نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الفقر والبطالة في الأردن: وطنٌ يئن وشعبٌ يُصارع للبقاء #عاجل - جورنالك اليوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024 06:36 مساءً
كتب : عوني الرجوب *
هذا المقال ليس مجرد كلمات تُكتب على الورق، بل صرخة مدوّية من قلب كل أردني يعاني، ورسالة موجّهة إلى من يتحكمون بمصير هذا الوطن.
إنها شهادة على ألم شعب كُسرت أحلامه، وسُحقت كرامته بين الفقر والبطاله وغياب ابسط مقومات الحياه في وطنٍ يُرفع فيه شعار الكرامة، ويُفترض أن تسود العدالة الاجتماعية، كيف نقبل أن تقف البطالة والفقر كغولَين يلتهمان أحلام الشعب الأردني؟
أليس من حق المواطن أن يعيش بكرامة، وأن يحيا حياة تخلو من الذل والحاجة؟ أين اختفت ضمائر المسؤولين، وأين اختفى حس الإنسانية لدى أصحاب الأموال؟
هذه الأسئلة ليست مجرد صيحاتٍ في الهواء، بل هي رسائل تُوجه إلى كل من حمل على عاتقه مسؤولية هذا الوطن، فالوطن ليس ملكًا لحفنة من المستفيدين، او لمن يسمون انفسهم بالذوات من بعض المسؤولين وعلية القوم من الساسة واصحاب النفوذ بل هو حق وملك للجميع؛ الشباب الأردني اليوم يواجه أزماتٍ تفوق الوصف. جيل بأكمله يقف عاجزًا أمام مستقبله.
الخريجون الذين أنهوا تعليمهم بشق الأنفس، وباع آباؤهم كل ما يملكون لتأمين دراستهم الجامعية، باتوا عاطلين عن العمل. وفوق ذلك الطامة الكبرى تكمن في التمييز الوظيفي، حيث يُستبعد خريجوا الجامعات بمعدلات "مقبول" من التعيينات وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وليسوا جامعيين قست عليهم ظروف الحياة، هل هذا هو العدل؟ هل يُحكم على الإنسان بالفشل لأنه لم يحصل على درجة امتياز او جيد جدا مثلا ؟ أليس من تقديرهم مقبول هم أيضًا شبابًا يستحقون فرص للعمل وبناء مستقبلهم؟ وأغلبهم اكثر شخصية وكفاءة. بالإنجاز والعطاء فالمعدل ليس مقياس للوظيفة.
الوظائف أصبحت حكرًا على أبناء الذوات، بينما يُترك أبناء الحراثين والفقراء ليصارعوا مصيرهم بين البطالة والهجرة والانحراف.
الفقر: سحق الكرامة واغتيال الأحلام
أما عن الفقر، فهو ليس مجرد نقص في المال فقط ، بل هو تدمير للكرامة الإنسانية.
آلاف الأردنيين يعيشون اليوم في بيوت بلا تدفئة، لا صوبة كاز يستدفون عليها في الشتاء ولا مروحه كهربائيه في فصل الصيف
وان وجدت الصوبه فلن نجد الكاز وان وجدت المروحه فلم نجد الكهرباء ومع ذلك لا يجدون هؤولاء قوت يومهم.
أطفال يذهبون إلى المدارس بأحذية ممزقة وحقائب مهترئه وخاوية حتى من سندويشة زعتر ، نتيجة تحول عائلات بأكملها إلى ضحايا الفقر المدقع.
والكارثة تتفاقم عندما يُطرد المواطنون من بيوتهم المستأجرة لأنهم لا يملكون دفع الإيجار ويصبحون في الشوارع، يلتحفون السماء ويفترشون الارض.
هذا واقع وليس من باب التهويل، الوقت يداهمهم والمبيت في العراء ليس ببعيد ان ما وجدت حلول لهذه الأزمات .
كل هذا يحدث و سيحدث بشكل اكبر إن لم يتحرك أحد لإنقاذهم باسرع مايمكن وذلك بتوفير فرص العمل لأبنائهم، وكأن الفقراء هم وحدهم المسؤولون عن فقرهم. وليس سياسات البطالة وسوء الادارة؛ الكهرباء والماء أصبحتا رفاهية حتى رغيف الخبز اصبح من الصعب الحصول عليه بالدَّين، والديون والقروض تُلاحقهم من كل جانب.
ماذا يفعل المواطن الذي لا يملك ثمن الدواء أو حتى أجرة المواصلات للوصول إلى الطبيب؟
أين الدولة من هذه المأساة؟
معظم البيوت لا يملكون ثمن كرتونة بيض او كيلو بندوره ماذا بعد ؟ كل هذا بسبب البطالة
على من تقع المسؤولية : أين الدولة وأين الأغنياء؟ الدولة تتحمل المسؤولية الأكبر. فالحكومات المتعاقبة لم تقدم سوى وعود جوفاء. كل حديثها عن "خطط تنموية" لم يُترجم إلى واقع، وكل وعودها بالتغيير لم تصل إلى المواطن البسيط. والقادم اجمل لم نرى من جماله غير الوقوع بقروض البنوك وتراكم الفوائد والحجز على المساكن والسيارات. هل يُعقل أن تُفرض الضرائب على الفقير، بينما تُعفى الطبقات الغنية من أي التزام؟ كيف للحكومة أن تطلب من المواطن الذي لا يملك شيئًا أن يساهم في سد عجزها.
أما أصحاب الأموال، فقد غابت عنهم الرحمة. أولئك الذين جمعوا ثرواتهم من خيرات هذا الوطن يعيشون في قصور فاخرة، يقودون سيارات لا يعرف الفقير ثمن إطارها الواحد، بينما لا يساهمون بشيء في تخفيف معاناة الشعب. هل يعقل أن تبقى الثروات حكرًا على قلة قليلة، بينما يموت نصف الشعب جوعًا؟
غياب مقومات الحياة: حياة لا تُحتمل
المواطن الأردني اليوم يعيش بلا أبسط مقومات الحياة، كثيرون لا يجدون ما يسد رمقهم، وأطفالهم ينامون جوعى كل ليلة. الأب الذي يرى ابنه مريضًا ولا يستطيع شراء العلاج اوعلبة حليب لطفله يعيش أسوأ كوابيسه. الشباب الذين يكافحون للحصول على شهادة جامعية يكتشفون أنها لا تساوي شيئًا في سوق العمل.
هذه ليست كماليات، بل حقوق أساسية يجب أن تكفلها الدولة لكل مواطن.
ما الحل؟ الطريق نحو الكرامة
الوضع لا يحتمل المزيد من التسويف. يجب أن تتحرك الدولة فورًا لإنقاذ ما تبقى من كرامة هذا الشعب. الحلول ليست مستحيلة إذا وُجدت الإرادة الحقيقية:
منها
1. توفير الوظائف: يجب على الدولة خلق فرص عمل حقيقية للشباب، وإلغاء التمييز الوظيفي
2. تأمين مقومات الحياة الأساسية: توفير البيت والغذاء والدواء والتعليم هو واجب الدولة الأول تجاه مواطنيها.
3. إصلاح التوزيع الاقتصادي: يجب فرض ضرائب عادلة على الأغنياء، وتوجيه موارد الدولة لدعم الفقراء.
4. تشجيع التكافل الاجتماعي: على أصحاب الأموال أن يساهموا في بناء الوطن من خلال مشاريع تنموية حقيقية تخفف من حدة البطالة والفقر.
رسالة إلى المسؤولين وأصحاب القرار
إلى الحكومة: لا يكفي رفع الشعارات ". القوة الحقيقية تأتي من شعب كريم يعيش بكرامة. فالكرامة لا تتحقق بالتصريحات، بل بالأفعال.
إلى أصحاب المال: ثرواتكم لن تُخلد أسماءكم.
ما سيبقى هو ما تقدموه لمجتمعكم. افتحوا مصانعكم لتشغيل الشباب، وساهموا في تخفيف معاناة أبناء وطنكم. من خلال استثمار أموالكم بمشاريع رياديه تنهي البطاله
الأردني يستحق الحياة الكريمة
الفقر والبطالة هما أكبر أعداء الوطن.
إن لم تتحرك الدولة لإنقاذ شعبها، فإن الكارثة لن تقتصر على الفقراء، بل ستمس الجميع.
الأردني يستحق بيتًا يحميه، وعملًا يضمن له حياة كريمة، ودولة تشعر به.
لا تتركوا الشعب وحده يصارع البقاء، فالأردن وطن للجميع، وليس لفئة قليلة تتقلب في النعيم بينما يعاني الباقون من الجوع والخذلان.
اللهم اشهد أني قد بلغت.
* الكاتب أمين عام حزب الأنصار الأردنينشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق