«اتفاق غزة».. هدنة أم نهاية حرب؟ - جورنالك في الأحد 12:08 صباحاً

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «اتفاق غزة».. هدنة أم نهاية حرب؟ - جورنالك في الأحد 12:08 صباحاً اليوم الأحد 19 يناير 2025 12:08 صباحاً

مع بدء سريان تنفيذ وقف إطلاق النار، اليوم الأحد، في غزة، يتطلع الفلسطينيون لأن يكون الاتفاق نقطة انطلاق نحو وقف شامل للحرب، التي امتدت إلى 470 يوماً، فهل يمكن أن تعطي التهدئة فرصة للوسطاء للمضي قدماً نحو إنهاء الحرب؟ إن ذلك متوقف على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي ينصب غداً، ومدى حجم الضغوطات، التي سيمارسها على «حماس» وإسرائيل، لضمان عدم ذهاب مجهوداته هباء.

وفي نظر المراقبين والمحللين وحتى سكان غزة المحاصرين فإن أي هدنة إنسانية تعد منفساً ضرورياً لالتقاط الأنفاس في ظل حرب دمرت كل شيء، لكن غزة لا تحتاج فقط لهُدن بل لقرار بإنهاء الحرب في ظل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو لا يقدم حلاً جذرياً للصراع المستمر منذ عقود، وفي الوقت الذي يعبر فيه الإسرائيليون عن سعادتهم بعودة الرهائن يظل الفلسطينيون عالقين بين الفرح المؤقت والخوف المؤجل.

3 مراحل

أبرمت إسرائيل و«حماس»، الأربعاء الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة، سيدخل حيز التنفيذ، اليوم الأحد، والذي سينهي حرباً دامت 15 شهراً، ومن المرتقب أن يمتد هذا الاتفاق على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى التي تمتد على مدار 42 يوماً، تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وفي المرحلة الثانية ستتم إعادة الأسرى الأحياء المتبقين، وإطلاق سراح نسبة مماثلة من السجناء الفلسطينيين، ثم تنسحب إسرائيل بالكامل من المنطقة، وتخضع التفاصيل لمزيد من المفاوضات، والتي من المقرر أن تبدأ بعد ستة عشر يوماً من بدء المرحلة الأولى.

وتتناول المرحلة الثالثة تبادل جثث الرهائن المتوفين وأسرى «حماس»، وإطلاق خطة لإعادة إعمار غزة، وسط حالة من الغموض بشأن الترتيبات المتعلقة بالحكم المستقبلي للقطاع، حيث إن المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق سيتم العمل على إتمام بنودهما خلال تنفيذ المرحلة الأولى، بما يعني أن المرحلة الأولى من الاتفاق حاسمة في الدفع به نحو المرحلة الثانية والثالثة، فهل ستتوقف الحرب في غزة بعد إتمام مراحل الاتفاق الثلاث، أم أن خيار الاستئناف سيكون أول الخيارات وآخرها لإسرائيل لا سيما بعدما نشرت هيئة البث الإسرائيلية خبراً، مفاده أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وافق على شروط وزير المالية بتسئيل سموتريتش، بشأن اتفاق غزة فيما يتعلق بعودة الجيش للحرب والتحكم في المساعدات الإنسانية.

هدنة كبرى

طرح الوسطاء على الطاولة فكرة التوصل إلى هدنة صغرى في غزة، وتبادل أسرى محدود وضيق، على طريق التوصل إلى هدنة أخرى كبرى، وبالتالي نهاية الحرب بشكل تام، بينما رفضت «حماس» الفكرة مصرة على مطالبها الأربعة المتمثلة بوقف إطلاق نار نهائي، وانسحاب تام وشامل من غزة، وعودة النازحين وإدخال المساعدات والإعمار بموازاة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جدية وعادلة، ناهيك عن غياب الرؤية الفلسطينية الواحدة لسيناريو وطبيعة المشهد ما بعد الحرب في غزة والضفة الغربية، فيما إسرائيل لم تعرض حتى الآن أي استراتيجية واضحة للخروج أو نهاية اللعبة، وتركز على هزيمة «حماس» بالكامل، وهناك مطالب تدفع باتجاه إقامة مستوطنات في غزة، وتأمين وجود عسكري إسرائيلي دائم في القطاع.