تشتد معركة عزل الرئيس يون سيوك-يول، في كوريا الجنوبية، حيث قدمت المعارضة مقترحاً للجمعية الوطنية (البرلمان) في مسعى للمرة الثانية، أمس، بسبب محاولة الرئيس الفاشلة لفرض الأحكام العرفية. ويأتي ذلك في وقت تعاني البلاد من اضطرابات سياسية غير مسبوقة بسبب ما أثاره إعلان الأحكام العرفية مطلع الشهر، والتي استمرت لفترة وجيزة، بحسب وكالة أنباء يونهاب.

ورغم أن قرار فرض الأحكام العرفية لم يستمر سوى لساعات في الثالث من ديسمبر فقد أدخل البلاد في أزمة دستورية وأثار دعوات واسعة النطاق تطالب يون بالاستقالة بسبب انتهاكه القانون. ويصر الرئيس على موقفه، حيث صرح الخميس، بأن إعلان الأحكام العرفية «هو من اختصاص السلطة التنفيذية، وهو ما لا يخضع للمراجعة القضائية»، وأنه سوف يقاتل «حتى اللحظة الأخيرة». ويعتزم الحزب الديمقراطي، المعارض الرئيسي لطرح الاقتراح للتصويت في جلسة عامة مساء اليوم، وقدم مكتب رئيس الجمعية الوطنية وون وون-شيك ساعة واحدة. وبموجب القانون، يجب طرح اقتراح العزل للتصويت بين 24 و72 ساعة بعد تقديمه إلى جلسة عامة.

ثمانية أصوات

وحث زعيم الحزب الديمقراطي لي جيه-ميونغ نواب الحزب الحاكم على التصويت لصالح المقترح، مشدداً على أن العزل هو «الطريقة الأسرع والأكثر أماناً لإنهاء هذه الفوضى». ويحتاج تمرير المقترح إلى ثمانية أصوات على الأقل من الحزب الحاكم اليوم. وقد أعلن سبعة نواب من الحزب حتى الآن نيتهم التصويت لصالح المقترح. وأخفق المقترح الأول لعزل يون الأحد الماضي بسبب مقاطعة معظم نواب الحزب الحاكم للتصويت. وقد تعهد الحزب الديمقراطي بالضغط من أجل تمرير عزل يون كل أسبوع، بعد سحب المقترح الأول. ويتضمن الاقتراح الثاني مزاعم بأن قوات الأحكام العرفية والشرطة حاولت اعتقال النواب تحت قيادة الرئيس، وتم حذف الادعاءات التي تستهدف السيدة الأولى كيم كيون-هي، بما في ذلك تورطها المشتبه به في مخطط للتلاعب بالأسهم والتدخل في ترشيحات الانتخابات من خلال وسيط سياسي، من المقترح الجديد. وحال جرى تمرير المقترح، ستقرر المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستعيد يون إلى منصبه أو تعزله.

شعبية متراجعة

وكشفت استطلاع للرأي تراجع شعبية يون سوك يول إلى أدنى معدلاتها على الإطلاق منذ توليه مهام منصبه. وكشفت مؤسسة «غالوب كوريا» لاستطلاعات الرأي أن شعبية يون انخفضت إلى 11 % في استطلاع رأي أسبوعي، بتراجع نسبته خمس نقاط مئوية مقارنة باستطلاع مماثل أجري الأسبوع الماضي. وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن 75 % من المشاركين ذكروا أنه يتعين عزل الرئيس الكوري من منصبه. وشارك في الاستطلاع 1002 شخص من مختلف أنحاء البلاد، ويبلغ هامش الخطأ في نتيجة الاستطلاع 3.1 % بالزيادة أو النقصان، بحسب مؤسسة غالوب كوريا.