نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الخط الساخن | العمل البلدي في البقاع الغربي.. وجه من وجوه الصمود والمقاومة - جورنالك اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 05:49 مساءً
خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، تلقّى البقاع الغربي عدداً كبيراً من الغارات الهمجية التي دمّرت البيوت واستهدفت الأبرياء. إلّا أنّ أهل هذا البقاع الأبي الذين كانوا دائما ظهر المقاومة وسندَها، صمدوا وقاوموا مقدّمين أبناءهم الأقمار شهداء على طريق القدس. خلال تلك المرحلة، حضرت البلديات بشكل فاعل لتأمين الخدمات للأهالي الصامدين كما للنازحين، وأدّى العمل البلدي في حزب الله دوره وفق خطّة حضّرها خلال مرحلة إسناذ غزّة.
قصدنا البقاع الغربي متّجهين في بداية جولتنا الى مشغرة، البلدة التي تبعد عن بيروت 85 كلم، وتقع على السفح الشرقي لجبل نيحا وتطل على مجرى نهر الليطاني وبحيرة القرعون. زرنا مبنى البلدية وكان اللقاء الأوّل مع نائب رئيس البلدية الأستاذ عبدالله هدلا، وهو أيضا المسؤول عن ملف الإعمار في البقاع الغربي.
هدلا ذكر أنّهم خلال الحرب عملوا في البلدية على تأمين حاجات الأهالي الصامدين الأساسية من مياه وكهرباء، خصوصا وأنّ شبكات المياه والكهرباء تضرّرت بشكل كبيرـ حتّى إن المواد التموينية أمّنتها البلدية وأوصلت الخبز من شتورا الى مشغرة ومحيطها. تابع هدلا أنّهم كانوا على تنسيق ومتابعة مع شركة مقدّمي الخدمات KVA كي لا تنقطع الكهرباء خصوصا عن المستشفى الحكومي والمراكز الصحّية ومن أجل إيصال المياه للبلدة. كما أنّهم عملوا على تأمين مادة المازوت لسنترالات الإتّصالات كي لا تنقطع خدمة الإنترنت والإتّصال الهاتفي.
هدلا وصّف التعاضد المميّز بين مستشفى مشغرة الحكومي، الصليب الأحمر، الدفاع المدني، الهيئة الصحّية وسائر المؤسّسات لتأمين حاجات المواطنين.
أمّا حجم الضرر الذي لحق بمشغرة، فذكر أنّ القصف طال البيوت على أطراف البلدة، كما طال حي عين الضيعة القديم الذي يضم بيوتا أثرية، فهدم فيه 10 منازل، وكان الدخول الى ذلك الحي للإنقاذ وإزالة الردميات بالآليات تحدّ صعب.
وعند سؤالنا إيّاه عن عمل البلدية لدى عودة الأهالي الى مشغرة بعد وقف إطلاق النار، ذكر أنّ هذه المرحلة تطلّبت منهم التواصل مع سائر المؤسّسات لإنجاز أعمال الصيانة.
لفت هدلا الى أنّه فور تكليفه بمتابعة ملف الإعمار من قبل جهاد البناء، قام بتأليف فريق من 8 مهندسين و11 إداريا للكشف على 11 بلدة في البقاع الغربي والعمل على مكننة الإستمارات. وأشار الى أنّ عمليات المسح على وشك الإنتهاء في غضون أيّام، وستبدأ المرحلة الثانية وفيها ستُرفع المباني المهدّمة وسيتم التعويض على أصحابها، ومن المتوقّع أنّه خلال أسبوعين الى ثلاثة أسابيع سيكون الملف منجزا بشكل كامل.
في مشغرة إنتقلنا الى نقطة أخرى وأمام محطّة لتحويل الكهرباء التقينا برئيس دائرة مشغرة في شركة مقدّمي الخدمات KVA المهندس عبّاس بجيجي، الذي تحدّث عن الأضرار التي لحقت بشبكات الكهرباء، وقد حرصوا خلال الحرب على أن لا ينقطع التيّار الكهربائي خصوصا عن المستشفيات الأربعة في المنطقة، مستشفى مشغرة الحكومي، مستشفى البقاع الغربي في سحمر، مستشفى راشيّا الحكومي ومستشفى عيتيت.
أشار بجيجي الى تفاني العاملين في KVA وعملهم تحت القصف وفي ظروف صعبة، ولفت الى أنّهم فور وقف إطلاق النار بدأوا بأعمال الصيانة وزراعة أعمدة كهرباء بديلة عن المتضرّرة.
في ساحة التحرير في مشغرة التقينا بعضو مجلس بلدية مشغرة، قاسم مزاحم الذي وصّف مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار وما رافقها من أعمال صيانة ورفع نفايات وفتح طرقات وإزالة ردميات، ولفت مزاحم الى وضع البلدية المالي الصعب خصوصا مع ارتفاع أسعار المحروقات ورفع رواتب الموظّفين من دون تحسين الدولة لإيرادات البلدية.
قبل أن نغادر مشغرة زرنا حي عين الضيعة القديم الذي يقدّم نموذجا عن التعايش الإسلامي المسيحي، ويظهر ذلك جليّا في تجاور الكنائس والمساجد. في ذلك الحي التقينا بعدد من المواطنين من الأخوة المسيحيين الذين تحدّثوا عن ذكرياتهم في حيّهم الذي استهدفه اسرائيل الصهيوني، وعبّروا عن تمسّكهم ببلدتهم مشغرة، ووجّهوا التحايا للشهداء الأبطال.
انطلقنا الى سحمر، البلدة التي تقع جنوب غرب مشغرة، والتي تحمل تاريخا طويلا من المواجهات مع اسرائيل الصهيوني منذ العام 1976. وهناك كان اللقاء مع رئيس بلديّتها أيمن حرب. الحديث معه بدأ بالتحيّة الى روح رئيس البلدية السابق الشهيد حيدر شهلا الذي استهدفته يد الإجرام الصهيونية خلال العدوان. حرب تحدّث عن عمل البلدية في تلك المرحلة حيث تحمّلت أدواراً متنوّعة منها تأمين حاجيات الأهالي من طعام وشراب، وتوفير المازوت وتأمين مولّد كهرباء لضخ المياه الى القرى المجاورة، ومواكبة ملف الكهرباء مع فرق الصيانة، كما ومتابعة وضع النازحين من سحمر الى البلدات المجاورة.
حرب تحدّث أيضا عن مرحلة عودة الأهالي الى سحمر، حيث تركّز العمل خلالها على رفع الركام والنفايات وفتح الطرقات، إضافة الى متابعة ملف المياه خصوصا وأنّ شبكة المياه تضرّرت من جراء القصف، كما واحترقت مضخّة مياه، فجرى استبدالها بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي. وفي ملف الكهرباء أكّد حرب أنّ أكثر من 90 بالمئة من سحمر مضاءة اليوم بشكل كامل.
لدى سؤالنا إيّاه عن إستمارة الأضرار التي دعت البلدية أهل سحمر الى تعبئتها، قال حرب إنّ هناك جهات مانحة تتواصل مع البلديات للتعويض عن أضرار تحدّدها هي، مثلا الأضرار المتعلّقة بأنظمة الطاقة الشمسية، فلا بد أن يكون لدى البلدية هذه البيانات.
آخر لقاء لفريق الخط الساخن في سحمر، كان مع مسؤول العمل البلدي في حزب الله في البقاع الغربي حسين كريّم، الذي تحدّث عن الخطط التي وضعها العمل البلدي للتعامل مع مستجدّات الحرب، فكان هناك خطط خاصّة بالنزوح والإيواء، وأخرى مرتبطة بملف التنسيق مع الإدارات الرسمية والجهات المانحة والجمعيات. وتابع كريّم أنّه خلال الحرب أمّن العمل البلدي للأهالي حصصا تموينية وغذائية ومفارش ومدافىء بالإضافة الى المازوت.
كريّم تحدّث عن حجم الدمار في سحمر حيث تعرّضت البلدة الى 200 غارة نجم عنها تدمير 222 وحدة بشكل كلّي وتضرّر 2500 الى 2600 وحدة، إضافة الى الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية و بقطاع الزراعة.
لفت كريّم أيضا الى أنّهم في العمل البلدي قاموا بتأمين المازوت لعدد من آبار المياه بكميّات وصلت الى عشرات آلاف الليترات. إضافة الى مساعدات مالية نقدية للبلديات بمئات الملايين.
في الختام شكر كريّم كل الجمعيات والجهات التي دعمت الأهالي في البقاع الغربي، كما خصّص شكرا لوزير التربية ناصر ياسين الذي زار بلدة سحمر وجال على الأضرار فيها، ومن ثمّ تواصل مع عدّة جمعيات لدعم البلدة، أيضا طلب الوزير خلال زيارته تنظيم لقاء مع البلديات، ومنذ أيّام جرى هذا اللقاء الذي وعد خلاله ياسين بحلحلة بعض الملفّات خاصّة تلك المتعلّقة بالمكبّات العشوائية، ومحطّة الصرف الصحّي، وحاجة البلديات الى الآليات. كريّم أيضا وجّه شكره الى رئيس إتّحاد بلديات البحيرة المهندس يحيى ضاهر على مساعيه للمساهمة في نهوض المنطقة.
انتهت جولتنا في البقاع الغربي على أمل أن نجدّدها مع كل مرحلة جديدة من مراحل النهوض والإعمار.
المصدر: موقع جورنالك الأخباري
0 تعليق