نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جمال سليمان.. عاد لسوريا بالرقص والحمل على الأعناق بعد سقوط الأسد (فيديو) - جورنالك اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 07:50 مساءً
بعد غياب دام 13 عامًا، عاد الفنان السوري جمال سليمان إلى وطنه سوريا، في لحظة تاريخية تميزت بمشاعر الفرح والاحتفاء، خاصة بعد الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد في الأعوام الأخيرة، العودة التي طال انتظارها أصبحت حدثًا محوريًا، حيث تفاعل معها السوريون بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت لحظة استقبال سليمان في مطار دمشق محط أنظار الجميع، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الفنان وهو محمول على الأكتاف، يرقص فرحًا في مشهد يعكس مدى سعادته بلقاء وطنه بعد سنوات طويلة من الغياب.
وكان العلم السوري يرفرف في يديه، مما أضفى على المشهد مزيدًا من الرمزية الوطنية. هذه العودة كانت بمثابة لقاء عاطفي بين الفنان ووطنه، الذي لطالما ارتبط به وعاش على أرضه فترات من النجاح الفني والشخصي.
وقبل هذه اللحظة الحاسمة، نشر سليمان مقطعًا قصيرًا عبر حسابه على "إنستغرام"، وهو داخل الطائرة التي تقله إلى دمشق، حيث عبر عن اشتياقه إلى سوريا قائلاً: "اشتقنا يا شام"؛ الكلمات حملت في طياتها الكثير من الحنين والشوق إلى وطن طالما أثر في قلبه، رغم كل الظروف التي مر بها.
معاناة جمال سليمان
تعود قصة غياب سليمان إلى عام 2012، عندما كانت الأحداث السياسية في سوريا قد بلغت ذروتها بعد بداية الأزمة السورية، وكشف الفنان في لقاء له مع برنامج "تفاعلكم" على شبكة "العربية" عن تفاصيل تلك الفترة الصعبة، مشيرًا إلى أنه قضى رأس السنة 2011-2012 في سوريا، ثم سافر إلى مصر لمتابعة عمله الفني، ليصدم بقرار منعه من العودة إلى وطنه.
وقال سليمان: إن عناصر من الأمن اقتحموا منزله أثناء غيابه، وحطموا ممتلكاته، لتأتي بعد ذلك الأنباء التي تفيد بمنعه من دخول سوريا، ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن من العودة، بل طلب من زوجته أن تسافر فورًا إلى مصر مع ابنه محمد ووالدها، لتحدث مفاجأة في المطار حيث تم منع والد زوجته من السفر، ليظل محاصرًا في سوريا دون القدرة على مغادرتها.
هذه العودة، التي تمت بعد سقوط نظام بشار الأسد، هي بمثابة انتصار للحرية والأمل، حيث يجد الفنان السوري نفسه مجددًا في حضن وطنه الذي طالما حلم بالعودة إليه.
جمال سليمان في سطور
جمال سليمان هو واحد من أبرز وأهم الفنانين السوريين، وُلد في دمشق عام 1959، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أظهر منذ البداية موهبة استثنائية في التمثيل، وبدأ حياته الفنية في المسرح السوري، ومن ثم انتقل إلى التلفزيون والسينما، ليصبح واحدًا من أكثر الوجوه شهرة في الدراما السورية والعربية.
حقق جمال سليمان شهرة كبيرة بفضل أدائه المميز في العديد من المسلسلات الشهيرة التي تركت بصمة قوية في تاريخ الفن العربي، ومن أبرز أعماله مسلسل "الزير سالم" و"الطوفان" و"مرايا"، فضلاً عن العديد من الأفلام السينمائية التي تميزت بقوة الأداء والشخصيات المعقدة التي جسدها.
وفي ظل تصاعد الأحداث السياسية في سوريا عام 2011، بدأت رحلة معاناة سليمان مع النظام السوري، حيث كان له موقف واضح من الأحداث التي شهدتها سوريا، في بداية الأزمة السورية، لم يتردد في التعبير عن رفضه القمع والاضطهاد الذي كان يطال الشعب السوري، مما جعله هدفًا للنظام،و في الوقت الذي كانت فيه الأوضاع تتأزم داخل البلاد، كان سليمان يعيش على أمل أن يتمكن من الاستمرار في عمله الفني بحرية، لكن نظام بشار الأسد كان له رأي آخر.
مغادرة الوطن
وفي عام 2012، وفي خضم الأحداث السياسية المضطربة، قرر سليمان مغادرة سوريا، في خطوة كانت بمثابة بداية لرحلة صعبة، اضطر الفنان السوري إلى الانتقال إلى مصر، حيث تابع عمله في المجال الفني، إلا أن محنة المنفى كانت تلاحقه. في القاهرة، استمر في تقديم أعمال فنية، لكنه كان يواجه صعوبة في الانسجام مع واقع الاغتراب، خصوصًا مع المواقف السياسية التي كانت تزداد تعقيدًا في المنطقة، لكن مع مرور الوقت، أصبح اسم جمال سليمان مرتبطًا بسمعة الفنان الذي حافظ على مواقفه الإنسانية رغم التحديات.
ومع تزايد الضغوط على النظام السوري، وبدء التغيرات السياسية في السنوات الأخيرة، بدأ الأمل يعود إلى قلب سليمان في إمكانية العودة إلى وطنه، وقد تحقق هذا الأمل أخيرًا بعد 13 عامًا من الغياب، في الوقت الذي شهدت فيه سوريا تحولات سياسية هامة، تزامنًا مع سقوط نظام بشار الأسد.
رحلة سليمان ليست فقط رحلة فنان، بل هي أيضًا رحلة وطنية وإنسانية، تروي قصة الفنان الذي ضحى بالكثير من أجل مبادئه، وعاش سنوات من الغربة، ليعود أخيرًا إلى وطنه، مسترجعًا لحظات الفرح مع الشعب الذي طالما أحبه وتفاعل معه.
0 تعليق