شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: "1000 يوم من العدوان الروسي على أوكرانيا – تحذير للعالم" - جورنالك ليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 12:32 مساءً
إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "جورنالك الاخباري" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.
الحرب ليست مجرد نزاع سياسي أو عسكري، بل هي ضربة حقيقية لحياة كل إنسان. تاريخ 24 شباط 2022 أصبح بداية حياة جديدة لنا جميعًا.
1000 يوم–طريق لا نهاية له
في 19 تشرين الثاني، نتذكر يومًا حزينًا - مرور 1000 يوم منذ بداية الغزو الشامل للاتحاد الروسي على أوكرانيا. إنها 1000 يوم من الصمود والشجاعة والوحدة المذهلة للشعب الأوكراني بأكمله. 1000 يوم أصبح خلالها كل أوكراني، بغض النظر عن مكانه أو عمره أو مهنته، جزءًا من الكفاح العظيم من أجل الحرية.
كل يوم من الحرب يمثل تحديًا جديدًا. تعلمنا أن نقدر الأشياء البسيطة: رائحة الخبز الطازج، ضحكات الأطفال والأحباء، سماء هادئة، وصمت يعم السلام. أدركنا أن الحياة هبة يجب الحفاظ عليها. علمتنا الحرب أن نكون أقوياء وصامدين، ولكن أيضًا حساسين تجاه آلام الآخرين.
اليوم، عند النظر إلى الوراء خلال هذه الـ1000 يوم من الحرب، ندرك أن الطريق لم يكن سهلًا، ولكنه جعلنا ما نحن عليه اليوم. وعلى الرغم من استمرار الحرب، نحن نؤمن بأننا معًا سنتغلب على كل المصاعب وسنبني مستقبلنا.
ثمن باهظ لغباء ديكتاتور
كما صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مؤخرًا، فإن زعيم الكرملين فلاديمير بوتين لم يحقق أهدافه الاستراتيجية خلال الحرب، بل "أصبحت أوكرانيا أكثر قوة وثباتًا". وأضاف: "بعد حوالي 1000 يوم من الحرب، لم يحقق بوتين أيًا من أهدافه الاستراتيجية. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يفرّ، كييف لم تسقط، وأوكرانيا لم تستسلم".
بالمقابل، دفعت روسيا "ثمنًا مذهلًا لغباء بوتين الإمبراطوري": مقتل مئات الآلاف من الروس منذ فبراير 2022، وإنفاق أكثر من 200 مليار دولار على حرب عديمة الجدوى. وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تكبدت روسيا خسائر أكبر خلال السنة الأولى من الحرب الشاملة مقارنة بجميع النزاعات بعد الحرب العالمية الثانية.
تشير التقديرات إلى أن الخسائر القتالية الإجمالية لروسيا في أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022 تبلغ حوالي 663 ألف عسكري. يوميًا، تحيد قوات الدفاع الأوكرانية ما بين 1,000 و1,200 جندي روسي في المتوسط.
تحذير للعالم
اتفق الشركاء على أن هجوم بوتين على أوكرانيا هو بمثابة تحذير «إنه عرض أولي لعالم يحكمه الطغاة والقتلة – عالم فوضوي وقاسٍ مقسم إلى مناطق نفوذ؛ عالم يسحق فيه المعتدون جيرانهم الأصغر؛ وعالم يجبر فيه العدوان الناس الأحرار على العيش في خوف دائم. لذلك، نحن نقف عند مفترق طرق في التاريخ. يمكننا أن نستمر في الوقوف بحزم ضد عدوان بوتين – أو نسمح له بتحقيق ما يريد، مما سيحكم على أطفالنا وأحفادنا بالعيش في عالم أكثر دموية وخطورة بكثير»، أكد أوستن.
الحرب تدمر كل شيء
فقدت أوكرانيا 65% من قدرتها على توليد الطاقة خلال الأشهر الأخيرة بسبب القصف الروسي، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية للطاقة. ولا تزال الهجمات تستهدف منشآت البنية التحتية الحيوية، مما يعطل إمدادات الكهرباء والتدفئة والماء.
يتزايد التأثير النفسي على الأبرياء بشكل مستمر. فقد تسببت الهجمات المكثفة على البنية التحتية الحيوية والأهداف المدنية، إلى جانب الإنذارات الجوية المستمرة، في أضرار جسيمة للصحة الجسدية والنفسية للسكان.
منذ آب من هذا العام، اضطر حوالي 170,000 شخص إلى مغادرة منازلهم في شرق البلاد. وقد نزح العديد منهم من المناطق التي تشهد أعمالًا قتالية، لينضموا إلى ما يقارب 4 ملايين نازح داخلي في أوكرانيا أو 6.7 مليون لاجئ غادروا البلاد بحثًا عن ملجأ. وتشمل هذه الأرقام حوالي 400,000 لاجئ عبروا حدود الاتحاد الأوروبي بين يناير وأغسطس 2024 هربًا من الحرب والانفجارات.
1000 يوم من الحرب – 1000 يوم من الألم والأمل
غيرت الحرب حياتنا جميعًا، لكنها لم تكسر روحنا. أصبحنا أقوى وأشد عزيمة. نؤمن أن النصر ينتظرنا، ولكن لا تزال أمامنا أيام صعبة من الحرب.
هذا اليوم هو تذكير بقوتنا، بإرادتنا التي لا تقهر، وإيماننا بالنصر. معًا، بفضل جنودنا ودعم المتطوعين وكل فرد منا، قطعنا هذا الطريق ونواصل السير.
نحن ننحني احترامًا لمن قدموا حياتهم، ونشكر كل من يقاتل اليوم من أجل غدٍ يسوده السلام.
القائم بأعمال سفارة أوكرانيا في لبنان
0 تعليق