لا شك أن احتساء كوب ساخن من الشاي أو القهوة يبعث على الراحة والطمأنينة، وخاصة في الصباح البارد. وبالنسبة للكثيرين، كلما كان الكوب ساخناً أكثر، كان ذلك أفضل، ولكن قبل أن تصب الكوب التالي الساخن للغاية، يجدر بك أن تفكر في ما يقوله العلم عن المخاطر الصحية المحتملة المترتبة على شرب المشروبات الساخنة للغاية.

وفقا ليذاكرفي دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Nutrition، هناك ارتباط بين استهلاك المشروبات الساخنة للغاية وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء، ورغم أن الشاي أو القهوة المفضلين لديك ليسا ضارين بطبيعتهما، فإن درجة الحرارة التي تستهلكها بها قد يكون لها آثار طويلة المدى على صحتك حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

لماذا يعد تناول المشروبات الساخنة جدًا غير صحي؟

عندما تشرب مشروبًا ساخنًا للغاية، فإن البطانة الرقيقة للمريء تتحمل وطأة تلك الحرارة. هذا الأنبوب الذي يربط فمك بالمعدة مبطن بأنسجة حساسة مصممة للتعامل مع الطعام والمشروبات في درجات حرارة معتدلة. وبالتالي، فإن تناول المشروبات الساخنة جدًا يمكن أن يسبب تلفًا متكررًا لهذه الأنسجة.

أوضح الدكتور شري كومار سريفاستاف، استشاري أول في مستشفى شاردا - نويدا، لموقع Onlymyhealth، أن هذا الضرر قد يؤدي بمرور الوقت إلى التهاب مزمن وتغيرات خلوية في المريء. 

أكد الدكتور سريفاستاف على أهمية التمييز بين أن الشاي أو القهوة أو الحساء ليس هو الذي يشكل الخطر، بل درجة الحرارة المرتفعة. 

وقال: "تم تحديد المشروبات التي يتم تقديمها عند أو أعلى من 65 درجة مئوية (149 درجة فهرنهايت) على أنها مصدر قلق محتمل". لذا، فإن شاي الأعشاب المهدئ أو الإسبريسو المنشط ليس هو الشرير هنا؛ تنشأ المشكلة عندما تستهلكها قبل أن تبرد إلى درجة حرارة أكثر أمانًا.

كيفية حماية المريء

إذا كنت من محبي المشروبات الساخنة، فلا داعي للتخلي عن طقوسك المفضلة تمامًا. بدلًا من ذلك، ضع في اعتبارك النصائح البسيطة التالية التي وافق عليها الطبيب لتقليل المخاطر:

انتظر بضع دقائق! دع الشاي أو القهوة يبردان لبضع دقائق قبل تناول أول رشفة

قبل أن تغوص في مشروبك، اختبره برشفة حذرة للتأكد من أنه دافئ وليس حارقًا

استخدم أكوابًا معزولة للمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة دون ارتفاع درجة حرارة مشروبك

إذا كنت في عجلة من أمرك، أضف القليل من الحليب أو الماء البارد إلى مشروبك الساخن لخفض درجة الحرارة بسرعة.