أعلنت غوغل عن شريحة إلكترونية جديدة تدعى "ويلو"، قادرة على حل مسائل معقدة في دقائق معدودة، وهي مسائل تحتاج لأجهزة الكمبيوتر التقليدية ملايين السنين لإنجازها. الشريحة، التي تم تطويرها في كاليفورنيا، تأتي بأبعاد صغيرة بحجم حلوى "أفتر إيت"، وتعد طفرة في مجال الحوسبة الكمومية مع إمكانيات غير مسبوقة في تسريع التجارب العلمية، خصوصاً في صناعة الأدوية.

ووفقاً لصحيفة "ذا غارديان"، بدأت غوغل العمل على "ويلو" منذ عام 2021، وسط توقعات كبيرة بقدرتها على تغيير مفهوم الحوسبة. وقد أصبحت نسخة 2024 من الشريحة أقل عرضة للأخطاء بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أداة موثوقة لتسريع إنشاء مفاعلات الاندماج النووي وتحليل البيانات الطبية بدقة متناهية.

من بين أبرز استخداماتها، تسمح "ويلو" بقراءة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على مستوى الذرّة، ما يوفر معلومات دقيقة عن الأمراض والوظائف الحيوية للجسم. هذه القدرات تفتح آفاقاً جديدة أمام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية وتسريع تطوير العلاجات.

ومع ذلك، يثير هذا التطور السريع مخاوف حول الخصوصية والحماية، إذ يمكن للشريحة تجاوز تشفير البيانات الأكثر أماناً، مما يعرض أمن الكمبيوتر للخطر. وردت غوغل على هذه المخاوف، حيث أكدت تشارينا تشو، الرئيس التنفيذي للعمليات في "غوغل كوانتوم أي آي"، أن خبراء الأمن السيبراني عملوا على تطوير حلول للحماية، بالتعاون مع شركات كبرى وأكاديميين لمنع أي اختراقات محتملة.

الشريحة "ويلو" تمثل علامة فارقة في الحوسبة الكمومية، مع إمكانيات هائلة لتغيير وجه التكنولوجيا والعلوم، لكنها في الوقت ذاته تفتح نقاشاً عميقاً حول كيفية الموازنة بين التقدم التكنولوجي وحماية الأمن الرقمي.