عن أمن تعز والقبض على قاتل والد غدير... - جورنالك

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عن أمن تعز والقبض على قاتل والد غدير... - جورنالك اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 07:50 مساءً

قبل يومين ألقت سلطات الأمن في محافظة تعز (جهة الحكومة) القبض على المتهم وليد شعلة قاتل المواطن سيف محمود الشرعبي في جريمة باتت تعرف باسم قاتل أب غدير الشرعبي.

وقد يقول قائل: الخبر عادي، فكل سلطات الأمن في العالم تلقي القبضة على القتلة أو هي معنية بأن تقوم بواجبها وهذا واجبها. وليس منتظر منها غير هذه النتيجة ولا داعي لشكرها وتمجيدها والاحتفاء بانجازها.

لكن الامر ليس كذلك.لماذا ؟
الحدث الجنائي في تعز يتحول إلى قضية رأي عام.
كل الأنظار موجهة إلى وصوب تعز. الجريمة في تعز تأخذ بعداً ثانياً وثالثاً ورابعاً.

الحدث الأمني الذي يبدو ثانوياً- ولا يخلو منه اي مجتمع صغير أو كبير-، في تعز، هذا الحدث يندرج في سياق معقد يستدعي المقارنة مع مناطق اخرى خصوصا مناطق سيطرة الحوثي ويحض لحشد غير اعتيادي من الاهتمام نتيجة اولاً يقظة ابناء المدينة او المحافظة وطابعهم الناقد الغيور على تعز والمتابع للأحداث والثاني نتيجة حملات دعائية لا تتوقف تقودها اطراف كثيرة منها الحوثيين ومنها المتحوثين ايضا اطراف في مناطق الشرعية مهمتها اغتيال تعز معنوياً.

في ظل ارتباك الأمن العام في كل مناطق الشرعية الاجراءات البطيئة في بناء المؤسسة الامنية منذ عشر سنوات فإن وجود منطق فيها سلطات امنية تستجيب للرأي العام وتخجل وتبذل جهوداً وتحقق نتائج فهذا امر مهم للغاية.

ستكون الكارثة اكبر فيما لو استسلمت كل المناطق اليمنية إلى منطق الاستسهال والدعمة. هذا الخمول المستشري في الدولة هو الطريق إلى فناء النظام الجمهوري مقابل استمزاج السلوك القهري للحوثية او منطق اللاقانون في مناطق اخرى .

من المهم ان يبقى لدينا مربعات او على الاقل مربع واحد على في اليمن يستجيب للرأي العام ولديه حساسية عالية من كلام الناس ومعني بان ينحج ويدافع عن شرف مهنته.

وهذا لن يتم إلى إذا وضع تحت الضغط العالي للنقد المجتمعي على الدوام حتى يتمكن من تجويد ادائه ومراجعة اخطائه وحشد الموارد اللازمة للنجاح.

المجتمع الذي لا تثور ثائرته لجرام جنائية ذات طابع بلطجي هو مجتمع ميت سلفاً. وهو اكثر من متسامح مع الجريمة السياسية والافتكاك من الدولة.

مع الوقت وبمثل هذه اليقضة المجتمعية والتفاعل المؤسسي وفق القانون ستكون تعز افضل مناطق البلاد في أداءها الامني ونقطة ضوء في هذا الظلام الكبير.

النجاح الامني يعني الاستعداد الشامل لاستعادة كل مناطق تعز وقهر المشروع الظلامي. نجاح الامن في مناطق الشرعية يعني استعادة ثقة المجتمع بالدولة ويعني القدرة على تحقيق الغاية من وجود هذه الشرعية وهي استعادة الدولة.

لا نريد مؤسسات أمنية على شاكلة الحوثي. مهمتها ممارسة العنف بأقسى درجاته لأنها وإن كانت تدعي تحقيق الأمن إلا أنها تروم إسكات أصوات الناس وسحق المجتمع مقابل الامتثال لسلطة كهنوتية.

ولا نريد امناً يقوم على دعوى مكافحة الارهاب بإرهاب المجتمع وبهذه الحجة تنتهك الحرمات والحقوق ويسحق المجتمع.

نريد امناً ينتمي إلى لوائح وقوانين الجمهورية اليمنية ويمارس عمله كما تفعل أجهزة الأمن المحترمة في كل دول العالم.