استضافت قلعة الجاهلي التاريخية، أمس، حلقة جديدة من برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة»، أحد أهم برامج مهرجان العين للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تناولت سيرة الشاعر مبارك بن قذلان المزروعي ضمن فقرة «الغائب الحاضر»، التي تستعرض سير وأثر مجموعة من أهم شعراء الشعر الشعبي الإماراتيين ممن رحلوا هذا العام، وظلت ذكراهم وأعمالهم حاضرة، كما تسلط الضوء على تجربة الإمارات الرائدة في الحفاظ على الموروث الشعبي.

وفي الأمسية، تحدث الشاعر عبيد بن مبارك بن قذلان المزروعي عن حياة والده الشاعر مبارك، أحد أبرز الشعراء الإماراتيين في منطقة ليوا، الذي نظم قصائد تنبض بالمعاني الوجدانية، وتوثق الأحداث التاريخية بنقاء الفطرة وعفويتها، حيث سرد بعضاً من المواقف التي حدثت مع والده، وأثرت في شخصيته وشعره منذ الطفولة.

وأشار إلى أن موهبة والده الشعرية برزت مذ كان في الخامسة من عمره، وقد ساعدته بيئة ليوا المتمسكة بالتراث والعادات والتقاليد الإماراتية العريقة، على تنوع أشعاره وثرائها واحتوائها على الكثير من المفردات، كما انعكست تجربته الحياتية الصعبة التي تخللها الاغتراب على نظم أشعار حملت معاني النصح، والحكم، والغزل، وحب الوطن.

وقال: «تميز والدي بالذكاء منذ طفولته، وكانت لديه مواهب ومهارات أخرى، بالإضافة إلى الشعر، إذ برع في تقليد الشخصيات بحرفية عالية فضلاً عن موهبة ابتكار الألعاب الشعبية، وقد تطورت موهبته الشعرية من خلال تواصله مع الشعراء الآخرين، حتى أمسى شاعراً ذا بصمة واضحة في المشهد الشعري الشعبي الإماراتي، وعلى الرغم من ظروفه الصعبة التي اضطرته إلى امتهان أعمال شاقة والاغتراب والتنقل من وظيفة لأخرى طلباً للرزق، إلا أن ذلك لم يزده سوى إبداع وتألق».

وعن اهتمامه بالحفاظ على إرث والده الشعري، قال: «جمعت قصائد الوالد ومساجلاته الشعرية وصوره في ديوان شعري نشرته أكاديمية الشعر في أبوظبي، وقد استغرق جمع المعلومات ونشر الكتاب نحو 3 سنوات»، موضحاً أنه بعد نشر الكتاب التقى العديد من أصدقاء والده الذين لديهم قصائد ومعلومات مختلفة، ولذلك فقد بدأ بجمع هذه القصائد، استعداداً لإصدار ديوان جديد لوالده على وشك أن يرى النور قريباً.