حققت 46% من الشركات الأمريكية العاملة في الصين ربحية أو ربحية عالية خلال عام 2024، فيما حققت 36% منها استقراراً في الأرباح، بينما عانت 18% من الخسارة، حسبما كشف «استطلاع مناخ الأعمال السنوي السابع والعشرين»، الذي تجريه غرفة التجارة الأمريكية في الصين.

وأجري الاستطلاع في الفترة من 21 أكتوبر إلى 15 نوفمبر 2024، وشمل الفترة قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. وحسب نتائجه فقد أدت الشركات الأمريكية التي تعمل في قطاعات التكنولوجيا والبحث والتطوير، والموارد والصناعة بشكل أفضل بكثير من الشركات التي تعمل في قطاعات الخدمات والاستهلاك التي واجهت أكبر التحديات. وتكيفت الشركات الأمريكية مع بيئة الأعمال متزايدة التعقيد من خلال إعادة الهيكلة والتركيز على استراتيجيات الاحتفاظ بالمواهب.

ويعكس الأداء المالي للشركات الأمريكية في الصين مرونة وتحديات، حيث تواجه الشركات الأمريكية صعوبات مستمرة منذ عام 2022 في تحقيق أداء مالي قوي. وقال ألفين ليو، رئيس الغرفة: «لا تزال العلاقات الأمريكية الصينية هي الديناميكية الثنائية الأكثر أهمية في العالم اليوم، وفهم وجهات نظر أعضائنا لم يكن أبداً أكثر أهمية من الآن. فالعلاقة المستقرة والبناءة، القائمة على الروابط الاقتصادية والتجارية، أمر بالغ الأهمية ليس فقط لازدهار بلدينا ولكن أيضاً لاستقرار الاقتصاد العالمي. ونأمل أن يوفر هذا التقرير الرؤى اللازمة لإعلام السياسات وتعزيز النتائج المتبادلة المنفعة للولايات المتحدة والصين».

كما كشف الاستطلاع أن 87% من المستجيبين يرون أن العلاقات الثنائية الإيجابية أمر بالغ الأهمية لعملياتهم في الصين، بزيادة 5 نقاط مئوية مقارنة بالعام الماضي، فيما ارتفعت المخاوف بشأن مستقبل العلاقة بين البلدين، حيث أعرب 51% عن قلقهم من المزيد من تدهورها، بسبب التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين والنزاعات التجارية.

ولا تزال الصين سوقاً مهمة للشركات الأمريكية، حيث صنفها 48% من المستجيبين كواحدة من أهم ثلاث أولويات استثمارية عالمية. رغم ذلك، كشف الاستطلاع أيضاً انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تضاعفت نسبة الشركات التي لم تعد تعتبر الصين وجهة استثمارية مفضلة من 10% قبل الجائحة إلى 21%. في الوقت نفسه، تستمر نسبة الشركات التي تنقل الإنتاج أو المشتريات خارج الصين في الارتفاع، مدفوعة بالمخاوف الجيوسياسية وتفاؤل متحفظ للعامين المقبلين.

وحسب الاستطلاع، لا تزال التحديات التنظيمية قضية بارزة، حيث برز التطبيق غير متكافئ للقواعد، والأطر القانونية غير الواضحة، ومخاطر الامتثال في الصين كأهم المخاوف بالنسبة للشركات الصينية. في الوقت نفسه، أفاد 32% من المستجيبين بمعاملة غير متساوية مقارنة بالشركات المحلية، مع تحجيم الوصول إلى السوق والمشتريات العامة كمجالات رئيسة للتفاوت.

يوجد المزيد من التفاؤل عندما يتعلق الأمر بحماية الملكية الفكرية، حيث ذكرت 32% من الشركات المستجيبة أن الحكومة الصينية حسنت بشكل أكبر إنفاذ قوانين الملكية الفكرية في العام الماضي، بينما أفاد 38% بأن مستوى الإنفاذ لم يتغير. رغم ذلك، أشار 26% إلى أن الحماية غير الكافية للملكية الفكرية ستحد قراراتهم الاستثمارية في الصين، وهي نسبة ترتفع إلى 39% في قطاع التكنولوجيا والبحث والتطوير الذي يعتمد بشكل أكبر على الملكية الفكرية.

كما أفادت نحو 90% من الشركات الأعضاء بتنفيذ استراتيجيات البيئة والمجتمع والحوكمة في عملياتها في الصين، بزيادة 10 نقاط مئوية على أساس سنوي. وتولي الشركات الأمريكية الآن اهتماماً أكبر بالمساهمات المجتمعية والحوكمة وأخلاقيات الأعمال، إلى جانب الأهداف البيئية والامتثال التقليدية.