نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما مصير البشرية إذا انقلب القطبان؟ - جورنالك في الثلاثاء 08:39 مساءً اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025 08:39 مساءً
يشهد القطب الشمالي المغناطيسي تغيّرات غير مسبوقة في موقعه، حيث يستمر في الانجراف باتجاه سيبيريا مبتعداً عن كندا، في ظاهرة طبيعية تلفت انتباه العلماء وخبراء الملاحة، نظراً لتأثيرها الكبير في أنظمة الملاحة العالمية في عصرنا الحالي.
وأصبح القطب الشمالي المغناطيسي أقرب إلى روسيا، بعد أن كان يستقر في كندا، حيث شهد تسارعاً غير مسبوق في حركته بين عامي 1990 و2015، لكنه بدأ بالتباطؤ أخيراً.
ويعتمد العلماء على النموذج المغناطيسي العالمي (WMM) لتتبع موقع القطب وتوقع تحركاته المستقبلية. وأكدت التحديثات في مستهل عام 2025 دقة التوقعات السابقة، مع إطلاق نماذج جديدة بدقة عالية لتلبية الاحتياجات المختلفة، خاصة في مجالات الطيران والملاحة العسكرية، بحسب تقرير نشره موقع "سي إن إن".
قد يضعف المجال المغناطيسي للأرض إلى درجة انقلاب الأقطاب، وهي ظاهرة نادرة، حدثت بشكل متقطع عبر تاريخ الأرض، ويعتقد العلماء أن 183 انقلاباً قطبياً شهدتها آخر 83 مليون سنة، آخرها حدث قبل نحو 780,000 سنة، ويُعرف باسم "برونهيس-ماتوياما".
أسباب
تنتج هذه التحركات القطبية عن التغيرات في النشاط المغناطيسي الناتج عن دوران المعادن المنصهرة في قلب الأرض، والتي تولّد المجال المغناطيسي، وعدم انتظامها يؤدي إلى تقلبات في قوة واتجاه المجال المغناطيسي.
اكتشف القطب الشمالي المغناطيسي لأول مرة عام 1831 في كندا، لكنه منذ ذلك الحين انجرف آلاف الكيلومترات باتجاه الشمال الغربي، في حركة تنوعت بين الانجراف البطيء الانزلاق السريع، حيث شهدت العقود الأخيرة تقلبات لافتة في سرعته.
تداعيات
تضمن تحديثات النماذج المغناطيسية دقة أنظمة الملاحة المستخدمة في الطائرات والمعدات العسكرية، أما بالنسبة إلى الأفراد العاديين، فقد لا تكون هذه التغيرات ملحوظة، لكنها حيوية للقطاعات التي تعتمد على الدقة الملاحية.
ويعطل انقلاب الأقطاب هجرة الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي، كما قد يؤثر في التكنولوجيا الحديثة.
ويتوقع أن يستمر تباطؤ حركة القطب الشمالي المغناطيسي، لكن لا تزال هناك شكوك حول استقرار هذا الوضع أو إمكانية حدوث تغييرات جديدة.
يواصل العلماء مراقبة المجال المغناطيسي لتحديث التوقعات والاستعداد لأي مفاجآت مستقبلية، حيث تمثل تحركات القطب الشمالي المغناطيسي تذكيراً مستمراً بالديناميكية الطبيعية للأرض وتداعياتها على الحياة والتكنولوجيا، لكن مع تطور أدوات المراقبة والنمذجة، أصبح العلماء أكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات والتكيف معها.