نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صور الجندي الأوكراني.. هل تكشف عن تعاون خفي في صراع السودان - جورنالك اليوم الخميس 23 يناير 2025 01:53 مساءً
خاص – جورنالك الاخباري
الصراعات الدائرة في عدة دول إفريقية تكشف عن تجارة مزدهرة للأسلحة والمرتزقة، تستفيد منها بعض الدول الغربية، التي تستثمر في هذه الحروب والصراعات لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، على حساب استقرار وازدهار شعوب هذه الدول.
فبالنسبة للسودان يعتقد العديد من الخبراء والمراقبين أن ما يحدث على الأرض يتجاوز حدود الصراع الداخلي والحرب الأهلية، ليصبح أشبه بصراع دولي على أرض الدولة الأفريقية الكبيرة بين عدة قوى خارجية، ولكن عبر أيدي أبناء تلك الأرض.
وفي خضم هذا الصراع، تبقى القوات الأوكرانية هي الكيان الأبرز على الساحة السودانية من حيث التدخل الخارجي، خاصة مع تزايد المعلومات والتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام، بالإضافة إلى التصريحات من المسؤولين الأوكرانيين بشأن تدخل القوات العسكرية الأوكرانية في الصراع لصالح قوات “الدعم السريع”.
دعم الأوكران لـ”الدعم السريع” في ود مدني
انتشرت صور لجثة أحد الجنود الأوكرانيين في مدينة ود مدني على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تمكنت قوات الجيش السوداني، تحت قيادة عبدالفتاح البرهان، من استعادة السيطرة على المنطقة. ويُشير المصدر إلى أن الجندي الأوكراني كان ينتمي إلى مجموعة مشغلي الطائرات المسيرة الانتحارية التابعة لقوات “الدعم السريع”. وقد اختارت القوات السودانية عدم التعليق على الموقف، بينما بدأت في التواصل مع السلطات الأوكرانية لتوضيح تفاصيل الدعم المقدم من القوات الأوكرانية لتلك الميليشيا.
وفي سياق متصل، صرح السفير الأوكراني في السودان، ميكولا ناهورني، نافيًا أي شكل من أشكال الدعم المقدم من بلاده لقوات “الدعم السريع”. واصفًا الحملة الإعلامية التي انتشرت في بعض المواقع السودانية حول دور أوكرانيا المزعوم في الحرب بالسودان بأنها “ادعاءات استفزازية ومفبركة”.
وأكد ناهورني أن هذه “الحملة” تمثل امتدادًا للحرب غير المبررة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، حيث تؤثر في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك السودان، واعتبر أن الهدف منها هو تشويه صورة أوكرانيا في الإعلام السوداني والعالمي.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات السفير جاءت بعد سلسلة من التصريحات الرسمية من بعض المسؤولين الأوكرانيين التي تتحدث عن دعم كييف لقوات “الدعم السريع” بالطائرات المسيّرة والمقاتلين والخبراء.
تناقضات
ذكرت بعض المصادر أن السفير الأوكراني أدلى بتصريحات جديدة تهدف إلى تصحيح ونفي ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني، إيليا يفلاش، في السابع من يناير الجاري عبر فيسبوك. حيث زعم يفلاش أن المدربين ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات الأوكرانية يقومون بتقديم الدعم لقوات “الدعم السريع” بناءً على دعوة مباشرة من حميدتي.
وأوضح يفلاش أن “روسيا تسعى لبث صورة عن الجيش الأوكراني على أنه يفتقر للاحترافية ويعتمد كليًا على الدعم الخارجي. لكن الوقائع تثبت عكس ذلك: فالقوات المسلحة الأوكرانية تُعتبر من بين الأكثر خبرة وكفاءة في المعارك داخل أوروبا”. وأشار أيضًا إلى أن المدربين الأوكرانيين المتخصصين في الطائرات المسيّرة مطلوبون في مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن كييف ارتبطت بأكثر من 30 اتفاقية عسكرية في القارة الأفريقية، مع السودان كواحدة من هذه الدول، خصوصًا مع قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو. حيث يعمل هناك المدربون الأوكرانيون ويتشاركون خبراتهم.
وفقًا للخبير في الشؤون السودانية أحمد الأحمد، يبدو أن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يأتي في إطار دعم قوات “الدعم السريع”. ويعتقد الأحمد أن واشنطن ارتكبت خطأً عندما اعتمدت على هذه القوات في بداية النزاع، حيث قدمت لها أسلحة عبر الإمارات وفرنسا، كما أوضحت منظمة العفو الدولية.
كما أضاف الأحمد أن الأوكرانيين بدأوا في الابتعاد عن “الدعم السريع” ونفوا دعمهم لـ”حميدتي” بعد أن لم تحقق هذه القوات نتائج ملموسة على الأرض.
وفي نفس الإطار، اتهمت منظمة العفو الدولية فرنسا مباشرة بتقديم تكنولوجيا متقدمة لقوات الدعم السريع، بحيث تُدمَج مع المدرعات وناقلات الجنود التي تصل إلى هذه الميليشيات عبر الحدود مع تشاد. وقد طالبت المنظمة فرنسا بالالتزام بقرارات مجلس الأمن التي تحظر تسليح إقليم دارفور.
جدير بالذكر أن قوات الدعم السريع زادت مؤخراً من هجماتها على الأهداف العسكرية والمدنية في مختلف أنحاء السودان. وآخر هذه العمليات كان يوم الثلاثاء، حيث استهدفت متحرك الصياد باستخدام ثماني طائرات مسيرة في ولاية شمال كردفان. وذكر شهود عيان أن الدفاعات الأرضية تصدت لهذه الطائرات، مما منع حدوث أي خسائر، مما يشير إلى وجود دعم لهذه الميليشيات.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق