. وثمن استمرار الحرب باهظ ولا يُطاق #عاجل - جورنالك اليوم الثلاثاء الموافق 14 يناير 2025 12:39 صباحاً
خاص - تنشر الاردن24 أدناه مجموعة من أبرز المقالات التي نُشرت في وسائل الإعلام العبرية، الاثنين، وتضمّنت في معظمها شرحا للرؤية الاسرائيلية للحرب على غزة، وتستعرض المعركة الصعبة التي يواجهها جيش الاحتلال في غزة بالرغم من كلّ التدمير الذي ألحقه جيش الاحتلال بالقطاع.
وتاليا المقالات المترجمة:
إسرائيل بحاجة إلى صففة أسرى لترميم ما تآكل من روحها
بقلم: بن – درور يميني
عن صحيفة "يديعوت"
مرة أخرى ينكسر القلب المكسور. ما الذي ستطلبينه أكثر منا أيتها المدمنة؟ كم من الدم سيسفك؟ تبدأ الشائعات قبل ساعات من "سمح بالنشر". ليته كان بوسعنا أن تواسينا حقيقة أنهم بموتهم أوصونا بالحياة، أو بالنصر المطلق. لكن الشك يأكلنا. على ماذا قتلوا؟ لمن يعتبر هذا خيراً؟ كل قتيل كهذا يجعل الكثير جداً من العائلات بائسة.
انطلقنا إلى الدرب عندما كانت هذه حرباً واجبة. كانت هنالك حاجة وطنية عليا للقضاء على "المقاومة". لكن الآن؟ علام بالضبط نقاتل؟ علامَ نضحي بأفضل أبنائنا؟ كم مرة سنعود إلى جباليا وكم إلى الشجاعية؟ فدوماً سيبقى هناك مزيد من "المقاومين" ومزيد من منصات الإطلاق.
يبلغ عدد سكان قطاع غزة أكثر من مليوني نسمة. منهم، قرابة 500 ألف رجل هم في أعمار القتال. ويكفي أن ينضم كل أسبوع إلى القتال واحد فقط من 100، من أبناء الجيل المناسب كي يكون في نهاية كل أسبوع "مقاومون" أكثر من أولئك الذين كانوا قبل أسبوع.
وفي الوضع السائد في قطاع غزة، على خلفية اليأس والضائقة، فإنه حتى من يمقت "حماس" سيفكر بالانضمام إليها. إذاً، ما الذي نفعله بالضبط؟ إلى أين نسير؟
القتال في قطاع غزة يمس بإسرائيل. يقول هذا ضباط كبار في محادثات خلفية. هم جنود. هم طائعون. لكن الجيش الإسرائيلي مبني على الاحتياط. ونسب الامتثال تتضاءل. ما الذي بالضبط ينتظره نتنياهو، فنحن في تآكل؟ وصلنا إلى مرحلة يلحق فيها كل يوم من القتال ضرراً أكبر مما يؤتي من منفعة.
إذاً، علامَ ولماذا ضحايا الدم أولئك؟ وكيف يمكن ألا ندعم منظمة "أمهات في الجبهة"، التي تكافح من أجل تقاسم العبء؟ فعندما يتحمل جزء من الشعب العبء ينشغل وزير الدفاع الحالي بالدفع قدما بقانون التملص من الخدمة.
هذا هو السبب الوحيد الذي لأجله عين في المنصب. كيف بالضبط سترفع إجراءات الائتلاف الحالي الدوافع؟ أبناؤنا سيقاتلون، والكثيرون جدا سيقتلون. بينما الائتلاف يمنح المزيد، المزيد جداً بالذات للمتملصين.
في الخلفية بُشرنا بكتاب استقالة نائب رئيس الأركان، أمير برعام. هناك أيضاً كان تلميح، فقط تلميح، إلى الوضع الذي علقنا فيه. "انخفضت شدة الحرب جدا"، كتب برعام، كأحد الأسباب لبيان الاستقالة. حرب أقل، لكن ليس قتلى أقل. وكذا ثمة تلميح إلى النزاع الذي يوجد في الخلفية. "في 18 كانون الأول اطلب من مساعدك تحديد موعد للقاء، كتب برعام. لقاء، كما يفهم، لم يتقرر. لماذا لم يلتقِ رئيس الأركان مع نائب رئيس الأركان؟ ماذا يحصل هناك؟ لا نعرف. لكننا نعرف أننا على خلفية حقيقة أننا لم نعد منذ زمن بعيد في مرحلة الحسم، بل في مرحلة الاستنزاف – فإن الصدمات تتسع فقط. وهذا لا يخدم القتال بالضبط. فلا يدور الحديث عن خلافات موضوعية هي بمثابة عصف أدمغة قبيل القرار السليم. يدور الحديث عن استنزاف ليس فقط للجنود في الميدان بل وأيضا للقيادة العليا.
كان يمكننا أن نتواسى بحقيقة أنه يوجد وزير دفاع يتحدى قيادة الجيش الإسرائيلي. لم نسمع عن أي استراتيجية تُشخص لدى الوزير الجديد. لم نسمع عن أي فكر. يتحدى الوزير الجيش الإسرائيلي فقط في موضوع واحد. يريد الجيش أن يجند الحريديم. وليس فقط الجيش. هذا هو الموقف السوي، الصحيح، الوطني الصهيوني. لكن إسرائيل كاتس يريد أن يدفع قدما بالتملص. بين مصلحة الائتلاف ومصلحة الدولة، كاتس يفضل الأولى.
أمواتنا يمددون أمامنا، والناس الأشرار هؤلاء مشغولون بحماية الكرسي السياسي. يطالب كاتس بتحقيقات. هم يطالبون بذلك ليس كي يعززوا قوات الجيش، بل العكس كي يلقوا بالمسؤولية عن قصور 7 تشرين الأول على قيادة الجيش، كي يضعضعوا الثقة بالجيش، حيث ستواصل صناعة السم عملها.
الحصانة الوطنية هي نتيجة للكثير من الأمور. الدافع. الثقة بالقيادة – العسكرية، الاقتصادية والسياسية. الإيمان بعدالة الطريق. تقاسم عادل للعبء. غيرها وغيرها. لا يوجد أي من هذه الأمور عندنا. القتلى، المخطوفون الذين يذوون، "حماس" التي تتعزز في الميدان، كل هذه تمس بالحصانة الوطنية. من الجيد أن يطالبونا بالدم، العرق، والدموع، شريطة أن نؤمن بالطريق، بالقيادة، وبالهدف. نحن في مكان آخر. كل يوم يمر يجعل من الصعب علينا أن نفهم إلى أين نسير.
فيما تكتب هذه الأقوال، تكثر الأنباء عن التقدم في الاتصالات لاتفاق مخطوفين. يا ليت. نحن شبعى خيبات أمل. فكلنا مخطوفون في قصة يقودنا فيها ائتلاف سيئ من درك إلى درك.
نحن بحاجة إلى الاتفاق كي نوقف التآكل. نحن بحاجة إلى وقف نار كي نوقف المس الزائد بجنود الجيش الإسرائيلي.
في ميدان المعركة في القطاع وفي المستوى الدولي أيضاً. فبعد هذا القدر الكبير من البشائر السيئة، نحن أمة تنتظر البشرى، لكن البشرى لا تأتي.
إسرائيل تتورّط عميقاً في "الوحل الغزي": الثمن لا يُطاق
بقلم: آفي أشكنازي
عن صحيفة "معاريف"
الأحداث في بيت حانون أليمة. الثمن الدموي الذي ندفعه في شمال قطاع غزة لا يطاق.
في المستوى التكتيكي يعمل الجيش الإسرائيلي على نحو غير صحيح في شمال القطاع. فهو يستخدم مدفعية أقل، نار قذائف دبابات أقل، قصفا كثيفا من سلاح الجو أقل. حياة الجنود عزيزة علينا أكثر من كل تقنين للذخيرة.
إذا كان ثمة شك، فلا يوجد شك: بداية يطلقون النار، يدمرون المباني، الشوارع، الأحياء، وفقط بعد ذلك يعرضون حياة مقاتلينا للخطر.
أعدت "حماس" الكثير جدا من العبوات الناسفة في الميدان. بالتوازي لا يزال غير قليل من "المقاومين" مع صواريخ مضادة للدروع يتجولون في شمال القطاع، ويحاولون ملاحقة القوات.
الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يستغل تفوقه التكتيكي في القتال أمام جيش حرب عصابات "حماس" في شمال القطاع.
بداية، هناك حاجة لمزيد من أعمال القتال في الليل. بالنسبة للجيش الإسرائيلي تفوق الرؤية في الظلام مؤكد، وثانياً ينبغي استخدام مكثف للنار الثقيلة، دون رحمة. كل المباني التي لا تزال واقفة هي بهذه الطريقة أو تلك مواضع "مقاومة". الجيش ملزم بأن يبدأ بالتقدم مع عمود نار مكثف أمامه، من نار المدفعية وطائرات قتالية. هكذا حيث إنه حتى لو كان المحور مفخخا، لا يمكن لأي "مقاوم" أن يرفع رأسه كي يراقب ويُفعل العبوات، أو ينفذ إطلاق مضادات دروع أو قنصا.
ومن التكتيك – إلى الاستراتيجية. لا يوجد لإسرائيل ما تفعله أكثر في أي جزء من غزة. لا في الشمال، ولا في الوسط، ولا في الجنوب. إسرائيل ملزمة بأن تعقد فورا – هذا الصباح، وليس في الظهيرة – صفقة لتحرير 98 مخطوفا وتنهي الحرب في غزة.
في هذه اللحظة نغوص عميقا عميقا في الوحل الغزي. وفي كل يوم ندفع ثمنا دمويا هائلا. الجيش يمكنه أن يعمل في غزة بشدة عالية حتى وهو يجلس في الغلاف، على الجدار.
فقد أثبت الجيش أنه قادر على أن يصل إلى كل نقطة في القطاع (لا يوجد فيها مخطوفون) في غضون دقائق. كل خرق، وكل تهديد لأمن إسرائيل، سيلزم الجيش الإسرائيلي بالعمل بقوة نار وليس بحقائب الدولار.
كل أقوال الطرف المسيحاني في حكومة إسرائيل هي بمثابة تخويف معد للدفع قدما بأجندة المتحدثين التي هي لا لإنهاء الحرب إلى الأبد.
التقارير عن التقدم في المفاوضات تصدر دوما في مساء الجمعة، تتعزز في السبت، ولأسفنا مع خروج السبت تكون بردت، حتى الجولة التالية.
وعد الرئيس الأميركي الوافد، دونالد ترامب، بأن تفتح بوابات الجحيم إذا لم يعد المخطوفون ولم تتوقف إجراءات الحرب حتى دخوله البيت الأبيض.
هذه الأقوال وجهها إلى الجميع. نعم حتى تجاه إسرائيل. ترامب هو رجل أعمال. هو ليس إمعة. في ولايته الأخيرة يريد أن يثبت نفسه في كتب التاريخ، وهو لا يعتزم أن يسمح لأحد ما بأن يخرب خططه.
يريد أن يسجل في التاريخ كمن أعاد الولايات المتحدة لتكون الأقوى على وجه الكرة الأرضية.
هو لن يسمح لا للحوثيين، ولا لـ"حماس"، ولا لبضعة ثوار في سورية، ولا لإيران وبالتأكيد لا للرغبة الشديدة بالحفاظ على ائتلاف بنيامين نتنياهو، بأن يخرب عليه الإرث الذي سيخلفه وراءه.
وصل ستيف وتكوف، المساعد القريب لترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، أول من أمس، إلى القدس مباشرة من الدوحة وعلى لسانه رسالة لنتنياهو بهذه الروح. عاموس هوكشتاين، المبعوث الخاص إلى لبنان، شرح بالدبلوماسية الأميركية للجميع أن قصة الحرب في لبنان ستنتهي في 26 هذا الشهر، وسيخرج الجيش الإسرائيلي من هناك.
"وصل إلى الحارة رب بيت جديد ومصمم"، قال مصدر أمني. رسم الحدود. الآن، تعالوا لنرى من هو القادر على أن يتحداه ويدفعه ليفتح بوابات الجحيم.
استمرار الحرب: إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً
بقلم: إفرايم سنيه
عن "يديعوت"
المصلحة السياسية، وليس الوطنية، هي التي تحكم نتنياهو، وهي مصلحة البقاء في السلطة.
وإنهاء الحرب يعرّض استمرار حُكمه للخطر لسببين: من الصعب المطالبة بإجراء انتخابات جديدة، أو تشكيل لجنة تحقيق، ما دامت الحرب مستمرة؛ وشركاؤه في الائتلاف يرون في الحرب فرصة للعودة إلى الاستيطان في غزة.
إن إفراغ مساحات واسعة من القطاع من السكان يشجع على السيطرة العسكرية عليها، وبعدها إضفاء الطابع المدني على المنشآت العسكرية وتحويلها إلى مستوطنات.
لهذا السبب، يهدد الوزراء المسيحانيون بإسقاط الحكومة، إذا التزمت صفقة الأسرى وقف الحرب، ولهذا السبب سيفعل نتنياهو كل ما في وسعه لكي لا تنتهي هذه الحرب.
إذا كان في الإمكان إعادة كل المخطوفين والاستمرار في الحرب ستُعقد صفقة شاملة لإعادة المخطوفين. وإذا كان في الإمكان الاستمرار في الحرب وإعادة قسم منهم، فستُبرم الصفقة.
انطلاقاً من هذا المنظور، يعارض نتنياهو أيّ مبادرة تهدف إلى إدخال طرف مدني ليحكم غزة، عربياً كان، أو فلسطينياً معارضاً لـ"حماس".
وبهذه الطريقة، يستمر التعاون غير المكتوب بين نتنياهو و"حماس".
لقد حرص نتنياهو، حتى 7 تشرين الأول على إدخال المال القطري، وامتنع من القضاء على كبار قادة الحركة، وبعد 7 تشرين الأول يمنع بقوة دخول أيّ سلطة إلى القطاع غير "حماس".
إن عرقلة صفقات المخطوفين هي الأكثر إيلاماً من بين الأثمان التي تُدفع في مقابل إطالة أمد الحرب، لكنه ليس الثمن الوحيد. اليوم، يوجد في قطاع غزة أكثر من مليونَي فلسطيني، من دون مأوى، أو مصدر رزق، وبصورة موضوعية جداً من دون أيّ شفقة. وهذه المشكلة الإنسانية الصعبة موجودة على حدودنا تماماً، وهي تزداد تفاقماً بمرور الوقت.
إن كلّ المبررات لا تعفينا من تحمّل المسؤولية العملية عن معالجة حاجات السكان، إذا كنا مصرّين على حُكم في غزة. والمجتمع الدولي لن يقدم لنا أيّ تنازلات، بل العكس.
إن إعادة الإعمار الحضري والاقتصادي هي الأساس الضروري لحل المشكلة الإنسانية. وحيث لا يوجد حُكم، أو إدارة مدنية، لا يوجد إعمار، والأمران مرتبطان ارتباطاً وثيقاً.
إن رفض نتنياهو القاطع البحث في "اليوم التالي" ومسألة كيفية إدارة غزة، مدنياً، وإعادة إعمارها، سيحكمان على إسرائيل بعزلة خطِرة، حتى الرئيس ترامب لا يستطيع إنقاذنا منها.
ونظراً إلى الوقت الضائع، سيكون من الصعب بناء آلية لإعادة إعمار غزة وإدارتها، بالاعتماد على الدول العربية، وبمساعدة المجتمع الدولي، من دون حدوث تحرّك مهم نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل. والحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على الموافقة على مثل هذا الأمر، حتى لو تلميحاً إلى وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وهذا سبب آخر لرغبة نتنياهو في حرب لا نهاية لها، انتهى مبرّرها العسكري منذ أشهر عديدة.
وبغياب سلطة مدنية بديلة من "حماس"، وعدم وجود نهاية للحرب، تسير الحكومة، نظرياً وعملياً، نحو حُكم عسكري في غزة. وسيكون لهذا ثمن سياسي ومالي باهظ. لكن الأخطر منه، بصورة لا يمكن تصوّرها، هو الثمن الذي سندفعه من حياة جنودنا وأبنائنا وأحفادنا، إنه أكثر الأثمان المسيحانية فظاعة وثقلاً.
الجبهة "المخادعة": الضفة في حالة غليان
بقلم: اليشع بن كيمون
عن صحيفة "يديعوت"
بعد العملية القاسية، التي وقعت في قرية الفندق، الأسبوع الماضي، والتي قُتل فيها ثلاثة أشخاص لم يتغير تقويم الوضع في "الضفة الغربية"، لكنه يوجد بالتأكيد في انعطافة مهمة.
في قيادة المنطقة الوسطى يواصلون مطاردة "المقاومين"، الذين نفذوا العملية.
يوم الجمعة الماضي عمل الجيش الإسرائيلي مع وحدات خاصة في قلب بلدة قباطية.
اعتقل ثمانية مطلوبين، وأجريت قياسات لمنازل ثلاثة من "المقاومين"، الذين نفذوا العملية في الفندق.
زمن "المقاومين" محدود، والدائرة حولهم تضيق. بالتوازي مع هذا وعلى الرغم من الانخفاض في كمية العمليات، بقيادة المنطقة الوسطى، يتفقون على وجوب تعزيز مستوى الأعمال وشدتها أكثر فأكثر مع التشديد على شمال "الضفة".
يعطي اللواء قائد المنطقة، آفي بلوت، بشكل نسبي حرية عمل لقادة الألوية الذين يبذلون الجهود في الأعمال الهجومية في شمال "الضفة". وتشرح محافل الأمن بأنه طرأ في منطقة القرى حول الأردن حيث توجد طمون، طوباس وتياسير، بعض التغيير في أعقاب هجمات الجيش الإسرائيلي.
في المنطقة هوجم عدد من الخلايا من الجو، وعملت فيها قوات خاصة في حملات استمرت أياما طويلة. والآن يشير جهاز الأمن إلى التغيير الذي طرأ في الجبهة، تماما مثلما حصل في منطقة نابلس، حيث طرأ تغيير بعد عمليات تنظيم عرين الأسود ولكن في الوقت ذاته يشرحون بأن العمل لا يزال بعيداً عن النهاية، ولا تزال توجد محاولات لتشكيل شبكات "مقاومة" في تلك المناطق.
في الأيام ما بعد العملية الصعبة في الفندق طرحت أسئلة عن التنسيق الأمني الذي يجريه الجيش مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
في هذه النقطة تنبغي الإشارة إلى أن هذا أمر صادر عن المستوى السياسي يقضي بالحفاظ على السلطة الفلسطينية.
يوجد غير قليل من الأصوات، وأساسا من السياسيين، تدعو إلى تفكيك السلطة لكنهم لا يحصلون على قرار حكومي في الموضوع.
السؤال هل العمل على تفكيك السلطة مهم؟ وهل ينبغي عمل هذا في الوقت الذي يناور فيه الجيش الإسرائيلي في خمس جبهات أخرى؟ وهل الأمر أفضل من مناورة في لبنان أو استيلاء على أرض في سورية أو تخفيض حجم القوات في جباليا أو في بيت حانون؟ هذه أسئلة ثقيلة الوزن. إضافة إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أنه رغم شبكات "المقاومة"، التي أقيمت في شمال "الضفة" على شكل كتائب في مخيمات اللاجئين، فإن الشارع الفلسطيني لا يوجد في دائرة "المقاومة".
إن حقيقة أن الشارع الفلسطيني لا يقوم بـ "أعمال شغب" جماهيرية أو يخرج إلى انتفاضة بعد أكثر من سنة من الحرب هي حدث ينبغي أخذه بالحسبان في مواجهة الدعوات "لتسوية جنين أو طولكرم بالأرض".
فضلاً عن حقيقة أن كمية العمليات انخفضت، ينبغي التشديد على الانخفاض في هجوم "المدّ الشعبي"، الذي يتضمن رشق حجارة وزجاجات حارقة.
لا يزال الحديث يدور عن أعداد عالية جداً لكن بالنسبة للسنوات السابقة طرأ انخفاض كبير. رغم هذا فإن "الضفة الغربية" هي جبهة مخادعة. قائد المنطقة، آفي بلوت، الذي زار في نهاية الأسبوع عائلات العاد فينكلشتاين، رحيل كوهن، وعليزا رايز الذين قتلوا في العملية الصعبة، يوافق على أنه يجب تشديد الأعمال الهجومية في الأسابيع القادمة.
وتشرح مصادر أمن في المستوطنات أن على الجيش أن يعمل ليس حسب المعلومات الاستخبارية وبشكل مركز بل أن يستولي على منطقة مثل مخيم اللاجئين نور شمس أو مخيم جنين، أن يحاصره، وأن ينفذ تمشيطاً من بيت إلى بيت ويجمع السلاح.
نذكر أنه قبل بضعة أشهر في قيادة المنطقة الوسطى نفذوا عمليات كهذه بدأت في حملة بيت وحديقة (التي جرت قبل الحرب) في جنين.
صحيح أنهم يعملون حسب مؤشرات استخبارية، لكن في غير قليل من الحالات تجتاح القوات مواقع في نطاق المخيم ليس بناء على مثل هذه المؤشرات.
تجدر الإشارة إلى أن تقويمات الوضع في فرقة المناطق لم تتغير، وأساس إشارات "المقاومة" تأتي من شمال "الضفة".
في الأشهر القادمة على قيادة المنطقة الوسطى أن تصعد أعمالها في قلب مخيمات اللاجئين، وأن تستخدم أساليب هجومية متنوعة، وأن تشدد عملياً الضغط على كتائب "المقاومين" في شمال "الضفة".
في الطريق إلى صفقة: لأول مرة ثمة أساس للتفاؤل
بقلم: عاموس هرئيل
عن "هآرتس"
لأول مرة منذ عدة أشهر، هناك أساس لتفاؤل معيّن. إن اقتراب دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني، يزيد بصورة واضحة في فرص توقيع صفقة أسرى بين إسرائيل و"حماس". هذه المرة، يوجد أساس لهذه التقارير. فالمحادثات في قطر مستمرة منذ أسابيع، والآن، يظهر تقدّم مهم. يأتي التغيير الأساسي من ترامب نفسه: يبدو أن المطالبة القاطعة بحل المسألة، قبل تسلُّمه منصبه رئيسا للولايات المتحدة وتهديداته بفتح "أبواب الجحيم"، إذا لم يُستجب لطلبه، خلقتا ضغطاً على الطرفين. وطبعاً، جرى تنسيق خطوة ترامب مع موظفي الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن.
ويظهر أن الصفقة ستتضمن إطلاق المخطوفين على مرحلتين. في البداية، يُطلق سراح النساء والرجال الكبار والمرضى و"مجموعة إنسانية" من بين المخطوفين. ومن المفترض أن تنفَّذ المرحلة الأولى بعد إعلان وقف إطلاق النار، ويجري خلالها انسحاب كبير للجيش الإسرائيلي من جزء من المناطق التي استولى عليها في غزة. وذكر مصدر أمني رفيع المستوى لـ"هآرتس" أنه على الرغم من الأعمال اللوجستية الواسعة النطاق التي تجري في ممر نتساريم وفيلادلفيا لتوسيع القطاع وأعمال البناء التي جرت هناك، فإنها حدثت انطلاقاً من وجهة النظر القائلة، إن "كل شيء مؤقت، وعند الحاجة، يمكن تفكيكه بسرعة نسبية" (وجهة النظر هذه تختلف كلياً عن وجهة نظر اليمين المتطرف والمستوطنين الذين يسعون لاحتلال دائم لأجزاء من القطاع على الأقل).
وخلال تنفيذ المرحلة الأولى، سيجري النقاش بشأن إطلاق المجموعة الثانية من الجنود والشبان من الرجال. أيضاً ستتضمن الصفقة استعادة جثامين المخطوفين، على الرغم من ادّعاء الفلسطينيين أن جزءاً من هذه الجثامين لم يتم التعرف إليها. يوجد في غزة 98 مخطوفاً إسرائيلياً وأجنبياً. والتقدير أن نصفهم لا يزالون أحياء. ومثلما هو معروف، يسعى ترامب لصفقة شاملة، معناها أيضاً نهاية الحرب في القطاع. لذلك، حتى لو جرى الاتفاق على تفاصيل المرحلة الأولى، من المتوقع بذل جهد أميركي يفرض على الطرفين تنفيذ المرحلة الثانية وصوغ صفقة شاملة يكون معناها محاولة وقف القتال وقتاً طويلاً.
وصل إلى الدوحة المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف وايتكوف، في منتصف الأسبوع الماضي، وشارك في جزء من المحادثات السياسية للتوسط بين الطرفين. أول من امس، وصل وايتكوف فجأة إلى القدس، قادماً من الدوحة، والتقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وقرار نتنياهو، أول من أمس، بشأن إرسال الطاقم الإسرائيلي الرفيع المستوى إلى قطر، هو مؤشر إيجابي إلى أن الاتفاق أصبح وشيكاً. هذه المرة، يبدو أن نتنياهو منح الوفد الإسرائيلي هامشاً أوسع من الماضي للمناورة في الاتصالات.
فيما يتعلق بالتهديدات الأميركية، من الصعب التصديق أن "حماس" تعتقد أن ترامب سيزود نتنياهو بالقنابل الثقيلة التي ستمحو ما تبقى من المباني التي ما زالت موجودة في القطاع. وحالياً، الدمار كبير بما فيه الكفاية. لكن إذا كان الرئيس المنتخب ينوي السماح لإسرائيل بعرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن مثل هذه الخطوة قد تكون مدمرة لـ"حماس"، التي تستفيد من الإمدادات بتهدئة الغضب الشعبي في القطاع ضدها.
على الجانب الآخر، يبدو أن نتنياهو يرى أن تهديدات شركائه من اليمين المتشدد بإسقاط الحكومة، إذا تحققت المرحلة الأولى من صفقة المخطوفين، هي أقل حدةً مما كانت عليه من ذي قبل. في نهاية المواجهة بينه وبين وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بشأن التصويت في الكنيست، قبل أكثر من أسبوع، بن غفير هو الذي تراجع. وفي هذه الأثناء، حتى وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، يكاد يجتاز بصعوبة نسبة الحسم في استطلاعات الرأي العام، وأيضاً على خلفية الانتقادات القاسية وسط ناخبيه لتعاوُنه مع مساعي تمرير قانون تهرّب الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية. لقد ضعف موقفهما في الائتلاف، فهل سيكون هذا كافياً لكي يُبدي نتنياهو مرونة في المفاوضات مع "حماس"؟
إلى جانب الحاجة الماسة إلى إعادة المخطوفين، هناك سبب حاسم للتوصل إلى الصفقة وإنهاء الحرب في غزة. فصباح أول من أمس، قُتل 4 جنود من لواء ناحل جرّاء إصابتهم بانفجار عبوة ناسفة كبيرة ضد قافلة من المركبات غير المصفحة، كما أصيب 6 جنود في الحادثة، حالة أحدهم حرجة. وفي الأسبوع الماضي، فقط قُتل 10 جنود في القطاع، وعدد قتلى العملية في شمال غزة، والتي بدأت في مطلع تشرين الأول الماضي، وصل إلى نحو 50 قتيلاً.
وبعكس تصريحات القيادة في إسرائيل، حالياً، ليس هناك فائدة حقيقية من الحرب في القطاع. صحيح أن الجيش يدفّع "حماس" ثمناً غالياً، لكنه لا يقترب من الحسم العسكري الشامل قط، ويتكبد خسائر قاسية في حرب استنزاف طويلة ووحشية. من هنا، يمكن أن تشكل الصفقة بداية عملية لإيجاد واقع سياسي مختلف في القطاع، ويشارك في الحل الأميركيون والدول العربية الأكثر اعتدالاً. قد يكون هذا الرهان كبيراً، لكنه يبقى أفضل من استمرار سفك الدماء الحالي، وفي جميع الأحوال، إذا عادت "حماس" إلى مهاجمة إسرائيل، فسيكون لدى إسرائيل المبرر الكامل لاستئناف الحرب ضدها.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق