أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مناطق عدة في لبنان منذ أكتوبر 2023 أودت بحياة 3670 شخصًا وأصابت 15413 آخرين. وتواصل الغارات الإسرائيلية تصعيدها، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من التوتر الإقليمي.

بيروت تستيقظ على دمار البسطة

تعرضت منطقة البسطة المكتظة بالسكان في قلب بيروت لقصف إسرائيلي عنيف فجر السبت، أسفر عن تدمير مبنى سكني بالكامل، وسقوط 15 قتيلًا و63 جريحًا وفقًا لتصريحات وزارة الصحة اللبنانية. وتواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين بين الأنقاض، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي على استهداف البسطة، إلا أن مصادر أمنية لبنانية أكدت استهداف قيادي بارز في حزب الله، دون توضيح ما إذا كان القيادي قد قُتل. فيما نفى النائب عن حزب الله أمين شري وجود قيادي مستهدف في الغارة.

ضاحية بيروت الجنوبية وشرق لبنان تحت القصف

استهدفت الغارات الإسرائيلية، السبت، مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله، بالإضافة إلى مواقع أخرى في جنوب وشرق لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهدافه "مراكز قيادة لحزب الله وبنى تحتية إرهابية أخرى" في هذه المناطق.

كما تعرض معبر القاع-جوسيه الحدودي مع سوريا لضربة إسرائيلية جديدة مساء السبت، بعد استهدافه مرتين سابقًا، ما يعزز جهود إسرائيل لمنع نقل "وسائل قتالية" من سوريا إلى لبنان.
 

حصيلة القتلى ترتفع والنزوح يتسع

وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية، السبت، عن مقتل 38 شخصًا في شرق لبنان وجنوبه، مما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء التصعيد في أكتوبر إلى 3670 قتيلًا.

وأدت هذه العمليات العسكرية إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان جنوب لبنان، في حين تسعى إسرائيل إلى تأمين عودة 60 ألف شخص نزحوا من شمالها بفعل تبادل النيران المستمر مع حزب الله.

الدور الأمريكي ومساعي وقف التصعيد

زار المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين لبنان وإسرائيل هذا الأسبوع في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التزام الولايات المتحدة بالعمل على حل دبلوماسي للأزمة اللبنانية.

رغم ذلك، شدد كاتس على أن إسرائيل "ستواصل التحرك بحزم" ضد حزب الله، مؤكدًا على أهمية ردع الحزب وحماية حدود إسرائيل الشمالية.

خلفية التصعيد: جبهة جديدة منذ أكتوبر

بدأ التصعيد في أكتوبر 2023 عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1206 إسرائيليين، معظمهم مدنيون. وردًا على ذلك، فتح حزب الله جبهة دعم لغزة، ما أشعل مواجهة عسكرية عنيفة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

تزايدت وتيرة الغارات الإسرائيلية بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، في سبتمبر 2023، تحويل ثقله العسكري إلى الجبهة الشمالية، حيث شملت العمليات الجوية والبرية معاقل حزب الله في لبنان.

على صعيد آخر، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة، حيث أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس عن سقوط 44176 قتيلًا، معظمهم من النساء والأطفال.