فيليب عرقتنجي .. هاجر الى فرنسا ثم عاد لتوثيق الواقع اللبناني وحقق إنجازات عديدة - جورنالك

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فيليب عرقتنجي .. هاجر الى فرنسا ثم عاد لتوثيق الواقع اللبناني وحقق إنجازات عديدة - جورنالك اليوم الخميس 16 يناير 2025 03:21 مساءً

المخرج فيليب عرقتنجي هو أيضاً كاتب ومنتج يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية ويتنقل بين لبنان وفرنسا. أخرج أكثر من 70 فيلم في حياته المهنية، تتنوّع بين الريبورتاج، والفيلم الوثائقي، والأفلام الشخصية والخيالية، والتي تدور أحداث قصصها في مختلف بلدان العالم.


الطفولة

ولدفيليب عرقتنجيعام 1964 في بيروت. وتعلق منذ صغره بهواية التصوير. في سن الثامنة، أهداه والده كاميرته الأولى. منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، كان يعيش على الخط الفاصل بين البيروتين في خضم الحرب اللبنانية، فالتقط صوراً للحرب، وتم نشرها في العديد من المنشورات الإخبارية الدولية.
درس في مدارس "اليسوعية". ولأنه كان يشكو في طفولته من التأتأة، أجبروه على إعادة الصف الثاني ابتدائي. ودخل فيليب مدرسة البنات الداخلية في بيت شباب حيث كان شاباً وحيداً مع تلميذ آخر من قبرص.
عايش فيليب عرقتنجي الحرب الأهلية الطويلة في لبنان، وكذلك الهجرات التي تسببت بها. وفي هذه الحرب نشأ طفلاً وكبر وترعرع.


الهجرة إلى فرنسا

بسبب اهتمامه بالعالم السمعي البصري، انتقل فيليب إلى باريس في عام 1989، عن عمر يناهز الـ 25 عاماً. وهناك، كرّس السنوات الـ 12 التالية من حياته المهنية للكتابة والإخراج، وفي بعض الأحيان للإنتاج والمشاركة في إنتاج أكثر من 50 فيلم وثائقي وفيلم قصير لقنوات تلفزيونية عالمية مشهورة مثل The Discovery Channel وFrance Télé وArte وNDR وSky. قام بتصوير معظم أعماله في دول مختلفة مثل مصر وفرنسا ومنغوليا والمغرب وجنوب أفريقيا وسريلانكا وتونس وغيرها من المواقع.
عام 2006 هاجر على متن باخرة فرنسية مع عائلته، وكانت جدته قد عاشت التجربة نفسها حين تركت تركيا إلى سوريا وعلى متن باخرة فرنسية عام 1920 وبفعل الحرب أيضاً. وكذلك كان حال والده الذي ترك موطنه سوريا بعد الوحدة المصرية السورية وسكن في لبنان. وفيما قرر عرقتنجي العيش في فرنسا في عمر الـ 42 عاماً، كان والده قد قرر القدوم من الشام للعيش في لبنان بالعمر ذاته أيضاً.
إلا أن الجذور والحنين أعادت عائلة عرقتنجي أي زوجته وأولاده في 2010 إلى لبنان، العائلة المؤلفة من ثلاثة أبناء: لوك وإيف وماتيو.


بداية مع الأفلام التسجيلية

بدأفيليب عرقتنجيمشواره بعدد من الأفلام التسجيلية إثر انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، قبل أن يُعرف على نطاق واسع بفضل فيلمه "البوسطة" (2005). وبما أن هذه الأعمال لم تعرض إلا على بعض الشاشات المحلية مثل LBC، أو على قنوات فرنسية في بداية التسعينيات، رغم نيلها جوائز في مهرجانات عالمية عدة، قرّر عرقتنجي أخيراً إصدارها في مجموعة dvd (مجموعة فيليب عرقتنجي ــ الأفلام القصيرة والوثائقية)، وأصبحت اليوم في متناول الجمهور اللبناني.
عند انتهاء الحرب، كان عرقتنجي مقيماً في فرنسا التي هاجر إليها لدراسة الإخراج وهرباً من الموت. عاد إلى لبنان ووجده مسرحاً مغرياً لتصوير آثار الحرب. فكان فيلم "بيروت أحجار وذكريات" (1993)، حيث قرأ المخرج أبياتاً لناديا تويني عن بيروت، على خلفية صور الدمار الذي خلفته الحرب.
كان عرقتنجي قد زار لبنان قبلها عام 1990، وحقق فيلم "طيران حرّ" (1991). هذه الأفلام التسجيلية أخرجها عرقتنجي لعرضها في فرنسا.
في فيلم "وادي قاديشا" (1992) صوّر إيقاع السكان الذين يعيشون حول الوادي الذي لجأ إليه النسّاك الموارنة عند قدومهم إلى جبال لبنان هرباً من الاضطهاد. وفي فيلم "دروب النساء" (1994)، روى حكايات أربع نساء في درب الحرب الطويلة. يضاف إلى المجموعة فيلم "من عيون الأمهات" (1992) الذي يجول على أمهات من طبقات وطوائف مختلفة وحّدتهن تجربة فقدان ولد أو زوج خلال أحداث الحرب، و"حلم الطفل البهلوان" (1997) عن رحلة فتى مغربي يبتعد عن أهله ليكسب قوته من الاستعراض البهلواني. بعدها كانت أفلام "أرض لإنسان" (2012) وهو بمثابة لقاء أخير مع غسان تويني قبل رحيله، وفيلماه الروائيان "بوسطة" (2006) و"تحت القصف" (2007).


"بوسطة"

بعد مضي 12 عاماً في فرنسا، عادعرقتنجيإلى لبنان، لإخراج وإنتاج أول فيلم سينمائي له في وطنه الأم، تحت عنوان "بوسطة" فشكل ظاهرة في مجال الإنتاج اللبناني المستقل. كان في 25 من العمر حين أنجز سيناريو فيلم "بوسطة"، لكنه رُفض مراراً وتكراراً من قبل الصناديق الممولة الخارجية. استمر يجّرب حظه إلى عمر الأربعين، حين قرر التمويل المحلي بعيداً عن الصناديق الأوروبية وغيرها. تحقق الحلم وعُرض في 2005-2006 وحقق أرقاماً قياسية في صالات العرض (140 ألف مشاهد خلال أسبوعين)، واحتل المرتبة الأولى بين الأفلام لعام 2006. عرض الفيلم في أكثر من 20 بلداً، واختير ليمثّل لبنان في جوائز الأوسكار لعام 2006. حصل فيلم "بوسطة" على ثماني جوائز، من بينها أفضل سيناريو في مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة الموريكس دور في بيروت عام 2006 وجائزة أفضل عمل في مهرجان الفيلم العربي في روتردام.


"تحت القصف"

في تموز 2007، أبصر فيلمعرقتنجيالسينمائي الثاني "تحت القصف" النور الذي شارك فيه أربعة ممثلين فقط وهم: ندى بو فرحات، جورج خباز، راوية الشاب وبشارة عطالله. فيما ضم طاقم التمثيل شخصيات من اللاجئين والصحافة والعسكر. واختير الفيلم للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي 64- سيندانس، ومهرجان دبي للأفلام، وحاز على أكثر من 23 جائزة، منها جائزة حقوق الإنسان في البندقية، والمهر الذهبي لأفضل فيلم، وأفضل ممثلة في مهرجان دبي للأفلام. اختير فيلما "البوسطة" و"تحت القصف"، ليمثّلا لبنان في جوائز الاوسكار. تم توزيع فيلم "تحت القصف" في 30 دولة وتم اختياره في أكثر من 40 مهرجان، بما في ذلك مهرجان البندقية وبافتا ودبي ومهرجان صندانس السينمائي. وحصل على 23 جائزة على مستوى العالم.
فيلم "تحت القصف" هو اليوم حالة تدرّس في أكثر من 30 مدرسة وجامعة حول العالم، بما في ذلك جامعة بوسطن.
الكتابة
بالإضافة إلى أفلامه، كتب عرقتنجي كتاباً بعنوان "الأمهات في معاناة لبنان"، مع الكاتبة ليلى شيخاني ناكوز.


وثائقي "على خطى المسيح"

في 2018-2019، عادفيليب عرقتنجيإلى صناعة الأفلام الوثائقية مع "على خطى المسيح"، الذي تم إنتاجه بالاشتراك مع المؤسسة المارونية، وهو رحلة بين الخيال والوثائقي الذي يتتبع رحلة يسوع المسيح في جنوب لبنان.


على خشبة المسرح

في حزيران 2023 اعتلىعرقتنجيخشبة المسرح للمرة الأولى سارداً حياته بمراحلها جميعها وصولاً إلى انجازه لفيلمه الروائي الأول "البوسطة" في مسرحية حملت عنوان "صار وقت الحكي"، من إخراج لينا أبيض.


وثائقي أسرار مملكة بيبلوس

في تشرين الثاني 2024 نال فيلم "لبنان... أسرار مملكة بيبلوس" الذي كتبهفيليب عرقتنجيبمشاركة جوناس روزاليس، وأخرجه، جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان FICAB (مهرجان السينما الأثريّة الدولي) في إسبانيا.
صوّر عرقتنجي هذا الفيلم خلال عامي 2022 و2023، مرافقاً البعثة الأثرية إلى موقع الأثار القديم في جبيل والتي قادتها مديرة الموقع في المديرية العامة للآثار بوزارة الثقافة اللبنانية تانيا زافين، وعالم الآثار من متحف اللوفر الفرنسي جوليان شانتو.
الفيلم الوثائقي الذي من المتوقع أن يُعرض في مهرجانات أخرى للأفلام، ثمّ على قناة ARTE في كانون الثاني 2025، شاهد على تاريخ لبنان الاستثنائي وأهمية تراثه وآثاره.


11 فيلم قصير

صوّر المخرجعرقتنجي11 فيلماً قصيراً من إنتاجه لا تزيد مدة كل واحد منها عن 4 دقائق، لتكون بمثابة توثيق لثورة 17 تشرين الأول 2019 في صور فوتوغرافية وأخرى ضمن مقاطع سينمائية تنقل واقعاً ساد مختلف المناطق اللبنانية. وقد لجأ عرقتنجي إلى عدد من أصدقائه المخرجين والمصورين الفوتوغرافيين كي يسهموا في تحقيق فكرته.