"أصبح أكثر عدوانية ضد النساء".. دراسة تكشف أبرز تغيرات مرض السرطان في العقود الأخيرة - جورنالك في الخميس 06:56 مساءً

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "أصبح أكثر عدوانية ضد النساء".. دراسة تكشف أبرز تغيرات مرض السرطان في العقود الأخيرة - جورنالك في الخميس 06:56 مساءً اليوم الخميس 16 يناير 2025 06:56 مساءً

أفادت الجمعية الأمريكية للسرطان بأن عدد الناجين من مرض السرطان في الولايات المتحدة في تزايد مستمر، إلا أن هناك تغييرات مثيرة للقلق تتعلق بمعدلات الإصابة بين الفئات العمرية الأصغر سنًا والنساء حيث غير هذا المرض من طبيعته في السنوات الأخيرة، وذلك وفق تقري رمطول نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وحصلت الصحيفة على إفادات عدد من أبرز المختصين حول التغيرات التي طرأت على مرض السرطان في العقود الأخيرة.

وبينما تظهر الإحصائيات تحسنًا عامًا في معدلات البقاء على قيد الحياة، إلا أن هناك تباينًا واضحًا بين الأعراق، حيث يعاني الأمريكيون السود وسكان أمريكا الأصليين من معدلات وفاة أعلى بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأمريكيين البيض.

وتمثل هذه الاتجاهات تغيرًا كبيرًا لمرض طالما اعتُبر مرتبطًا بالشيخوخة، وكان يصيب الرجال أكثر من النساء.

وتعكس هذه التحولات تراجع حالات السرطان المرتبطة بالتدخين وسرطان البروستاتا بين الرجال الأكبر سنًا، وارتفاعًا مقلقًا في حالات السرطان بين الأشخاص المولودين منذ الخمسينيات.

ويعتبر السرطان السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة، لكنه السبب الأول بين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 85 عامًا.

وتشير التوقعات الجديدة إلى أن مليوني حالة إصابة جديدة ستُسجل هذا العام، وأن 618,120 أمريكيًا سيلقون حتفهم بسبب المرض.

وتشهد ستة من أكثر عشرة أنواع شيوعًا من السرطان ارتفاعًا، بما في ذلك سرطان الثدي والرحم، كما ترتفع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وكذلك سرطان البروستاتا وسرطان الجلد وسرطان البنكرياس.

وقالت ريبيكا إل. سيغل، أخصائية علم الأوبئة في الجمعية الأمريكية للسرطان والمؤلفة الأولى للتقرير: "هذه الاتجاهات المقلقة للمرض تميل نحو النساء"، وأضافت: "من بين جميع أنواع السرطان التي تزداد، بعضها يزداد لدى الرجال، لكن التغير أكبر بكثير بين النساء".

كما يتم تشخيص النساء في أعمار أصغر، وترتفع معدلات الإصابة بالسرطان بين النساء دون سن الخمسين (ما يعرف بالسرطان المبكر)، وكذلك بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عامًا.

ورغم الزيادة في بعض أنواع السرطان المبكر، مثل سرطان القولون والمستقيم وسرطان الخصية، قالت سيغل: "المعدلات الإجمالية ثابتة بين الرجال دون سن الخمسين وتنخفض بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عامًا".

ويتناول التقرير عدة اتجاهات أخرى مثيرة للقلق. أحدها هو زيادة حالات سرطان عنق الرحم الجديدة بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و44 عامًا، وهو مرض يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قابل للوقاية في الولايات المتحدة.

وشهد معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم انخفاضًا كبيرًا منذ منتصف السبعينيات، عندما أصبحت فحوصات مسحة عنق الرحم (Pap smear) للكشف عن التغيرات ما قبل السرطانية متاحة على نطاق واسع، لكن استطلاعات حديثة أظهرت أن العديد من النساء يؤجلن زياراتهن لأطباء النساء.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة هاريس على أكثر من 1,100 امرأة أمريكية العام الماضي أن 72% منهن قلن إنهن أرجأن زيارة طبيبهن التي تشمل فحوصات المسح؛ بينما قالت نصفهن إنهن لا يعرفن عدد المرات التي يجب أن يُجرى فيها الفحص للكشف عن سرطان عنق الرحم.

التوصية الحالية معقدة بعض الشيء: إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات بدءًا من سن 21 عامًا، أو الجمع بين مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم، كل خمس سنوات.

اتجاه آخر مثير للقلق بدأ في عام 2021 عندما تجاوزت لأول مرة معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين النساء دون سن 65 معدلات الإصابة بين الرجال: 15.7 حالة لكل 100,000 امرأة دون سن 65، مقارنة بـ15.4 لكل 100,000 رجل.

انخفضت معدلات سرطان الرئة على مدار العقد الماضي، لكن التراجع كان أسرع بين الرجال. يعود ذلك إلى أن النساء بدأن التدخين في وقت لاحق مقارنة بالرجال، واستغرقن وقتًا أطول للإقلاع عنه.

كما لوحظت زيادة في معدلات التدخين بين الأشخاص المولودين بعد عام 1965، العام الذي أصدر فيه العام أول تحذير أن السجائر تسبب السرطان.

لا يزال التدخين السبب الرئيسي للوفاة القابلة للوقاية في الولايات المتحدة، حيث سيتسبب في حوالي 500 حالة وفاة بالسرطان يوميًا في عام 2025، معظمها بسبب سرطان الرئة، وفقًا لما ذكرته الجمعية الأمريكية للسرطان.

وأشار التقرير إلى أن هناك قلقًا متزايدًا من أن السجائر الإلكترونية والتدخين الإلكتروني قد يسهمان في هذا العبء في المستقبل، نظرًا لإمكاناتهما المسببة للسرطان وشعبيتهما الواسعة.

وارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف على مدار العديد من السنوات، حيث زادت بمعدل 1% سنويًا بين عامي 2012 و2021. وشهدت أعلى الزيادات بين النساء تحت سن الخمسين، مع ارتفاعات حادة بين النساء من أصول إسبانية وآسيوية وجزر المحيط الهادئ.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى اكتشاف الأورام الموضعية وأنواع معينة من السرطان التي تغذيها الهرمونات.

كما أن بعض الزيادة ترتبط بتغير أنماط الخصوبة، فالحمل والرضاعة الطبيعية يوفران حماية ضد سرطان الثدي، لكن المزيد من النساء الأمريكيات يؤجلن الإنجاب أو يخترن عدم الإنجاب على الإطلاق.

وتشمل عوامل الخطر الأخرى العوامل الوراثية، والتاريخ العائلي، والإفراط في شرب الكحول — وهو نمط سلوكي زاد بين النساء تحت سن الخمسين، أما بالنسبة للنساء الأكبر سنًا، فقد يلعب الوزن الزائد دورًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وقالت الجمعية الأمريكية للسرطان إن سرطان الرحم هو النوع الوحيد من السرطان الذي انخفضت فيه معدلات البقاء على قيد الحياة خلال الأربعين عامًا الماضية.

كما ترتفع معدلات الوفاة بسرطان الكبد بين النساء. وارتفعت معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس بين الرجال والنساء لعقود، وأصبح الآن ثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان. وكما هو الحال مع العديد من أنواع السرطان الأخرى، يُعتقد أن السمنة تسهم في هذا المرض.

ولم يُحرز تقدم كبير في فهم سرطان البنكرياس وعلاجه، فقد ارتفعت معدلات الوفاة منذ بدء تسجيل البيانات، لتصل إلى 13 حالة لكل 100,000 بين الرجال و10 لكل 100,000 بين النساء حاليًا، مقارنة بخمس حالات لكل 100,000 في ثلاثينيات القرن الماضي.

وقد أحبط هذا النقص في التقدم العديد من العلماء والأطباء، فعادة ما يتم تشخيص السرطان في مراحل متقدمة، ومعدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات لا يتجاوز 13%.

وقال الدكتور نيل إينغار، أخصائي الأورام في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان: أعتقد أن الزيادة ليست فقط في نوع واحد، بل في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان بين الشباب، خاصة بين النساء الشابات، تشير إلى وجود شيء أوسع من مجرد اختلافات في الجينات الفردية أو الوراثة السكانية.

وأضاف: يشير ذلك بقوة إلى احتمال أن التغير البيئي ونمط حياتنا في الولايات المتحدة يسهمان في زيادة السرطانات بين الشباب.

وأشار إلى أن جهود الصحة العامة التي تهدف إلى تقليل السلوكيات الخطرة تركزت على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وكبار السن، الذين لا يزالون يتحملون العبء الأكبر من مرض السرطان.

لكن عوامل الخطر بين الشباب قد تكون مختلفة، وأشار بحث ناشئ إلى أن الحفاظ على نمط نوم منتظم، على سبيل المثال، قد يساعد أيضًا في الوقاية من السرطان.