الولايات المتحدة .. قصة انقسام أعظم ديمقراطية في العالم - جورنالك في الخميس 07:52 صباحاً

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الولايات المتحدة .. قصة انقسام أعظم ديمقراطية في العالم - جورنالك في الخميس 07:52 صباحاً اليوم الخميس 16 يناير 2025 07:52 صباحاً

في ليلة تاريخية، أُسدل الستار على الاتحاد السوفييتي، الكيان السياسي الذي شكّل محور النظام العالمي لعدة عقود، ففي مساء عيد الميلاد من عام 1991، نُكِّس علم المطرقة والمنجل فوق الكرملين للمرة الأخيرة، إيذانًا بتفكك الاتحاد إلى روسيا وأربع عشرة جمهورية مستقلة، جاء هذا الحدث مصحوبًا باستقالة ميخائيل غورباتشوف من رئاسة الاتحاد السوفييتي، ليسلّم القيادة لبوريس يلتسين كرئيس لجمهورية روسيا.

هذا التحوّل الهائل في المشهد السياسي الدولي يعكس أمثلة سابقة من التاريخ، كان أبرزها انقسام الولايات المتحدة الأمريكية عام 1861، حين تفككت "أقدم ديمقراطية في العالم" بسبب خلافات سياسية واجتماعية عميقة، وفقا لموقع ndtv.

عام 1861 وانقسام أمريكا

مع انتخاب أبراهام لنكولن رئيسًا للولايات المتحدة، اشتعلت الأزمة بين ولايات الشمال والجنوب، كان لنكولن معروفًا بموقفه الرافض للعبودية، الأمر الذي أثار مخاوف الولايات الجنوبية، التي اعتمدت على هذه الممارسة كأساس لاقتصادها الزراعي.

ردًا على ذلك، انفصلت 11 ولاية جنوبية، لتشكّل ما عُرف بـ"الولايات الكونفدرالية الأمريكية"، نصّبت الكونفدرالية جيفرسون ديفيس رئيسًا لها، واتخذت من ريتشموند عاصمة، ورفعت علم "الصليب الجنوبي"، الذي أصبح رمزًا للانفصال، ورغم محاولاتها للحصول على اعتراف دولي، لم تنجح في ذلك سوى بعلاقات تجارية محدودة مع بريطانيا وفرنسا.

خاض الجانبان حربًا دموية استمرت لخمس سنوات. كان الشمال، بقيادة الاتحاد الأمريكي، يسعى للحفاظ على وحدة البلاد، بينما دافعت الكونفدرالية عن استقلالها وحقوقها الاقتصادية والاجتماعية.

قبل الحرب الأهلية بسنوات قليلة، خاضت الولايات المتحدة حربًا مع المكسيك (1846-1848)، انتهت بتوقيع معاهدة غوادالوبي هيدالغو. تنازلت المكسيك بموجبها عن أكثر من نصف أراضيها، التي أصبحت فيما بعد ولايات أمريكية مثل كاليفورنيا وتكساس وأريزونا.

في عام 1865، انتهت الحرب الأهلية بانتصار الاتحاد واستعادة الولايات المنفصلة. كان هذا النصر بداية مرحلة جديدة من التوسع والازدهار، مع انضمام أراضٍ إضافية مثل ألاسكا وهاواي، لتتشكل الولايات المتحدة كما نعرفها اليوم.

رغم اندثار الكونفدرالية، لا يزال علمها يثير الجدل في المجتمع الأمريكي، حيث يُنظر إليه كرمز للعبودية والتفوق العرقي. تظل هذه الرموز تذكيرًا بأن الانقسامات السياسية والاجتماعية يمكن أن تغيّر مسار الأمم، كما شهدنا في الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على حد سواء.