أثار تصريح وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروزيتو، جدلاً واسعاً عقب تأكيده أن بلاده ستكون مضطرة لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار إيطاليا، بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.  

وفي مقابلة مع القناة الإيطالية الأولى، اعتبر كروزيتو، وهو قيادي في حزب "إخوة إيطاليا" اليميني، أن قرار المحكمة الجنائية "خاطئ"، مشيراً إلى أن المذكرة وضعت نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت في نفس المستوى مع القائد العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، الذي تتهمه إسرائيل بقيادة الهجوم على أراضيها في 7 أكتوبر 2023.  

رغم انتقاده لقرار المحكمة، شدد الوزير الإيطالي على أن "تطبيق التشريعات الدولية لا يمكن أن يخضع لاعتبارات سياسية"، مما يضع بلاده أمام تحدٍ قانوني ودبلوماسي كبير في حال دخول نتنياهو أراضيها.   

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن سلطات بلاده ستدرس "مضمون القرار وأسبابه" قبل اتخاذ أي خطوات عملية، مما يعكس تردداً رسمياً في التعامل مع القضية الحساسة.  

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت الخميس مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة، إلى جانب مذكرة مماثلة بحق محمد الضيف لدوره في الهجوم على إسرائيل.  

ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الدول الأعضاء الـ124 إلى احترام التزاماتها القانونية بموجب نظام روما الأساسي وتنفيذ مذكرات التوقيف، مشيراً إلى أن هذه المذكرات تقيد تنقل نتنياهو على المستوى الدولي. وأضاف خان: "علينا أن نولي اهتمامنا لضحايا الجرائم الدولية في إسرائيل ودولة فلسطين".  

في المقابل، وصف نتنياهو قرار المحكمة بأنه "معادٍ للسامية"، مؤكداً أنه لن يخضع للضغوط الدولية، فيما رحبت حركة حماس بالقرار معتبرة إياه "خطوة تاريخية مهمة" و"تصحيحاً لمسار الظلم لشعبنا".