نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الدكتور محمد بكر يكتب: فوسفات ثنائي الكالسيوم.. سر الأداء الإنتاجي المستدام لمزارع الماشية «1» - جورنالك اليوم السبت 18 يناير 2025 12:36 مساءً
مع الزيادة الكبيرة والمستمرة فى أعداد السكان دولياً ومحلياً، ولتحقيق وتوفير الأمن الغذائى من البروتين الحيوانى، فإنه يجب العمل على تعظيم الاستفادة من المركبات الغذائية فى علائق الماشية للوصول إلى أقصى إنتاجية ممكنة من الكائن الحى بأقل تكلفة ممكنة مع المحافظة على صحة الحيوان وجودة المنتج الحيوانى الناتج واستدامته (مفهوم التغذية الاقتصادية)، وأحد طرق تحقيق هذا الهدف هو استخدام بعض الإضافات العلفية التى تحقق تحسيناً فى الأداء الإنتاجى والتناسلى للماشية، ومنها فوسفات ثنائى الكالسيوم (DCP)
Di Calcium Phosphate. وتتجسد الأهمية العظمى لفوسفات ثنائى الكالسيوم (DCP) فى احتوائه على عنصرى الفوسفور والكالسيوم المهمين فى تغذية الماشية، وذلك لدورهما الحيوى فى إتمام العديد من العمليات الحيوية الهامة.
وهناك العديد من مصادر الفوسفور الرئيسية، ومنها «الحبوب» التى تتراوح نسبة الفوسفور الكلى بها من 2.9 إلى 11.5 جرام لكل كجم، لكن محتوى حمض الفايتك يتراوح من 40 إلى 80% من الفوسفور الكلى مما يعيق إتاحة الفوسفور للماشية بسهولة من الحبوب. أما المصدر الثانى فيكون من «أصل حيوانى» حيث يتراوح الفوسفور الكلى من 20 إلى 40 جرام لكل 1 كجم ويكون معامل هضم الفوسفور (أو إتاحته) من 50 إلى 90%، لكن يحظر استخدام العديد من المواد من أصل حيوانى فى تغذية الماشية فى العديد من الدول، ومنها مصر. والمصدر الثالث هو «الفوسفور المعدنى أو غير العضوى» والذى تتراوح نسبة الفوسفور الكلى به من 180 إلى 227 جراماً لكل كيلوجرام، ويكون معامل هضم الفوسفور (أو إتاحته) من 50 إلى 90%، ما يجعل إضافة الفوسفور المعدنى (DCP) واحداً من أهم الإضافات فى علائق الماشية لتلبية احتياجات الحيوان من عنصر الفوسفور المهم.
وترجع أهمية فوسفات ثنائى الكالسيوم فى علائق الماشية إلى أنه يحسن الكفاءة الإنتاجية والتناسلية لاحتوائه على أكثر من 18% من عنصر الفوسفور المتاح للماشية، كما أنه يحسن كفاءة التحويل الغذائى ( FCR) Feed Conversion Ratio والتى تعنى عدد كيلوجرامات المادة الجافة المأكولة لإنتاج واحد كجم لحم أو لبن، وذلك من خلال تعظيم للاستفادة من المركبات الغذائية الأخرى بالعليقة كما يمتاز الـDCP بأن الفوسفور به من أكثر العناصر المتاحة للماشية ومستساغ منفرداً أو مخلوطاً مع مخلوط العناصر المعدنية ولا يتكتل عند تعرضه للرطوبة ولا يتطاير، كما أن الكالسيوم والفوسفور يُعتبران من أهم العناصر الكبرى Major/ Macro Element والأساسية فى علائق الماشية والدواجن والأسماك المهمة للحفاظ على الحياة والنمو والتناسل ولا يمكن الاستغناء عنها، بالإضافة إلى أنهما العنصران الأكثر وفرة فى العظم، حيث يحتوى رماد العظم على 360 جم كالسيوم و170جم فسفور/ كجم وتحتوى بلازما الثدييات عادة على 80 إلى 120 ملجم كالسيوم/لتر.
ويقوم عنصر الفوسفور فى علائق الماشية بالعديد من الأدوار، حيث إن معظم الأعلاف الخشنة (خاصة ذات المحتوى البروتينى المنخفض) المستخدمة فى تغذية الماشية فقيرة فى محتواها من الفوسفور ولا تغطى احتياجاتها الغذائية، لذلك يجب إضافته من مصدر خارجى، بالإضافة إلى أن فوسفات ثنائى الكالسيوم هو المصدر الآمن للفوسفور للماشية والدواجن والأسماك مقارنة بفوسفور مسحوق العظم. كما أن الفوسفور يُحسن الأداء الإنتاجى والتناسلى بشكل عام ويحسن كفاءة التحويل الغذائى ويؤدى لتخفيض تكاليف التغذية الإنتاجية 1 كجم لحم أو لبن (زيادة الإنتاجية بنفس كمية العلف المأكول) كما أنه يدخل فى تكوين البروتينات الفوسفورية والأحماض النووية والدهون الفوسفورية والأدينوسيين ثنائى وثلاثى الفوسفات ATP) ADP Energy Metabolism)، وأيضاً يدخل فى تركيب وتكوين الهيكل العظمى Bone Formation and Structure وله دور على مستوى الخلية Cellular Function، حيث يدخل فى عمليات انقسام الخلايا ونموها وصيانتها، كما أنه قد يكون له دور فى تحسين المناعة. ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة من عنصرى الكالسيوم والفوسفور يجب محاولة ضبط النسبة بينهما فى علائق الماشية لتكون 1: 2 على التوالى.
أما أعراض نقص الفوسفور فتكون جلية فى أن نقصه يسبب الكساح ولين العظام، وعدم قبول الغذاء بالشكل المعتاد Pica (انحراف الشهية)، وهى واحدة من الظواهر التى قد تكون محيرة للعديد من المتخصصين، ولنقص الفوسفور دور خفى فى حدوثها، فى حالة النقص المزمن للفوسفور يظهر على الحيوان تيبس المفاصل وضعف عضلى وانخفاض الخصوبة، وعدم انتظام الشياع ونقص النمو ونقص إنتاج اللبن.
وبما أن المركب يحتوى أيضاً على عنصر الكالسيوم فيجب سرد فوائد الكالسيوم على الماشية، حيث إنه مهم لتكوين العظام والأسنان ومكون أساسى للخلايا الحية وسوائل الجسم، يعمل على نقل النبضات العصبية وانكماش الأنسجة العضلية وأساسى لنشاط عدد من أنظمة الإنزيمات، كما أن هناك علاقة قوية بين الكالسيوم والفوسفور وفيتامين D وحركتها فى الدورة الدموية.
لذا يجب توفير الكالسيوم فى المراحل الإنتاجية والعمرية المختلفة، فهو مهم جداً خلال فترة العشار (لنمو عظام الجنين)، وفترة الحليب (لمنع تكسير الكالسيوم المفرط من العظام إلى اللبن والذى قد يسبب حمى اللبن خلال مرحلة الرضاعة)، والنمو (للمساعدة فى استكمال نمو الهيكل العظمى).
كما أن نقص الكالسيوم فى الحيوانات الصغيرة والنامية Growing Animal يسبب تشوه الهيكل العظمى (الكساح) وفى الحيوانات الكبيرة Older Animal يسبب هشاشة العظام أو لين العظام (انسحاب الكالسيوم من العظم بدون تعويضه)، العشار Pregnancy عدم النمو السليم لعظام الجنين، الحلاب Lactation: (حمى اللبن Milk Fever أو هيبوكالسيميا Hypocalcemia ويعالج بزيادة نسبة الكالسيوم بعد الولادة فى علائق الأبقار الحلابة.
فوسفات ثنائى الكالسيوم هو مركب مهم جداً يغفل الكثير عن أهميته وضرورة إضافته لعلائق الماشية والذى يلعب دوراً مهماً فى المحافظة على تحسين الأداء الإنتاجى والتناسلى واستدامة مزارع الماشية الحلابة وعجول التسمين والمجترات الصغيرة، مما يؤدى لزيادة الإنتاج بنفس التكلفة تقريباً، وبالتالى تخفيض تكاليف تغذية إنتاج واحد كجم لحم أو لبن أو مولود جديد.. وللموضوع بقية.
* أستاذ مساعد تغذية الحيوان وتكنولوجيا تصنيع الأعلاف بكلية الزراعة جامعة القاهرة
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.