المحددات الأمريكية في التعامل مع دمشق.. أي مستقبل لسوريا؟ - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المحددات الأمريكية في التعامل مع دمشق.. أي مستقبل لسوريا؟ - جورنالك اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 06:15 مساءً

أحمد فرحات

وفق مسارين اثنين، تسير الولايات المتحدة في التعاطي مع السياسة الشرق أوسطية بشكل عام، وهما النفط وحماية أمن الكيان الإسرائيلي. ولعل واشنطن التي سيطرت على النفط السوري بواسطة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مناطق دير الزور، تريد حماية الكيان الإسرائيلي، وترسيخ تفوقه العسكرية في المنطقة.

وبعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على رأسها “هيئة تحرير الشام” على مقاليد السلطة في سوريا، تواجه واشنطن معضلات أساسية، تتعلق أولاً بطبيعة العلاقات مع جماعة تصنفها ارهابية على لوائحها، ومستقبل البلاد السياسي.

ووفق المعلن من مواقف، فإن الإدارة الأمريكية تربط مسألة التعامل مع السلطة الجديدة في سوريا، بحسب سلوكها، وهذا ما عبر عنه نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر. والسلوك بحسب الولايات المتحدة، هو مدى قدرتها على انتزاع تنازلات من “تحرير الشام” تتعلق بالترتيبات الامنية والسياسية في سوريا، بما يخدم المصالح الحيوية الأمريكية.

وعلى الجانب المقابل، فإن قائد “تحرير الشام” الذي عبّر أكثر من مرة عن سعيه إلى رفع تصنيف جماعته كـ “ارهابية”، أعلن مجدداً في ، أن جماعته لا تنوي استهداف المصالح الغربية إن كان في سوريا أو في أي مكان آخر.

سعي “هيئة تحرير الشام” إلى الغاء كيانها عن لوائح الارهاب، يفسر التبدل في خطابها السياسي تجاه باقي مكونات الشعب السوري، وتجاه الدول الغربية. وفي هذا السياق، كشفت معلومات صحافية عن اتصالات جرت بين واشنطن و”تحرير الشام”، عرضت فيها أمريكا المساعدة في انشاء هيكل حكم رسمي لسوريا.

ولم تكشف المصادر عن رد “تحرير الشام” على الرسالة الأمريكية، لكن هناك تساؤلات عن دور أمريكي حالي في وصول المعارضة المسلحة إلى دمشق، استناداً إلى الأدوار الامريكية السابقة في بداية الأحداث السورية (2011)، حيث وفرت واشنطن الغطاء السياسي والأمني للمعارضين في قتالهم الجيش السوري.

محاولة التأثير على المستقبل السياسي لسوريا، مسألة تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكية صراحة أنتوني بلينكن، مشيراً إلى أولويات ادارته في المسألة السورية، الأولى هي منع عودة تنظيم داعش، والثانية عملية الانتقال السياسي، معلناً نية واشنطن الاعتراف بالحكومة السورية المستقبلية ودعمها.

ويقوم بلينكن بزيارة إلى الشرق الأوسط، حيث يبحث في الاردن وتركيا عدم قيام سلطة في سوريا توفر “قاعدة للإرهاب”، أو تشكل تهديدا لجيرانها، في إشارة إلى مخاوف الكيان الاسرائيلي، الذي شن مئات الغارات قبل أيام، مدمراً القدرات العسكرية للجيش السوري.

وفي حين صدرت مواقف أمريكية تؤكد ان لا علاقة لواشنطن فيما جرى، اعتبر محللون أمريكيون أن من الخطأ أن تبقى الولايات المتحدة على الهامش، وأن تتدخل بكامل قوتها، لمنع قيام سلطة شبيهة بنظام حركة طالبان في أفغانستان.

غير أن المعطيات تشير إلى أن التصريحات الأمريكية لا تعكس الواقع، وأن الولايات المتحدة في قلب التغير السياسي والأمني الذي حصل في سوريا، وهذا ما تؤكده الحركة الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، تجاه اللاعبين الإقليميين في سوريا، خصوصاً الأتراك.

روبرت فود، آخر السفراء الأمريكيين في دمشق، والذي أشرف على الكثير من محطات المعارك بين المعارضة المسلحة والجيش السوري في الفترة الماضية، اعتبر أن هيئة تحرير الشام باتت أكثر اعتدالاً، لكنه أشار بالمقابل إلى ضرورة عدم الوثوق بالجولاني، واصفاً إياه بـ “السلطوي”.

وتضغط العديد من الجهات في الكونغرس الأمريكي على الإدارة لإعادة النظر في رفع العقوبات على سوريا (قانون قيصر)، وعلى “هيئة تحرير الشام” بشكل خاص، في مقابل تلبية المطالب الأمريكية.

وتسعى الولايات المتحدة إلى انهاء النفوذ الروسي في سوريا، بما في ذلك حرمانها من قواعدها العسكرية على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط، بالإضافة إلى ابعاد دمشق عن محور المقاومة، وبالتالي تأمين الحماية المطلقة للكيان الإسرائيلي، واطلاق يده العسكرية والسياسية في سوريا.

ولعل أحدى المخاوف الأمريكية الاخرى في سوريا، هو ما تتهم به الدولة السورية بامتلاكها للسلاح الكيماوي، الذي سبق وأعلن الرئيس بشار الأسد التخلي عنه، عقب اتفاق جرى عام (2013)، انضمت بموجبه دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكانت الطائرات الاسرائيلية قد شنت قبل أيام مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، زعم جيش الاحتلال أن بعضها استهدف منشآت كيماوية.

الثابت أن أمريكا تنظر إلى المنطقة بعيون اسرائيلية، وسوريا في قلب هذه المنطقة، واخراج هذه البعقة الجغرافية بما تحويه من مقدرات من دائرة الصراع العربي – الإسرائيلي، هو الهدف الاسمى للولايات المتحدة، وبالتالي فإن نجاح امريكا في سياستها الحالية مرهون بمدى تعاون السلطات الجديدة في سوريا من عدمه.

وحالياً، ليس من الواضح كيفية تعامل حكومة الانقاذ السورية المعينة من “أبو محمد الجولاني”، مع التمدد الاسرائيلي في الجولان وسيطرته على مناطق في القنيطرة، وصولاً إلى ريف دمشق، لكن التزامها الصمت حيال تلك التطورات، يطرح العديد من علامات الاستفهام، حول أي بلد يريدون، سوريا المناصرة لقضايا الامة، أو المنصهرة ضمن اتفاقات ابراهام التطبيعية مع العدو الإسرائيلي؟

المصدر: موقع جورنالك الأخباري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق