ندوة الثقافة تستذكر سيرة وإنجازات وريادة محمد سعيد الملا - جورنالك في الأربعاء 12:00 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ندوة الثقافة تستذكر سيرة وإنجازات وريادة محمد سعيد الملا - جورنالك في الأربعاء 12:00 صباحاً اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 12:00 صباحاً

نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة لمناقشة كتاب «محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر»، شارك فيها: معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي أحمد حميد الطاير، وعائشة محمد سعيد الملا، والكاتب مؤيد الشيباني (مؤلف الكتاب). وأدار الجلسة علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم.

حضر الجلسة النقاشية: معالي سعيد بن محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، ومعالي عبدالله المزروعي، ومحمد أحمد اليماحي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس البرلمان العربي، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، والأديب عبد الغفار حسين وقاسم سلطان البنا وعلي العويس، وأعضاء مجلس إدارة الندوة، وأ. د. محمد سلطان العلماء ود. رفيعة غباش مؤسسة ومديرة متحف المرأة في دبي، ود. حصة لوتاه ود. عبد الخالق عبدالله، وجمع غفير من محبي وأسرة الراحل.

أضاء علي عبيد الهاملي في مستهل الجلسة، على أبرز ملامح سيرة الراحل، معالي محمد سعيد الملا، مؤكداً أنه شخصية استثنائية عصامية مثلت نموذجاً فريداً في العمل الوطني وفي بناء الإدارات والشخصيات، وأصبحت نموذجاً لكل الأجيال.

وتابع: إنها شخصية لا تؤمن بالفشل، وتقول إنك إذا قبلت الفشل فإن الفشل سينجح وأنت من يخسر.

واستعرض الهاملي إثرها، محطات حياة وعطاء الراحل، مبيناً أنه ولد في منطقة الشندغة بدبي عام 1927، ونشأ يتيم الأب.. كما تربى عند والدته التي أحسنت تربيته، وعمل في البدايات في التجارة، كما عمل في مجلس تخطيط أبوظبي.

وأضاف: كلف في أول تشكيل وزاري عام 1971 بالعمل وزير دولة لشؤون الاتحاد والخليج، ووزارة الكهرباء بالوكالة، وفي التشكيل الوزاري الثاني عام 1973 والثالث عام 1977 والرابع 1979 والخامس 1990، عين وزيراً للمواصلات.. وبعدها تفرغ لأعماله الخاصة.

سمات وقيم ونجاحات

وأشار معالي محمد أحمد المر، في حديثه، إلى الخلفية الاجتماعية لمحمد سعيد الملا، مبيناً أن فقده لوالده مبكراً كان تحدياً ودافعاً للتغلب على صعوبات الحياة، فقد نشأ في أسرة مترابطة محاطاً بعائلات احتوته وخلقت مودة في علاقاته ولحمة مجتمعية حوله، وقد كان ثاني بن عبدالله الرميثي وعلي بن عبدالله العويس هما من لعبا دور الأب في توجيهه والأخذ بيده للبدء في الحياة التجارية، حيث كان يمتلك منذ بدايته ذلك الحس التجاري الناجح.

واستطرد المر: إن محمد سعيد الملا كان متحدثاً بارعاً وكان شخصية محببة لكل من حوله، تاجر في السيارات والذهب، وأنشأ فنادق، وساهم في تأسيس بنك دبي الوطني ووزارة الكهرباء والمواصلات، وقد تولد وعيه من المعرفة والكتب والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان.

وأكد المر أن محمد سعيد الملا تميز وبرز، وإضافة إلى إنجازاته الوطنية والاجتماعية النوعية، كونه لم يركز على التجارة فقط، ولكنه دخل معترك العمل العام والسياسي، وشارك في أوائل الحكومات الاتحادية، وأسس وأنشأ وطور وزارة المواصلات وأدارها بمهنية ونزاهة، رغم بساطة البدايات إلا أنه كان يتعلم من مختلف التجارب ممن حوله محلياً وعربياً إضافة إلى وطنيته وغيرته على الوطن.

وتابع المر: على المستوى العام أنشأ ثاني فندق في الإمارات وثاني مركز تجاري ومستشفى فخماً، وكثيراً من الأعمال رغم الكثير من العثرات التي اعترضت مسيرته.. وقد تعرض لأزمات صحية عدة ولكنه لم ينعزل مجتمعياً وكان مساهماً في كثير من الأعمال محباً للحياة والاختلاط بالآخرين، وهو ما جعله متيقظاً ذهنياً حتى لحظاته الأخيرة.

وأكد أنه كان قريباً جداً من الراحل..وكثيرة ومستمرة كانت جلساتهما، موضحاً أن الخسارة الحقيقية والتي يندم عليها كثيراً، هي عدم التوثيق بالتسجيلات، لأحاديث محمد سعيد الملا وما كان يروي من القصص والذكريات والأحداث والتي تشكل نموذجاً ناجحاً في تاريخ الإمارات سواء شخصيات أم أحداث.

بدروه، بدأ معالي أحمد حميد الطاير، حديثه بمقولة ابن خلدون «الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء.. والرجال الأقوياء يصنعون الرخاء».

وأشار إلى أن هذا القول ينطبق على الراحل محمد سعيد الملا الذي فقد والده وهو في الثانية من عمره.

وذكر معالي أحمد حميد الطاير، أن الملا عهد وحضر مجالس الحكام وهو في مقتبل عمره، وكان موجوداً دائماً في مجلس الشيخ سعيد بن مكتوم، رحمه الله، وكان يستذكر تلك المجالس باستمرار، مستفيداً من أحاديث القوم وأحداث المنطقة.

واستعرض الطاير كلمات المشاركين في الكتاب الذي ناقشته الجلسة، والذي قدم له معالي الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التسامح والتعايش، بالقول، إن الملا كان مثالاً للالتزام والعطاء والإنجاز.. وكان في حياته نموذجاً رائداً في حب الوطن والافتخار بقادته ورموزه.

وعرض الطاير أيضاً، لشهادة معالي حميد بن ناصر العويس، بالراحل، إذ قال، إن محمد سعيد الملا موسوعة اقتصادية ورجل مثابر يمتلك روحاً قيادية من طراز نادر بين رجال الإمارات.. لقد افتقدته الإمارات لما له من فضل في مسيرة البناء والتأسيس، وقد كان همزة الوصل بين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في أمور كثيرة ومهمة، لأنه كان محل ثقة وأميناً فيما يكلف به.

واستعرض معالي أحمد الطاير، شهادة معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في الراحل محمد سعيد الملا، والتي قال فيها، إن بوسعيد (محمد سعيد الملا) رجل عبقري، إنه ليس رقماً مع مجموعة أرقام، بل هو ذلك المتفرد والمتميز.. وكانت أفكاره إبداعية وحضوره إيجابياً في مجلس المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وكان سريع البديهة بشوشاً ومعلماً ومربياً واعياً.

وأكد الطاير في حديثه، أنه، وعلى الصيعد الشخصي، استفاد كثيراً من محمد سعيد الملا، إذ تعلم منه واستهلم كثير الدروس، خاصة وأن الراحل تميز بتوقد الذهن والذاكرة.

وأضاف: إن اهتمامه بتدريب وتطوير العنصر البشري الإماراتي كانت له نتائج مميزة في وجود كفاءات وطنية ملمة ومتعلمة، وكان يولي عمله اهتماماً كبيراً، كذلك كان يهتم ويرعى أسرته، وقد اعتذر عن التواجد في التشكيل الوزاري السادس ليتفرغ لأسرته وحياته الاجتماعية والتجارية، ولكنه كان حاضراً في كل ما يطلب منه، وطوال فترة عمله الوزاري تميز بالنزاهة والشفافية.

علاقة مميزة

عائشة محمد سعيد الملا، أوضحت في حديثها، أن والدها ترك إرثاً إنسانياً عظيماً، مشيرة إلى أن علاقة والدها بأبنائه كانت مميزة، ولافتة إلى أنها كانت مرتبطة بوالدها بشكل وثيق جداً، حيث كانت تعرف ما يمر به، وتعلم الكثير عن تاريخه وطفولته وما مر به من مواقف من خلال أحاديثها مع جدتها «مريم» التي كانت تعيش في كنفها منذ طفولتها.

وبينت عائشة محمد سعيد الملا، أن والدها كان يصحبها معه في كثير من أعماله ويطلعها على تطور العمل، وكانت علاقتهما كما صديقين قريبين جداً، ولفتت إلى أنه كان يأخذ رأيها في بعض الأمور، وأيضاً، أنه كان، ورغم مهامه الوزارية والتجارية، يهتم بالأسرة ويخصص لها الوقت الكافي.

وأشارت عائشة محمد سعيد الملا، إلى إن والدها علمها فن القيادة الفاعلة المثمرة، إذ إن القائد الناجح لا بد أن يكون معه فريق عمل يحسن اختياره ويكون كقائد جزءاً من الفريق، فيرتفعون سوياً، حيث إنه يعتني في أن يشرك فريقه باتخاذ القرار.

وأما إذا كان متفرداً بقراره فلن يكون ناجحاً.

وتحدثت عائشة عن سمات أخرى جوهرية في شخصية والدها، مبينة أنه كان يهتم بالاطلاع والقراءة ويحث جميع أبنائه على القراءة واقتناء الكتب، إذ إنه كان قارئاً نهماً، وكان محباً للتصوير ولديه الكثير من الكاميرات والصور الفريدة.

وأكدت عائشة محمد سعيد الملا، في الختام، أن والدها، ورغم كثرة أسفاره وأعماله إلا أنه كان حريصاً على التواجد الدائم مع العائلة وفي مختلف الأماكن والمناسبات، حيث خصص الوقت الكافي لها.

وأما عن أهم الجوانب التي لم يعرفها الناس عن والدها إلا بعد وفاته، فيتمثل أبرزها، كما قالت، بحرصه على فعل الخير ومساهمته في كثير من الأعمال الخيرية، محلياً وعلى الصعيد الخارجي. كما أنه كان حريصاً على دعم وتحفيز أبنائه وإثراء شخصياتهم بشكل دائم.

رواد اقتصاديون

وأشار الباحث مؤيد الشيباني، مؤلف الكتاب، إلى أن الكتاب يضم سيرتين، السيرة الشخصية لمحمد سعيد الملا، وسيرة المكان.

ولفت إلى أنه خلال سنوات تواجده في الإمارات لحوالي 40 عاماً، تعرف على رواد العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من خلال مجالس أبرز الشيوخ وقادة الأعمال ووجهاء ورجالات المجتمع، في دبي والإمارات، فمجالس الإمارات، كما قال الشيباني، شكلت مدرسة إضافية له تعلم فيها روح الحكمة وكانت بمثابة تجربة عميقة لا تنسى.

وبين مؤيد الشيباني، أنه تعرف على الراحل، محمد سعيد الملا، في مجلس سلطان العويس، وفي مجلس سيف الغرير، كما زاره في مجلسه.

وبحكم طبيعة عمله الصحافي، تعرف أيضاً على ماهيات ومناهج عمله الوزارية المتفردة، وهذا ما شكل ذخراً ثراً أغنى الكتاب.

واستطرد الشيباني: إن محمد سعيد الملا وأبناء جيله، يمثلون قامات هي بمثابة معارف مفتوحة على فضاءات واسعة من الاحتكاكات والمواكبة والرؤى، كل في موقعه دون زيادة أو نقصان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام