عاجل - استراتيجيا.. المنطقة إلى أين؟ - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عاجل - استراتيجيا.. المنطقة إلى أين؟ - جورنالك اليوم السبت الموافق 30 نوفمبر 2024 02:00 مساءً

كتب - أ.د احمد القطامين - في اليوم التالي لطوفان الاقصى، في السابع من اكتوبر عام 2023 استيقظ العالم على عصر جديد اتسم بحقيقتين: الاولى ان معادلة الردع النفسي التي كانت تحمي اسرائيل لم تعد قائمة.


والثانية: ان إسرائيل ككيان كولينيالي شبيه بما حدث في استراليا ونيوزلندا وأمريكا نفسها ، لم يعد سؤالاً غير قابل للتحدي والتشكيك بعد اليوم.


في مواجهة هاتين الحقيقتين جرت محاولات حثيثة لتغيير مجرى الاحداث باستخدام القوة الطاغية والتي تمثلت بقتل المدنيين على نطاق واسع وتدمير كل شي قائم في قطاع غزة وذلك لخلق حالة من الرعب والخوف لدى السكان المدنيين ولدى المحيط العربي والإسلامي المحسوب منطقيا على المقاومة.


لإنجاز ذلك، شرع قادة إسرائيل بالإدلاء بتصريحات تركز على نقطة واحدة وهي ان ما يجري الان ما هي إلى حرب وجودية يعتمد بقاء اسرائيل وعدم فنائها على تحقيق نصر مطلق فيها واذا تعذر ذلك ستنتهي هذه الدولة وجوديا ولن تعد قائمة، اي ان هذه الحرب حرب صفرية ينتصر فيها احد طرفيها نصرا مطلقا وينهزم الطرف الاخر وينتهي من الوجود هزيمة مطلقة، ولا حل وسط بين هاتين النهايتين.


هنا لا بد من ملاحظة ان الغرب الأنجلوسكسوني قد زج بكافة ما لديه من امكانيات دعما لاسرائيل في هذه الحرب كما وظف الكيان الاسرائيلي كل ما لديه من أسلحة وطاقة وقدرات استراتيجية في أتون المعركة على جبهتيها الشمالية مع لبنان والجنوبية مع المقاومة في القطاع، وهذا أقصى ما يمكن استخدامة في هذه المعركة، ومع ذلك فشل الكيان في تحقيق اي هدف استراتيجي من أهدافه المعلنة، وهي: القضاء على حماس وتفكيك حزب الله وتغيير المعادلات السائدة في الشرق الأوسط.


وهنا يطرح السؤال الخطير وهو: بعد كل ما جرى على الجبهتين، المنطقة إلى أين تتجه؟


والجواب باختصار يتلخص في ثلاثة أبعاد:


البعد الاول: ان وقف إطلاق النار في لبنان لا يتعدى كونه استراحة المحارب، وذلك لاتاحة الفرصة لجيش الاحتلال لترميم بنيته الأساسية التي هشمها الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة وصواريخ حزب الله من لبنان التي غطت كامل جغرافيا فلسطبن المحتلة ووصلت الى غرفة نوم نتنياهو، إضافة إلى تأكل مخزونات السلاح والذخائر رغم السيل الجارف من التزويد على مدار الساعة.


البعد الثاني: ان تحقيق هدف تغيير المعادلات في الشرق الأوسط هو اسم ثاني لهدف انجاز مشروع اقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهو الهدف الذي يعبر عنه تلك الخريطة التي تظهر على صدر الجندي الاسرائلي والتي تحتوى خريطة تتضمن فلسطين المحتلة كلها وأجزاء من مصر والسعودية ولبنان وكل الأردن .. وهي تمثل اسرائيل لكبرى.

البعد الثالث:
ان ايران وهي ليست قوة نووية بعد، استطاعت بناء حلف استراتيجي مخيف لإسرائيل، فكيف سيكون الحال إذا تمكنت ايران من ان تصبح قوة نووية، وهو الحال الذي يعتقد ان ايران على وشك انجازه، لذلك لا بد من تدمير المنشأت النووية الإيرانية ووضع حد نهائي للمشروع النووي الايراني.


وهذا البعد يعتقد انه في طور الإعداد له قبل ان يتسلم ترامب مقاليد السلطة في العشرين من يناير القادم.. لذلك اعتقد ان الحرب على ايران ستكون الخطوة القادمة خلال اسابيع من الان وستبدأ بمحاولة احتلال سوريا وتحييدها والتي بدأت فعلا فمساء اول امس هدد نتنياهو الحكومة السورية تهديدا صريحا مباشرا، وفي صبيحة اليوم التالي لتهديد نتنياهو وعلى حين غرة اندفع المسلحون من إدلب إلى مدينة حلب في محاولة لإعادة احتلالها وفسر المراقبون ذلك على انه بداية لمعركة إسرائيل مع سوريا وان من خطط لذلك واعطى الضوء الاخضر هي امريكا ضمن مخططها الشمولي لتصفية محور المقاومة الذي تتزعمه ايران استعدادا لضرب منشأت ايران النووية..
والأيام القادمة ستكون حبلى بأحداث جسام ..

فلننتظر...

 

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق