أصبحت بحيرة «نيفاشا»، شمال غرب العاصمة الكينية نيروبي، غير صالحة للملاحة بشكل متزايد، حيث يغطي نبات «الزنبق» المائي البحيرة، ويخنق أسماكها، ويحرم الصيادين مصدر رزقهم اليومي المتمثل في صيد الأسماك، ويتحدث الصياد المحلي، سيمون ماشاريا، عن مشكلة هذه الأعشاب الضارة قائلاً: «أحياناً تصبح خطرة للغاية، فقد حاصر هذا النبات الصيادين ذات مرة داخل البحيرة ثلاثة أيام، وكان علينا طلب المساعدة من الحكومة التي استخدمت طائرة هليكوبتر لإنقاذهم»، وأضاف ماشاريا أنه لا يستطيع في بعض الأيام ببساطة صيد الأسماك في البحيرة بسبب النبات، لأنه قد يفقد شباكه تحت الأعشاب العائمة، ما يتسبب في تكبده تكاليف جمة، ويخسر الوسيلة التي يستطيع بها كسب قوته.
وما يحدث في بحيرة «نيفاشا» قصة تتكرر في جميع أنحاء العالم، فزنابق الماء هي نباتات تعود أصولها لأميركا الجنوبية، وتم إدخالها كنباتات زينة غريبة إلى العديد من البلدان الأخرى، وبمجرد دخولها أي بلد تستولي على بيئات المياه العذبة، وتتمدد فيها، وإضافة إلى تأثيرها في التنوع البيولوجي وسبل العيش، يمكن لهذا النبات العائم أن يسد أنظمة الطاقة الكهرومائية والري، لقد كلفت هذه النباتات المائية الغازية الاقتصاد العالمي عشرات المليارات من الدولارات تاريخياً، والآن أكثر من 700 مليون دولار سنوياً.
حاولت فرق العمل من منظمات متعددة إيجاد حلول، من ضمنها إدخال «السوس» الذي يهاجم النبات للحد من انتشاره، وربما التسبب في فقدانه قدرته على الطفو، وهناك أيضاً مقترحات لحصاد نبات زنبق الماء ودمجه مع النفايات البلدية وروث الأبقار لإنتاج الوقود الحيوي، والآن تعالج شركة كينية المشكلة إضافة إلى مشكلة تلوث البلاستيك في البلاد، من خلال تحويل النبات الغازي إلى بلاستيك حيوي.
وبدأت شركة «هياباك إيكوتيك ليمتد» في إنتاج البلاستيك الحيوي، وهي شركة أسسها جوزيف نجوثيرو، كمشروع لسنته النهائية، عندما كان طالباً في الهندسة المدنية والبيئية بجامعة «إيجرتون»، واجه نجوثيرو، وزملاؤه مشكلة زنبق الماء بشكل مباشر في رحلة ميدانية إلى بحيرة «نيفاشا» في عام 2021، عندما حاصر النبات قاربهم خمس ساعات، وعادوا مصممين على فعل شيء حيال ذلك.
ويستخدم نجوثيرو، زنبق الماء لصناعة البلاستيك الحيوي المجفف، حيث يمزجه بمواد رابطة ومواد مضافة، ويتم خلطه وتشكيله، وقد استُخدم هذا المنتج الذي يتحلل بيولوجياً على مدار بضعة أشهر، للمرة ال
أولى بديلاً للتغليف البلاستيكي، وفي عام 2017 قدمت كينيا قانوناً يحظر الأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، وفي عام 2020 تم حظر جميع المواد البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة في المناطق المحمية.
ويعتقد نجوثيرو أن منتجه «يضرب عصفورين بحجر واحد»، ويقول إن «معظم المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، لها عمر افتراضي يبلغ نحو 10 دقائق، بعد خروجها من أرفف السوبر ماركت، فلماذا لا نجعلها قابلة للتحلل البيولوجي»، وقد حظيت شركة «هياباك» باهتمام واسع النطاق، حيث فازت بجوائز العمل المناخي في شرق إفريقيا، فئة الشباب، وجائزة «هاكاثون» لليوم العالمي للهندسة التابعة لـ«اليونسكو»، وجائزة «ابتكارات للبشرية» لعام 2023 التي تم الإعلان عنها في مؤتمر المناخ «كوب 28»، الذي استضافته دولة الإمارات، كما تمت تسمية نجوثيرو كقائد إفريقي لمؤسسة أوباما لعام 2023.
ويقوم الصيادون بمن فيهم ماشاريا الآن بحصد النبات الغازي في بحيرة «نيفاشا»، ثم تجفيفه وبيعه لشركة «هايباك»، وقال ماشاريا إنه مصدر دخل بديل مفيد، خصوصاً في الأيام التي يغطي فيها النبات شبكته، ما يمنعه من اصطياد الأسماك، ويأمل ماشاريا أن تتمكن «هايباك» قريباً من توسيع نطاق أنشطتها، ما يسمح للمجتمع المحيط بالبحيرة بحصد كميات أكبر من الزنبق المائي.
وأضاف: «إذا تمكن جوزيف نجوثيرو من الحصول على التمويل، أعتقد أنه يمكنه شراء كميات أكبر، وسيحصل العديد من الأشخاص على الأقل على فرص عمل»، وأحد المشاريع التي يمكن أن تساعد «هايباك» على النمو، هو شراكتها مع الحكومة الكينية.
ووفقاً لمنظمة «غلوبال» فقدت كينيا 14% من غطاء الأشجار بين عامَي 2001 و2023، وفي أواخر عام 2022 التزم برنامج تسريع استعادة الغابات والأراضي في كينيا بزراعة 15 مليار شتلة بحلول عام 2032 في الغابات المتدهورة والمراعي. عن «سي إن إن»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شركة كينية تحوّل نبات «الزنبق» المائي إلى أكياس بلاستيك حيوي - جورنالك اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 02:32 صباحاً
0 تعليق