نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اتفاق غزة.. غارات إسرائيل الدموية تفسد الفرحة - جورنالك في الخميس 11:48 مساءً اليوم الخميس 16 يناير 2025 11:48 مساءً
يبدو أن الاتفاق الذي أعلن عنه الليلة قبل الماضية، وأثار ارتياحاً عارماً حول العالم، لم يكن مكتملاً تماماً، إذ إن واشنطن أعلنت أمس «حل قضايا عالقة»، لكن إسرائيل أفسدت الفرحة بالاتفاق، باستغلالها الفترة الباقية لسريان مفعول الاتفاق حتى يوم الأحد، وكثفت غاراتها الدموية على مختلف القطاع، موقعة مئات الضحايا.
وقال موقع أكسيوس نقلاً عن مصدر أمريكي لم يسمه أمس، إن أحدث الخلافات التي كانت تحول دون تنفيذ الاتفاق تم حلها، من دون التطرق للتفاصيل.
وكانت «رويترز» نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن خلافاً نشب أمس، حول تفاصيل الاتفاق. وذكر أن الخلاف نشب حول هويات عدد من الأسرى الذين تطالب «حماس» بالإفراج عنهم.
بلينكن واثق
وفيما أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن ثقته في الاتفاق، متوقعاً بدء التنفيذ الأحد، نقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قوله لشبكة «إن بي سي» إن الإدارة الأمريكية تدرك المشكلات التي أثارها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو فيما يتعلق بالاتفاق، لكنه أضاف أنه واثق من إمكانية حلها. ووفقاً له، فإن «الاتفاق يجب أن يحظى بموافقة الحكومة الإسرائيلية ونتانياهو يعرف ذلك».
وأعلن رئيس حزب شاس الإسرائيلي أرييه درعي أنه تم إبلاغه بأن جميع العقبات التي تعترض صفقة التبادل قد تم التغلب عليها وأنها جارية. وحسب درعي فإن «الطرفين مشغولان الآن بالصياغة الفنية النهائية».
كلام درعي جاء على خلفية الجدل الذي نشأ في اللحظة الأخيرة حول هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومن بينهم أسرى محكوم عليهم بالسجن المؤبد.
ومن أجل الوفاء بالإطار الزمني المعني، سيطلب من الحكومة الإسرائيلية الموافقة على الاتفاق، وذلك لترك 48 ساعة من لحظة نشر قوائم الأسرى لغرض تقديم الطعون. وعليه، ودون أي تأخير جديد، فإن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ، وسيتم إطلاق سراح أوائل الأسرى صباح الأحد.
تكثيف القصف
في غضون ذلك، واصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف معظم مناطق غزة. وأعلن الدفاع المدني بغزة أن هذا القصف قتل 80 فلسطينياً بينهم 20 طفلاً و25 امرأة وأصاب أكثر من 230، منذ الإعلان عن التوصل للاتفاق.
وقتلت غارة إسرائيلية على منزل جنوب مدينة دير البلح الحقوقي رأفت صالحة وزوجته وأبناءه الأربعة.
وقالت حركة حماس إن غارة إسرائيلية استهدفت موقعاً تتواجد فيه امرأة إسرائيلية أسيرة، لكن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام لم يوضح مصير الأسيرة بعد الغارة. وقال في بيان إن القصف استهدف «مكاناً تتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة المرتقبة».
شكوك وضغوط
ويثار كثير من الشكوك حول مدى جدية نتانياهو هذه المرة في الالتزام فعلاً بالاتفاق والمضي قدماً فيه، وصولاً لإنهاء الحرب، في ظل ضغوط متعاكسة يواجهها منذ أشهر من حلفائه السياسيين وعائلات الأسرى والجنود لإنهاء حرب غزة أو مواصلتها، لكن محللين يرون أنه يأمل الآن أن يساعده الاتفاق على البقاء في السلطة، رغم تهديد أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف بالانسحاب من الحكومة.
ورغم الضغوط المتضاربة، يقول محللون إن العقبات التي خيّمت على ولايته في الأشهر الأخيرة، من غير المرجح أن تؤدي إلى إسقاط نتانياهو الذي ينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه «ناجٍ سياسي».
وقد يسعى نتانياهو إلى إيجاد طريقة لاستخدام الاتفاق لصالحه، ربما بالابتعاد عن شركائه الأكثر تطرفاً الذين اعتمد عليهم منذ العام 2022.
وتنقل وكالة «فرانس برس» عن رئيس قسم الدراسات السياسية في جامعة بار-إيلان في تل أبيب جوناثان رينهولد أن «المفتاح ليس الموقف ولكن كيف تخوض اللعبة، والخلاصة هي أن (نتانياهو) أفضل لاعب في اللعبة».
ويقول الصحافي ومؤلف كتاب سيرة نتانياهو عام 2018 أنشيل فيفر إن «السؤال هو ما الذي سيحصل عليه نتانياهو من الصفقة بعد إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار». ويشير إلى أنه من الممكن أن يكون الاتفاق «جزءاً من شيء أكبر بكثير... يريد ترامب صفقة» إقليمية.
وفيما تعهد شركاء نتانياهو من اليمين المتطرف بمعارضة وقف إطلاق النار، قال فيفر إنه من غير المرجح أن تؤدي أي خلافات في الائتلاف الحاكم إلى إسقاطه.
وتقول المحللة السياسية في الجامعة العبرية في القدس غاييل تالشير، إن نتانياهو ربما لم يعد بحاجة إلى الاعتماد على أقصى اليمين.
ويلفت أفيف بوشينسكي المعلق السياسي ورئيس أركان نتانياهو السابق، إلى أنه رغم بعض الاضطرابات التي أثارها وقف إطلاق النار، «فإنه من الناحية السياسية، ليس تغييراً في قواعد اللعبة».
ورغم ذلك، يقول إن هجوم 7 أكتوبر سيستمر في إلقاء ظلاله على نتانياهو. ويتابع «هذا الشيء سيستمر في مطاردته... ستكون المرة الأولى منذ قيام إسرائيل» يعجز فيها جيشها عن إنقاذ «مدنيين مفقودين».