أكدت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، أن البنك استثمر حوالي 13 مليار يورو في مصر منذ بدء عملياته في البلاد، مما يجعلها واحدة من أهم وجهات استثمارات البنك. وأضافت أن العام الحالي شهد استثمارات بقيمة 2 مليار يورو، تركزت في مجالات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، وتحلية المياه.

وأشارت إلى أن مصر تتمتع بإمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة في ظل سعيها لتعزيز مشروعاتها ضمن رؤية 2030. ومن بين المشاريع الرئيسية التي يدعمها البنك في مصر، تطوير مترو الأنفاق في الإسكندرية، وإنشاء الموانئ الجافة، والمراكز اللوجستية، والتي تهدف إلى دعم البنية التحتية وضمان استدامة النمو الاقتصادي.

دعم القطاع الخاص: أولوية أساسية

أوضحت باسو أن تعزيز القطاع الخاص يمثل أحد المحاور الأساسية لعمل البنك في مصر. وشددت على أهمية توفير فرص جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة، معتبرة أن تمكين هذه الفئة يسهم بشكل كبير في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. كما أشارت إلى أن البنك يعمل على فتح المزيد من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص، ليكون شريكًا أساسيًا في تطوير الاقتصاد المصري.
 

المنطقة العربية: استثمارات واسعة وتأثيرات استراتيجية

تحدثت باسو عن استثمارات البنك في المنطقة العربية، والتي بلغت حوالي 20 مليار يورو. وتوزعت الاستثمارات على دول عدة:

المغرب: استثمارات بقيمة 5 مليارات يورو لدعم مشاريع الطاقة والبنية التحتية.

تونس: استثمارات بلغت 2 مليار يورو في مشروعات تنموية.

الأردن: بلد ذو أهمية استراتيجية للبنك، حيث تُركز الاستثمارات على مشاريع الطاقة والتنمية الاقتصادية.

وأكدت أن هذه الاستثمارات تهدف إلى تطوير قطاعات حيوية، مثل الطاقة المتجددة، والتي تعد أحد المحركات الرئيسية للتنمية الاقتصادية في المنطقة.

الضفة الغربية وغزة: دعم رغم التحديات

أشارت باسو إلى دور البنك في دعم الاقتصاد الفلسطيني، موضحة أنه تم تقديم استثمارات لتمويل بنك فلسطين، وتوفير خطوط ائتمان لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأكدت أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل أولوية قصوى، مشددة على أن المساعدات الإنسانية تمثل الخطوة الأولى، يليها دعم إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.

لبنان وسوريا: آمال وتحديات

لبنان: وصفت باسو انتخاب رئيس جديد بأنه خطوة إيجابية لفتح المجال أمام استثمارات أوسع. وأضافت أن البنك حافظ على نشاطه في لبنان عبر دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع التمويل التجاري، متمنية أن تُحدث الحكومة الجديدة تغييرًا إيجابيًا يمكّن البنك من زيادة استثماراته.

سوريا: رغم عدم عضوية سوريا في البنك حاليًا، أشارت باسو إلى وجود إشارات إيجابية من القيادة الجديدة، مشيرة إلى أن التعاون قد يكون ممكنًا في المستقبل إذا تم تلبية شروط الانضمام.