اتفاق غزّة: النمط المتكرّر والتغافل السمج! #عاجل - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اتفاق غزّة: النمط المتكرّر والتغافل السمج! #عاجل - جورنالك اليوم الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024 06:51 مساءً

كتب كمال ميرزا - 

بعد (435) يوماً، فإنّ من أسمج الكذبات التي يمكن أن يكذبها المرء على نفسه ادّعاء الجهل أو تصنّع الغفلة!

لقد أصبح النمط واضحاً ومكرّراً بطريقة فجّة لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها: مماطلة، وشراء وقت بدماء أهالي غزّة، وابتزاز جوعهم وعطشهم وزمهريرهم وآلامهم وجراحهم، والتلاعب بمشاعر الناس وآمالهم حول قرب التوصّل إلى اتفاق.. بينما ماكينة الإجرام الصهيونيّة تواصل "مهمّتها" الشيطانيّة بإيعاز أمريكيّ وتواطؤ عربيّ!

ما ابتدأتْ كحرب إبادة وتهجير ما تزال حرب إبادة وتهجير، ووحده الفشل في إنجاز "المهمّة" هو ما يمكن أن يوقف الإبادة والتهجير!

لكن إفشال المهمّة يستدعي دعم صمود الأهالي وإسناد المقاومة، أو على الأقل الاعتراف بفصائلها رسميّاً كحركات تحرّر وطنيّ مشروعة (كما سارع الجميع بالاعتراف بالمُطيحين بالدولة السوريّة)، وهذا ما لا يريده أحد، وما يتنصّل منه الجميع: أفراداً وأنظمةً، والمتباكين على غزّة قبل كارهيها أو غير المبالين بها!

ومع المَدد والزخم والعنفوان الذي أتى للعدو على يد "ثوّار الناتو" ومجاهدي "البترو-دولار"، ووسائل الإعلام التي تحترف التشتيت والإلهاء وحرف البوصلة وبثّ روح اليأس والقنوط.. أيّ شيء يمكن أن يردع هذا العدو ويدفعه للتوقّف قبل أن يحيل غزّة، أو على الأقل شمالها، قاعاً صفصفاً، ويخلق أمراً واقعاً جديداً على الأرض يُثبَّت لاحقاً كحقّ مُكتسب واستحقاق مُلزِم على يد الوسطاء والرعاة؟!

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدفع العدو حالياً إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، هو رغبته بالتقاط أنفاسه، وبناء وتثبيت استحكاماته، وفي نفس الوقت التفرّغ قليلاً للضفّة من إجل قطع شوط في إنجاز الشِق المتعلّق بمهمته هناك، ومستفيداً من الدعم الإضافيّ الذي يمنحه إياه مرتزقة التنسيق الأمنيّ.. ليعود في وقت لاحق و"يمزمز" على الاثنتين: غزّة والضفة (وحتى فلسطين الداخل) على مهله، وكما يحلو له، دون رقيب أو حسيب!

في مثل هذه المواقف يصرّ البعض على الإمعان في سماجتهم، متسائلين ببراءة كاذبة وواقعيّة أكثر كذباً: وما هو البديل؟

والجواب ببساطة: "مش شغلك"! القرار قرار أهل غزّة ومقاومتها، هم يحدّدون البديل، وكلّ المطلوب منك إذا كنتَ صادقاً في بكائيّاتكَ ولطميّاتكَ أن تدعمهم، أو إذا كنتَ عاجزاً عن دعمهم أو تدّعي ذلك، فعلى الأقل أرحمهم منك ومن لسانك ومن سماجة تغافلك!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق