رئيس دار الكتب والوثائق: لدينا مقتنيات تمثل العمق التاريخي والتراثي والثقافي لمصر والمنطقة - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: رئيس دار الكتب والوثائق: لدينا مقتنيات تمثل العمق التاريخي والتراثي والثقافي لمصر والمنطقة - جورنالك اليوم الأحد 19 يناير 2025 10:38 مساءً

فى الحلقة الثالثة من سلسلة «ذاكرة مصر» تحدث الدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، عما تحويه دار الوثائق القومية من مقتنيات رسمية وأهلية لا تُقدر بثمن، وعن دور الهيئة فى توثيق تاريخ مصر والمنطقة.

وأضاف «طلعت» فى حواره لـ«الوطن» أن الهيئة تحرص على صيانة هذا الإرث الثقافى والتاريخى بكافة طرق الحفظ، مشيراً إلى طرق تقديم خدمات الهيئة للجمهور، كاشفاً عن أبرز الخطوات التى اتخذتها الهيئة فى اتجاه الرقمنة لمواكبة العصر، وبينها معمل المسح الرقمى المزود بأحدث أجهزة المسح الضوئية، والذى يعمل على عمل أرشيف مصور من مجموعة من الوثائق الموجودة بالدار لإتاحتها للباحثين بشكل إلكترونى.

نحتفظ بالوثائق الرسمية والهيئة فى مصاف دور الأرشيف العالمية

نريد منكم نبذة مختصرة عن دار الكتب والوثائق القومية؟

- الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية هى إحدى المؤسسات العريقة التابعة لوزارة الثقافة، وهى عبارة عن مكونين رئيسيين هما دار الكتب ودار الوثائق، ودار الوثائق (الأرشيف الوطنى) وهى حافظة ذاكرة مصر ولن أكون مبالغاً لو قلت، ذاكرة المنطقة وكثير من دول العالم أيضاً، حيث تحوى الكثير من الوثائق الرسمية والأهلية.

«الوثائق الرسمية والأهلية» أنشئت فى عهد محمد على الكبير باسم «الدفترخانة»«طلعت» خلال حواره مع «الوطن»

ويرجع تاريخ إنشاء دار الوثائق إلى عهد محمد على الكبير، تحديداً فى سنة 1828، باسم (الدفترخانة)، وكان مقرها القديم فى قلعة صلاح الدين، وكان الغرض منها جمع وثائق الدولة المصرية والمواطنين أيضاً، أما الجناح الآخر للهيئة فهو دار الكتب وقد أنشئت فى عهد الخديو إسماعيل فى 1870، ودار الوثائق منذ أنشئت تقوم بمهمتها فى جمع وثائق الدولة وحجج الأملاك الخاصة بالأفراد لحفظها فى مكان واحد، وقد تم ضم المؤسستين معاً سنة 1993 بقرار رئيس الجمهورية 176، الذى أنشأ وأسس هيئة واحدة تجمع دار الكتب والوثائق القومية معاً.

المبنى الجديد بالفسطاط مزود بأحدث نظم الإدارة الذكية فى تأمين الوثائق والإنذار والإطفاء والغلق والفتح الإلكترونى والمراقبة بالكاميرات

نريد منكم إلقاء الضوء على الهيكل الداخلى لدار الوثائق؟

- دار الكتب والوثائق القومية تضم مبنى دار الكتب بالكورنيش ودار الوثائق بالفسطاط ومتحف دار الكتب بباب الخلق، بالإضافة إلى 27 مكتبة فرعية. لدينا أيضاً مجموعة من القاعات لتقديم خدمات للباحثين والدارسين منها قاعة البحث وقاعة المطبوعات والمكتبة المتخصصة، إضافة إلى وحدة البحوث والدراسات الوثائقية وهى وحدة علمية متخصصة تم إنشاؤها فى عام 2001.

وتعمل بإشراف نخبة من الأرشيفيين والمؤرخين، وتعمل هذه الوحدة على نشر وتحقيق الوثائق التى ترى اللجنة العلمية المشرفة عليها أهمية نشرها، وإتاحتها للباحثين من خلال سلسلة «دراسات وثائقية» والمجلة العلمية «الروزنامة».

وتضم الدار أيضاً معمل المسح الرقمى، ويعمل على عمل أرشيف مصور من مجموعة من الوثائق الموجودة بالدار لإتاحتها للباحثين بشكل إلكترونى وتم إنشاء المعمل بأحدث أجهزة المسح الضوئية، وكذلك مركز لترميم الوثائق وتم افتتاحه من 2006، ويتكون من قسمى الترميم والتصوير والميكروفيلم، وقسم الترميم يتضمن مكافحة الآفات ومعالجة وترميم الرق وحشو الثقوب وترميم الخرائط واللوحات.

ما أبرز مقتنيات دار الوثائق القومية؟

- تضم دار الوثائق القومية مجموعة كبيرة من الوحدات الأرشيفية التى تضعها فى مصاف دور الأرشيف العالمية كماً وكيفاً، بينها الأرشيف الهندسى، وبها مجموعة مهمة من الرسومات الهندسية للمنشآت والمبانى التى أقيمت فى مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومن بين المقتنيات أيضاً وثائق الدولة الرسمية وأحكام المحاكم الشرعية، والباب العالى من أيام محمد على، وحتى أيامنا هذه، فالمحاكم المصرية بدرجاتها المختلفة عندما تنتهى حاجتها قانوناً لما لديها من وثائق وأحكام، ترسلها إلى دار الوثائق لحفظها، لذلك لدينا، كما قلت.

كماً كبيراً من الوثائق يتزايد عددها يومياً وتشتمل على فروع مختلفة من عقود بيع وشراء وملكيات ووثائق تاريخية واقتصادية، والعدد يتزايد يوماً بعد يوم.

وبعد ثلاث سنوات سنحتفل بمرور 200 سنة على تأسيس دار الوثائق القومية.

78d9479b41.jpg

ما المقصود بمفهوم الوثيقة؟

- الوثيقة ببساطة عبارة عن مادة تحتوى على معلومة، مع اختلاف الخامة، والوثائق التى نهتم بها بشكل خاص هى الوثائق ذات القيمة التاريخية والمادية، والتى تحفظ الحقوق، أو أحكام وحجج الوقف والملكيات، منها حجج وقف من العصر المملوكى، ولدينا مثلاً أقدم حجة وقف مملوكة فى مصر هى حجة وقف باسم السلطان المنصور قلاوون (صاحب المجموعة المعمارية الكبيرة الموجودة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى)، وأقدم وثيقة لدينا عام 534 هجرية، وتقول إن الخليفة المستعلى باع أرضاً لوزيره الصالح طلائع ابن رزيق. وتعد وثيقة الخليفة المستعلى من أقدم الوثائق ويرجع تاريخها إلى 534 هجرياً وسجل فيها قيامه ببيع أراضٍ وعقارات.

كيف يجرى التحقق من أصالة الوثيقة؟

- الوثائق تأتى من جهات مختلفة، ومصدر الوثيقة يدل على أصليتها من عدمه، مثلاً وثائق من وزارة ما، تكون صحتها وأصالتها مسئولية المالك، لكن فى بعض الأحيان قد يثار الشك حول وثيقة ما، وقتها تتخذ عدة إجراءات لإخضاعها للفحص فنياً ومادياً، بما يشمل نوع الخط والحبر المسجل به والورق وأصليته وتحليل عينة منها، كما أن كل عصر له سمة تساعد خبير فحص الوثائق فى الكشف عن أصلية أى وثيقة من عدمه.

هل يتم قبول جميع الوثائق التى تُعرض عليكم؟

- الوثائق علم ودار الوثائق بحكم تأسيسها بها اللجنة العليا للوثائق، هى من تملك حق البت فيما يجب الحفاظ عليه أو ما يمكن الاستغناء عنه، وتتشكل اللجنة من رئيس دار الوثائق وإدارة الجمع (المسئولة عن جمع الوثائق) والموجودة لدينا، وبها أساتذة جامعات متخصصون فى الوثائق، ودار الوثائق هى الأرشيف الدائم.

وهناك بالمقابل الأرشيف الوسيط وهو مالك الوثيقة، (جهة أو مؤسسة أو محكمة)، وبناء على لائحة الحفظ وهى قرار يصدره وزير المالية، هذه اللائحة هى التى تحدد ما ينبغى الحفاظ عليه من وثائق، وما يمكن الاستغناء عنه، ورغماً عن هذا ولضمان ألا يضيع شىء يجب الحفاظ عليه، يعود إلينا مالك الوثائق.

ويعلن استغناءه عما لديه من وثائق، وتنطبق عليه لائحة المحفوظات بالاستغناء، ولا يمكن تنفيذ الاستغناء إلا بعد إخضاع هذه الوثائق للجنة العليا الموجودة لدينا، وهذه اللجنة تبت فى الأمر إما بالموافقة على الاستغناء عن هذه الوثائق أو أن بعضها ينبغى الحفاظ عليه.

وفى هذه الحالة تنتقل هذه الوثائق من المالك إلينا (الأرشيف الدائم)، لتدخل بتصنيفها الأول من المالك، ونحفظها كما هى (كأمانة)، ولا يحق للمالك استردادها لكن يمكنه الحصول على صورة طبق الأصل منها، لأن كل ما يدخل الوثائق يُختَم بختم دار الوثائق القومية ولا يخرج منها تحت أى مسمى، ولكن يمكن الحصول على نسخة طبق الأصل معتمدة منا.

كيف يجرى تخزين كل هذا الكم الهائل من الوثائق والمقتنيات؟

- دار الوثائق كادت أن تكتظ بما لديها وقد وعى ذلك مبكراً الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق حين كان رئيساً لمجلس الإدارة، ونجح مسعاه فى تأسيس مقر جديد لدار الوثائق فى الفسطاط بجوار متحف الحضارة، وهو امتداد للمخازن ولكن مؤسس على طراز عالمى حديث وتم افتتاحه فى 2015، ويضم المبنى ثلاثة أدوار كمخازن أمانات لحفظ الوثائق، على أحدث مستوى.

75516b8841.jpg

إلى جانب مراكز بحثية لترميم وصيانة الوثائق وقاعة للندوات، ومركز للتدريب ومركز للتاريخ الشفاهي وأماكن للإدارات الفنية، وقاعة للاطلاع على الوثائق تم تصميمها على أحدث النظم العالمية فى حفظ وإتاحة الوثائق بجميع أنواعها، مع مراعاة اشتراطات الحفظ البيئى ودرجات الحرارة والرطوبة والتعقيم والتأمين، وهذا المبنى مزود أيضاً بأحدث نظم الإدارة الذكية فى تأمين الوثائق والإنذار والإطفاء والغلق والفتح الإلكتروني والمراقبة بالكاميرات.

ما مدى إتاحة الوثائق للباحثين؟

- الفئة الثانية من المتعاملين مع دار الوثائق، هم الباحثون والمؤرخون والعلماء والمثقفون ممن يحتاجون إلى العودة لدار الوثائق، فلابد أن يكون لديه خطة بحث، فيمكنهم تقديم خطط أبحاثهم ونتخذ الإجراءات اللازمة لإتاحة ما يتوفر فى دار الوثائق للاطلاع عليه، علماً بأن بعض الوثائق خاصة الوثائق القديمة ليس بالسهل على غير المتخصص قراءتها، أما الباحث والمثقف والجمهور غير المتخصص فيمكنه بشكل أساسى الاستفادة من مقتنيات دار الكتب التى تتضمن أوائل الكتب والدوريات التى صدرت فى مصر.

مقتنيات الدار متاحة للجميع وتتضمن أوائل الكتب والدوريات التى صدرت فى مصر.. ولدينا نوادر المخطوطات والوثائق من عصور مختلفة

ما نوعية الوثائق التى لها صفة قومية؟

- فكرة إنشاء أرشيف قومى تقوم أساساً على حفظ وثائق الدولة ولدينا نوادر المخطوطات والوثائق من عصور مختلفة وينطبق عليها قانونا حماية المخطوطات وحماية الآثار (من حيث تاريخها)، ودار الكتب والوثائق هى قيمة مضافة على مكانة مصر وقوتها الناعمة، نحن نمتلك ما لا يمتلكه الآخرون. نمتلك التاريخ والتراث، وعندما بدأت موجة العولمة، قالوا الإغراق فى المحلية يقود إلى العالمية، ونجيب محفوظ، على سبيل المثال، حصل على جائزة نوبل لأنه تحدث عن الحارة والحياة اليومية المصرية. ما لدينا من تراث ومقتنيات فى دار الكتب والوثائق هو العمق التاريخى والتراثى والثقافى لمصر والمنطقة، والمثبت دون الحاجة إلى إثبات، بمعنى أنا لست بحاجة لأن أقول للأفروسنتريك مثلاً، هذه الأهرامات تخصنا، لأنها من قبيل تعريف المعرف.

كيف يمكن أن يستفيد المواطن من خارج العاصمة من خدمات دار الكتب والوثائق؟

- دار الكتب والوثائق القومية مهتمة بوصول خدماتها الثقافية إلى جميع المحافظات، ونسعى فى سبيل ذلك إلى إتاحة أكبر عدد من مقتنياتنا المرقمنة عبر الإنترنت بحيث يسهل الوصول إليها للمواطنين سواء كانوا من خارج القاهرة أو من ذوى الاحتياجات الخاصة لتجنيبهم مشقة الانتقال وتكاليفه.

وقد كثّفنا تلك الجهود أثناء جائحة كورونا حيث شاركنا مع قطاعات وزارة الثقافة فى مبادرة «خليك فى البيت» من خلال إتاحة مجموعات من الدوريات والوثائق النادرة بالمجان منها ما يتناول ذكرى أكتوبر، واحتفالات المصريين بشهر رمضان المبارك فى عصور مختلفة، وما زالت جهودنا مستمرة فى هذا المضمار، ومن ناحية أخرى تحرص دار الكتب والوثائق القومية على المشاركة فى معارض الكتب بمختلف المحافظات، فشاركنا خلال العامين الماضيين فى معارض دمياط، بورسعيد، حلاليب وشلاتين، رأس البر، وغيرها.

هل ضمن صلاحيات دار الوثائق طلب أية وثائق من أى جهة؟

- تتسلم دار الوثائق القومية مجموعات من الوثائق من جهات مختلفة فى ضوء التعاون المشترك مع تلك الجهات.

وإذا رغب أى شخص فى إهداء الدار مخطوطات خاصة بفنان أو شخصية عامة؟

- هذه المقتنيات تعامَل معاملة المقتنيات لا الوثائق، لدينا مثلاً مقتنيات عباس العقاد وتوفيق الحكيم، ولا تندرج تحت الوثائق وذلك وفقاً للتصنيف العلمى.

كيف يجرى تأمين الوثائق التى تعود إلى مئات السنين؟

- منذ سنوات هناك منظومة للإنذار ومكافحة الحريق ويجرى حالياً تنفيذ مشروع تطوير هذه المنظومة، ودار الكتب والوثائق لها رسالة فى ثلاث كلمات هى: الجمع، الحفظ، والإتاحة، جمع الوثائق من خلال إدارة الجمع بالعرض على اللجنة العليا للوثائق، أما الحفظ ففيه أكثر من وسيلة، وأولها الحفظ المادى فى مخزن مخصص.

ويجرى رفع كفاءة العديد من المخازن، طبقاً لاشتراطات الحفظ البيئى وتخضع للتعقيم الكيميائى وفق برامج تعقيم تُنفذ بدقة، لأنه لو دخلت إليها حشرة أو فطر فستتلفها وتتلف ما حولها، وبالتالى فدرجات الحرارة والرطوبة لدينا يجرى رصدها باستمرار، لتوفير مساحة لتستوعب عدداً أكبر من الوثاق والملفات.

وهناك حفظ بطريقة أخرى من خلال المسح الرقمى فى دار الوثائق وفى دار الكتب، وهناك خطة بدأت من سنوات لعمل المسح الضوئى للمقتنيات وحفظها بشكل رقمى على (خوادم ذات سعة كبيرة) ويجرى استكمال الخطة، لتيسير سبل الإتاحة فيما بعد وذلك ضمن أشكال حفظ الوثيقة، وكذلك تيسير الإتاحة، ولكى تواكب لغة العصر، ولدينا معامل ترميم على أعلى مستوى، وخطة دورية وفقاً لأولويات الحاجة إلى الترميم. مع الأخذ فى الاعتبار أن عملية الترميم لا تغير من أصل الوثيقة والمخطوط، ولا تضيف إليه حتى لا تضيع قيمته.

حدثنا عن بروتوكول التعاون مع الاتصالات.

- هناك بروتوكولان تعاون لدار الكتب مع وزارة الاتصالات، أحدهما بين وزارة الاتصالات ودار الكتب والوثائق، وهو تجديد لبروتوكول سابق لإتاحة مجموعة من المقتنيات الخاصة بدار الكتب على بوابة تراث مصر الرقمى، التابعة للاتصالات، بحيث يكون تراث مصر الرقمى متاحاً على الإنترنت وذلك ضمن عدة جهات حكومية مختلفة ستكون موجودة على هذه البوابة، والبروتوكول الثانى تم توقيعه مؤخراً بين وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات، بحيث إنه يتيح المساحة لأى قطاع أو هيئة داخل وزارة الثقافة، للاستفادة من الخدمات الرقمية لوزارة الاتصالات، لإتاحة التراث المقروء والمسموع والمرئى.

ما دور الهيئة فى توثيق الأحداث التاريخية وكتابة تاريخ مصر؟

- تقوم دار الكتب والوثائق القومية بدور مهم فى هذا المجال على عدة مستويات، أولها يشمل الحفظ والفهرسة والترميم والإتاحة، وثانيها يمتد إلى تحقيق التراث العربى المخطوط وإعادة نشره، بالإضافة إلى تشجيع الباحثين فى مجال التاريخ الحديث والمعاصر على نشر إسهاماتهم العلمية لدينا. ويتم التحقيق والنشر تحت إشراف لجان علمية متخصصة من أكاديميين مشهود لهم بالكفاءة والأمانة العلمية داخل الأوساط الأكاديمية.

كما نولى الدراسات الوثائقية أهمية خاصة لدقة المعلومات الواردة فيها. وفى الوقت ذاته نحرص على إقامة ندوات علمية، الحضور فيها متاح للجمهور، من أجل مناقشة قضايا تتعلق بتاريخنا وتراثنا.

وعلى سبيل المثال قمنا بجمع محاضر لجنة دستور 1923 وتحقيقها، ثم قمنا بنشرها فى جزءين مع إقامة ندوة علمية حاضر فيها أساتذة متخصصون فى التاريخ الحديث والمعاصر من مختلف الجامعات المصرية.

وكان هذا جهداً مكثفاً فى سبيل توثيق مرحلة مهمة فى تاريخ مصر الدستورى بشكل يربط الماضى العريق بالحاضر المشرق مع إلقاء الضوء على الدستور المصرى الحالى وتأكيده على مفهوم المواطنة.

ولا يقتصر اهتمامنا على تاريخ مصر فقط، فقد أقمنا مؤخراً ندوة بعنوان «70 عاماً على الثورة الجزائرية»، التى اندلعت عام 1954، وتحدث فيها نخبة من الباحثين حول الدور المصرى فى دعم الثورة الجزائرية والعلاقات التاريخية التى ربطت بين القيادات المصرية وقيادات الثورة فى الجزائر.

كيف تستعدون للمشاركة فى معرض الكتاب هذا العام؟

- ننشر بالفعل وحصرياً كتب التراث، وهذا التخصص الأصلى للدار بالإضافة إلى بعض المجلات العلمية، وبالمناسبة هذه المجلات العلمية متاحة على بنك المعرفة المصرى، ويمكن لأى أحد تحميلها، وكل عام نستكمل طباعة الكتب التى تحظى بإقبال، مثل أجزاء المجلدات، وغيرها، وهذا العام ولأول مرة فى المعرض سنتيح كل إنتاج الدكتور عبدالوهاب عزام، «صاحب ترجمة كليلة ودمنة»، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب الجديدة، والإصدارات السابقة من كتب التراث والمعارف العامة، التى لها جمهورها الخاص مثل «نهاية الأرب فى فنون الأدب»، و«عجائب الآثار فى التاريخ والأخبار» وغيرهما.

ما أبرز أنشطتكم فى معرض الكتاب؟

- بالإضافة إلى نشاطىْ عرض وبيع الكتب، تقدم الدار سلسلة ندوات حول عدد من إصداراتها الجديدة مثل «الأصول النحوية بين سيبويه والأخفش الأوسط»، و«المختار فى المنتسب والمغترب فى لغة العرب»، و«معجم المصطلحات الصيدلانية التراثية» وغير ذلك من العناوين المتميزة فى النشر النوعى والعام.

ما طموحاتكم لدار الكتب والوثائق فى الفترة القادمة؟

- مزيد من الارتقاء بدار الكتب والوثائق، لأنها ذات قيمة تاريخية وتراثية وفنية وأثرية لا مثيل لها، وأنا زرت الكثير من دول العالم التى تمتلك المسمى، لكن ليس لديهم مثل ما لدينا من مقتنيات، وتضم الهيئة كوادر بشرية على أعلى مستوى من الكفاءة والحرفية.

وهذه الدار تمثل لبنة فى بناء مصر الثقافى والتراثى ومرجعية أساسية لتاريخ مصر والمنطقة بل وتاريخ العالم فى بعض المراحل أحياناً، ويأتيها الجميع من داخل مصر وخارجها للاطلاع على مقتنياتها، ونسعى للانتهاء من رقمنة جميع مقتنيات دار الكتب والوثائق، وكل أمل أن تتبوأ هذه الدار المكانة التى تستحقها.

إدارة المستفيدين

لدينا إدارة المستفيدين، تقدم مجموعة من الخدمات أهمها خدمة جمهور الراغبين فى استخراج صور مستند قانونى مقابل رسوم محددة وفقاً للوائح والقوانين المعمول بها، ويمكن لمن يطلب صورة من الوثيقة أن يحصل عليها وفق عدد من الإجراءات والضوابط، أولها إثبات صلة القرابة وتسلسل النسب لصاحب الوثيقة المطلوبة بأوراق رسمية، تحديد المحكمة التى كانت تمتلك الوثيقة، والتاريخ، وقتها يحق للمستفيد الحصول على صورة طبق الأصل من الوثيقة مختومة ومعتمدة ويعترف بها فى أى مكان.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام