شاهد على التاريخ.. توفيق عكاشة يكشف كواليس ما وراء سقوط مبارك وصعود مرسي (فيديو) - جورنالك

في حوار كشف فيه عن تفاصيل مثيرة توثق لمرحلة فارقة في تاريخ مصر، تناول الإعلامي المصري توفيق عكاشة ما جرى في البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، متطرقًا إلى أسباب سقوطه ودور القوى الدولية والمحلية في تشكيل المشهد السياسي.

سؤال مبارك بعد التنحي: لماذا أُسقطت؟

بعد إعلان تنحيه، تواصل الرئيس الأسبق حسني مبارك مع توفيق عكاشة وطرح عليه سؤالًا مباشرًا أثار فضوله: "توفيق، عايزك تحلل لي هم شالوني ليه؟"، يروي عكاشة أن مبارك كان يشير إلى التدخلات الخارجية التي أدت إلى إسقاطه، بسبب أن نسبة النمو الاقتصادي في عهده بلغت 6%، وهي نسبة كفيلة بوضع مصر في صدارة المنطقة اقتصاديًا.

وقال عكاشة: "قلت للرئيس السابق مبارك في عهدك، يا فخامة الرئيس، أصبح كل بيت في الريف المصري يحتوي على جهاز تكييف، بينما كانت الكهرباء تفتقر إلى معظم البيوت قبل ذلك".

الثروة البشرية مصدر قوة وسبب للصراعات

أكد عكاشة أن مصر تمتلك ثروة بشرية هي الأكبر في المنطقة، وهذه القوة البشرية إذا ترافقت مع حضارتها العريقة، تجعلها قادرة على قيادة الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن هذه الإمكانية كانت محل قلق بعض القوى الدولية التي تخشى من ظهور مصر كقوة إقليمية منافسة.

من كان وراء تنحي مبارك؟

وفقًا لعكاشة، فإن الأطراف التي ساهمت في إسقاط مبارك كانت أكثر تعقيدًا مما يظن الكثيرون، ويشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن المحرك الأساسي بل كانت أداة في يد أطراف داخلية، قائلًا: "هناك سوء فهم كبير لتصريحات مبارك التي قال فيها عمر سليمان إن التاريخ سيكتب".

دور الجيش والشرطة في أحداث التحرير

ولفت عكاشة إلى أن الشرطة المصرية كانت قادرة على السيطرة على الأحداث في ميدان التحرير، لكنها لم تتحرك بسبب قوى داخلية حالت دون ذلك، مشيرًا إلى أنه يمتنع عن ذكر تفاصيل إضافية حفاظًا على أمن البلاد.

صعود محمد مرسي إلى السلطة

تحدث عكاشة عن انتخابات ما بعد مبارك التي انتهت بفوز محمد مرسي، مشيرًا إلى أن الفريق أحمد شفيق كان الفائز بفارق 280 ألف صوت، إلا أن النتائج تغيرت بفعل تدخلات لم يُفصح عنها، مضيفًا أن الجيش والاستخبارات قررا إعطاء مرسي الفرصة خوفًا من تصعيد الإرهاب في سيناء.

ركائز نظام مبارك

ووصف عكاشة نظام مبارك بأنه كان قائمًا على ثلاثة أعمدة رئيسية: عمر سليمان، يوسف والي، وأسامة الباز، مؤكدًا أن يوسف والي كان الأخطر بسبب علاقاته الدولية الواسعة، التي شملت الولايات المتحدة، إسرائيل، الصين، وكوريا الشمالية، مما جعله أحد أركان النظام.

ثورة 30 يونيو وحكمة الشعب المصري

يرى عكاشة أن خروج المصريين في 30 يونيو لم يكن نتيجة تخطيط مسبق بل جاء بفعل حكمة الشعب المصري، قائلًا: "المصريون لا يقبلون فرض نظام عقائدي عليهم، وطبيعة مصر تحتضن جميع الثقافات ولا يمكن احتواؤها في ثقافة واحدة".

وبهذا الطرح، قدم توفيق عكاشة رؤية شاملة لما جرى في مصر خلال تلك الفترة الحساسة، مؤكدًا أن القوى الداخلية والخارجية لعبت أدوارًا متشابكة في رسم ملامح المشهد السياسي، وعلى الرغم من امتناعه عن الكشف عن بعض التفاصيل حفاظًا على الأمن القومي، إلا أن تصريحاته تسلط الضوء على زوايا قد تكون خفية للكثيرين.