ما الذي أغرى نتانياهو على المضي قدماً في الصفقة مع حماس؟ - جورنالك في الأربعاء 09:12 صباحاً

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما الذي أغرى نتانياهو على المضي قدماً في الصفقة مع حماس؟ - جورنالك في الأربعاء 09:12 صباحاً اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 09:12 صباحاً

اعتمد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سياسة العصا والجزرة لدفع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، للمضي قدماً في صفقة الأسرى مع حماس.

وقد مارس ترامب ضغوطاً غير مسبوقة على نتانياهو، الذي وافق على الصفقة على مضض، رغم تحفظه على بعض النقاط، هذا النهج جعل من الممكن الوصول إلى اتفاق قبل موعد تنصيب ترامب في 20 يناير الجاري.

وبحسب إندبندنت عربية فإن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، فرض على الإسرائيليين اجتماعاً السبت، على رغم أنهم طلبوا منه تأجيل اللقاء إلى الأحد "منعاً لتدنيس قدسية السبت لدى اليهود"، وأنهم لا يعقدون اجتماعات ونشاطات في هذا اليوم. لكن، وفق ما قال المتخصص الاستراتيجي براك سيري، فإن الضغوط من قبل ترمب وويتكوف رافقتها تهديدات ألزمت إسرائيل استقباله السبت والتجاوب مع مطالب الرئيس ترامب بالتقدم والتوصل إلى اتفاق قبل دخوله إلى البيت الأبيض في الـ20 من الشهر الجاري.

وبحسب سيري فإن هذا يعكس التغييرات الجذرية ليس فقط في الإدارة الأميركية إنما لدى نتانياهو "الذي سيكون مضطراً إلى التعامل بطريقة مختلفة مع الإدارة الحالية وبعدم الإساءة إليها وتجاهلها كما كان الأمر مع إدارة جو بايدن".

ونقل ويتكوف رسالة من ترامب لأصحاب القرار في إسرائيل لا تقتصر على صفقة الأسرى وجبهة غزة، بل حملت أكثر من طلب بمجملها أن الرئيس الجديد لا يريد الانشغال في بداية ولايته بحروب جديدة أو بتعميق حروب قديمة في الشرق الأوسط، فطلب من الإسرائيليين الامتناع عن إطلاق تصريحات هجومية ضد الإدارة الجديدة في سوريا لمنع أي توترات أو ضغوط داخلية في سوريا، وشددت الرسالة على أن أحمد الشرع غير معني، الآن على الأقل، بمواجهة مع إسرائيل.

أما في شأن لبنان فكانت رسالة ترامب بأنه معني باستكمال وقف إطلاق النار، وأبلغ مستشاروه للإسرائيليين أنه "لا يريد أن يسمع باستئناف إطلاق النار عند الحدود الشمالية".

وأمام مطالب ترامب هذه، وافقت الحكومة الإسرائيلية على صفقة تبادل أسرى ووقف النار في القطاع بعدما حصلت من ترامب على "وعود" بناءً على طلب نتا

نتانياهو، بينها دعم إسرائيل لاحقاً إذا قررت استئناف الحرب على غزة في حال انتهاك وقف إطلاق النار.

ونقل المتخصص العسكري رونين بيرغمان عن مصادر مطلعة على التفاصيل أن "كل ما يحدث أمام الجمهور، ومن بينه معارضة اليمين، هو جزء من مسرحية".

وتشمل سلة "وعود" ترامب:

- إلغاء قائمة العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإرهابيين.

- خطوات غير مسبوقة ضد المحكمتين الدوليتين في لاهاي وضد إصدار مذكرات الاعتقال الدولية في حق نتانياهو ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت، وضد خطوات أخرى قد تتخذ ضد مسؤولين إسرائيليين آخرين.

- حصول سموتريتش مقابل دعم الصفقة مع غزة على موافقة أميركية لتنفيذ أعمال بناء استيطاني واسعة في الضفة الغربية.

وبهذا التعهد لسموتريتش يضمن نتانياهو عدم تفكيك حكومته حتى وإن انسحب منها بن غفير وحده.

تفاصيل اتفاق الهدنة

يتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ولكن إسرائيل تريد قصرها على مرحلتين في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق وفق وكالة أنباء الأناضول.

المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تسمى "المرحلة الإنسانية"، تستمر 42 يوما، ومن المتوقع خلالها إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، أحياء وأمواتا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة.

وحسب الاتفاق، فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار.

كما سيتم الإفراج مقابل كل مجندة إسرائيلية عن 50 معتقلا فلسطينيا، منهم 30 محكوما بالسجن المؤبد، و20 محكوما بالسجن لفترات طويلة.

ومقابل كل مواطن إسرائيلي امرأة أو مسن، سيتم إطلاق سراح 30 معتقلاً فلسطينياً من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.

أما المرحلة الثانية والتي ستبدأ في اليوم السادس عشر من بدء الاتفاق، ستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع الأسرى في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود.

ويتعين التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق.

بينما تتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد وتشمل خطط إعادة إعمار القطاع.

وقف إطلاق النار في غزة

بدءا من اليوم الأول من الاتفاق، يدخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وينسحب الجيش الإسرائيلي إلى خارج المناطق السكنية الفلسطينية بمحاذاة الحدود، ويتوقف نشاط الطائرات المسيرة لمدة 10 ساعات يوميا و12 ساعة في أيام تبادل الأسرى.

ويبدأ الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة، بما في ذلك الانسحاب من ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن باقي أنحاء القطاع، والانسحاب كذلك من ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، سيتم الإعلان عن عودة الهدوء المستدام، ما يعني وقف دائم للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.

الأسرى الفلسطينيون ضمن الاتفاق

في المرحلة الأولى من الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل أسير إسرائيلي مدني.

وبمقابل كل جندي إسرائيلي يتم إطلاق سراحه في المرحلة الأولى، سيتم إطلاق 50 أسيراً فلسطينياً، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.

وبهذا الخصوص، تطالب إسرائيل بعدم إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية، علما بأنه تم في صفقة عام 2011، جرى إطلاق عدد من المحكومين بالسجن المؤبد إلى قطاع غزة والخارج.

وتشمل المرحلة الأولى الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا.

وسيتم التفاوض لاحقا على عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الجنود الذين سيتم إطلاقهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وبموجب الاتفاق، لن يتم اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مرة أخرى بنفس التهم التي اعتقلوا بسببها سابقا.

الأسرى الإسرائيليين بالاتفاق

سيشمل الاتفاق جميع الأسرى الإسرائيليين الـ98، ولكن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن 33 أسيرا ممن يعرفون بأنهم "حالات إنسانية" وتشمل النساء والأطفال دون 19 عاما وكبار السن فوق 50 عاما والمدنيين الجرحى والمرضى من غير الجنود.

وسيجري التفاوض على أن تشمل المرحلة الثانية الجنود الأسرى، على أن تشمل المرحلة الثالثة الجثث.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، بينما تقدر وجود 98 أسيرا إسرائيليا بغزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

 دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

بدءا من اليوم الأول من الاتفاق، سيبدأ الادخال المكثف للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة يوميا على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 شاحنة لشمال قطاع غزة.

وسيستمر ذلك طوال فترة المراحل الثلاث للاتفاق، على أن تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى، أعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة.

عودة النازحين وإعادة الإعمار

بدءا من اليوم الأول للاتفاق، سيسمح لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع.

كما سيسمح بحرية تنقل للسكان في جميع مناطق القطاع.

وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تبدأ عملية إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق قطاع غزة.

كما يتم إدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني، ولإزالة الركام والأنقاض.

وسيتم إدخال المتطلبات اللازمة لإنشاء مراكز إيواء للنازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بعدد لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة.

كما تشمل العملية إعادة إعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية المدمرة.

الدول الضامنة للاتفاق

تعد كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس، حيث قادت تلك الدول على مدار الأسابيع الماضية، جهودا مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق.