شهدت حلقة أمس من برنامج "شاشة العربية" جدلاً واسعاً بين المخرج المصري خالد يوسف والفنان حسين فهمي، حول إنجازات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديداً فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية في مصر.

وقد اشتعل النقاش حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر قبل وبعد ثورة 1952، حيث أكد خالد يوسف على الدور الكبير الذي لعبه عبد الناصر في تحسين أحوال الشعب المصري، مشيراً إلى أن مصر في عهده كانت تعاني من فقر مدقع، وأن نسبة كبيرة من السكان كانوا يعيشون بلا أحذية.

وقال يوسف: "عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر واختصاره في حرب 1967، وننسى كل ما قدمه لمصر والأمة العربية والعالم الثالث، فهذا ظلم فادح. مصر في ذلك الوقت كانت تعاني من فقر مدقع، فمن أصل 20 مليون نسمة، كان هناك 19 مليون حفاة".

وأضاف يوسف أن الإعلام الغربي كان يركز على تصوير صورة مشوهة لمصر، حيث كان يبرز فقط الأحياء الراقية في القاهرة، متجاهلاً معاناة الغالبية العظمى من الشعب المصري الذي كان يعيش في فقر مدقع.

من جانبه، انتقد حسين فهمي هذه الرؤية، مشككاً في الأرقام التي قدمها خالد يوسف حول عدد الحفاة في مصر قبل الثورة، وقال: "هل كل هؤلاء الحفاة ارتدوا الأحذية في عهد عبد الناصر؟".

ورداً على ذلك، أكد خالد يوسف أن إنجازات عبد الناصر في مجال التعليم والصحة أدت إلى تحسن ملحوظ في مستوى المعيشة لدى المصريين، مشيراً إلى أن عدد السكان في مصر تضاعف عدة مرات خلال العقود التي تلت ثورة 1952.

واختتم حسين فهمي مداخلته بالتأكيد على أنه لا ينكر إنجازات عبد الناصر، ولكنه يرى أن هناك جوانب سلبية في حكمه يجب الاعتراف بها، مثل قمع الحريات وتدخل الدولة في شؤون الحياة الخاصة للمواطنين.

هذا الجدل يعكس الانقسام الكبير حول شخصية جمال عبد الناصر وإرثه، حيث يراه البعض رمزاً للوحدة الوطنية والقوة العربية، بينما يراه البعض الآخر ديكتاتوراً قمع الحريات.