شهد مهرجان حتا الزراعي في نسخته الثانية، ضمن برنامج «مزارع دبي»، مشاركة مميّزة من مزارعي المنطقة، الذين قدّموا منتجات زراعية وحيوانية متنوعة، إلى جانب تجاربهم العريقة في الزراعة، التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ما يعكس غنى الموروث الزراعي في حتا.
وانطلقت فعاليات المهرجان، أول من أمس، في منطقة بحيرة ليم، بتنظيم من بلدية دبي ضمن أجندة برنامج «مزارع دبي» الذي أطلقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي رئيس اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين في دبي، ويستمر المهرجان حتى 22 يناير الجاري، بمشاركة نخبة من المزارعين الإماراتيين وأصحاب العزب والشركات الزراعية المحلية، في حدث يهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة، وتسليط الضوء على الموروث الزراعي في المنطقة.
واستعرض المزارع المواطن إسماعيل محمد الحتاوي لـ«الإمارات اليوم» تاريخ عائلته في الزراعة، الذي توارثته الأجيال من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء، مشيراً إلى أن هذا الإرث لا يعكس فقط ارتباط العائلة بالأرض، بل يجسّد قصة نمو منطقة حتا وتحولها إلى نموذج يُحتذى في الزراعة المستدامة.
وأوضح الحتاوي أن مزرعة والده، الواقعة في منطقة «صغير»، تُعدّ من أقدم المزارع في حتا، وكانت شاهداً على تحول الزراعة من نشاط تقليدي إلى عمل مدروس يعتمد على التقنيات الحديثة، وبيّن أن أجداده بدأوا في زراعة النخيل وبيع التمور، وهو النشاط الذي ازدهر آنذاك لكون التمور تُعدّ مصدراً غذائياً واقتصادياً مهماً.
وأضاف: «مع تطور الزراعة، توسّعت العائلة لتشمل زراعة مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، وفي خطوة مبتكرة آنذاك، كانت مزرعتنا من أولى المزارع في المنطقة التي أدخلت نظام الري بالتنقيط، وهو ما أسهم في الحفاظ على المياه ورفع إنتاجية المحاصيل».
ولم يقتصر دور عائلة الحتاوي على الزراعة فقط، بل امتد إلى تسويق منتجاتهم في الأسواق القديمة في دبي، حيث قال: «والدي، محمد حسن الحتاوي، كان من أوائل المزارعين الذين دخلوا سوق الخضراوات في دبي، بدايةً من سوق الصبخة القديم، مروراً بسوق السمك القديم، ووصولاً إلى سوق الحمرية، حيث استقر نشاطنا في سوق العوير حتى اليوم».
وحول التحديات التي تواجه المزارعين المحليين، أوضح الحتاوي أن المنافسة مع المنتجات المستوردة تُعدّ من أبرز العقبات، مشيراً إلى أن المنتجات المحلية تتمتع بجودة عالية تفوق المستوردة، كونها تنتج وفق معايير صارمة، تضمن الاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية، وقال: «المزارع المواطن يحرص على أن تكون منتجاته نظيفة وآمنة، لأنه يعتمد عليها بشكل أساسي على مائدته، وهذا ما يكسبها ثقة المستهلكين».
من جهتها، أكدت المُزارعة المواطنة سلامة محمد خميس، مالكة مزرعة (سهيلة)، أن «مهرجان حتا الزراعي يمثّل فرصة ثمينة لإبراز منتجاتها التي توارثتها عن والدتها وجدتها، موضحة أنها تقوم بصناعة البهارات والمنتجات التقليدية مثل (الجامي)، وترى أن المهرجان أعطى مساحة للمزارعين لتقديم منتجاتهم وتعزيز هويتهم الزراعية».
وأضافت: «الزراعة في حتا ليست مجرد مهنة بل هوية وثقافة متجذرة، ونحن اليوم نواصل العمل على تطوير هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة، ونؤكد أن الزراعة ليست فقط وسيلة للاكتفاء الذاتي، بل جزء لا يتجزأ من رؤيتنا لتعزيز الأمن الغذائي لدولتنا».
ويعرض الطفل، محمد البدواوي، لزوّار المهرجان في مزرعة والده أنواعاً من التين، هي: باباي، تين جاسم، وتين ديانا، إلى جانب تمور وعقل التين التي تجسّد جودة الإنتاج المحلي.
وعبّر محمد عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الذي يسلّط الضوء على منتجات المزارعين في حتا، موجهاً شكره لمنظمي المهرجان، وقال: «نشكر بلدية دبي على دعمها المتواصل، ومنحنا فرصة مميّزة لإبراز منتجاتنا الزراعية التي تعكس تميّز وإبداع المزارع المحلية».
من جانبه، أوضح المزارع المواطن خليفة علي عبيد البدواوي، من منصة مزرعة «ليم»، أن مشاركته الأولى في المهرجان جاءت لعرض المنتجات العضوية لمزرعة والده.
وأشار إلى أن المهرجان شكّل حافزاً كبيراً لدخول عالم السوق الزراعية، واكتساب خبرات متنوعة من المزارعين الآخرين، مضيفاً: «بلدية دبي كان لها دور محوري في دعمنا، من خلال المتابعة اليومية للمزارع ومعالجة الآفات الزراعية».
وأكد البدواوي أن المشاركة في المهرجان كانت نقطة انطلاق مهمة نحو التوسع في عرض منتجاتهم الزراعية في الأسواق المحلية، بما يعزز مكانة المزارع الوطنية على الساحة التجارية.
فيما شارك الطفل محمد راضي راشد في المهرجان إلى جانب والده، مستعرضاً منتجات مزرعتهم التي تضم حليب الماعز، ولبن الماعز، والسمن البلدي.
وأوضح محمد أنه يرافق والده يومياً في المزرعة لتعلم كيفية العناية بالماشية، وإنتاج هذه المنتجات التقليدية، مؤكداً أن مشاركته في المهرجان كانت فرصة ثمينة لفهم أهمية الزراعة ودورها الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن التجربة ألهمته للاستمرار في تعلم مهارات الزراعة وصناعة المنتجات المحلية، ليكون جزءاً من الحفاظ على هذا الإرث العائلي العريق.
. مشاركون: «المهرجان» شكّل حافزاً كبيراً لدخول عالم السوق الزراعية واكتساب خبرات متنوعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مهرجان حتا.. منصة لدعم المزارعين المواطنين - جورنالك اليوم الاثنين 20 يناير 2025 02:36 صباحاً