مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن نية إسرائيل تكريس وجودها العسكري في منطقة جبل الشيخ بدأت التكهنات تتزايد حول الأهداف الإسرائيلية من هذا الإجراء، إذ يذكر أن هذه المنطقة كانت تحت أنظار تل أبيب منذ عقود.

وفي حين توغلت القوات الإسرائيلية بعمق 9 كيلومترات داخل ريف درعا في جنوب سوريا..أوعز نتانياهو للجيش بالاستعداد لاستمراره في احتلال المنطقة العازلة السورية حتى نهاية عام 2025 على أقل تقدير.

وقالت القناة «12» الإسرائلية الخاصة: «تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات من رئيس الوزراء نتانياهو بالبقاء في منطقة جبل الشيخ السورية (المحتلة) حتى نهاية عام 2025 على الأقل».

وأوضحت أن «سبب تحديد هذا التاريخ هو التقييم بأنه بحلول ذلك الوقت سيستقر الوضع السياسي الأمني في سوريا وسيكون ممكناً معرفة ما إذا كان سيكون هناك كيان في البلاد يحترم اتفاقية فصل القوات لعام 1974، وفرض تفاصيله ومنع النشاط المعادي ضد إسرائيل»، وفق تعبيراتها.

واستدركت أن «الآثار المترتبة على بقاء الجيش في هذه المنطقة هائلة، خاصة فيما يتعلق بنشر القوات، ففي الواقع يتم إضافة جبهة جديدة إلى الجيش، بجانب القوات المنتشرة في قطاع غزة ولبنان».

وفي حرب 5 يونيو 1967 احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان جنوب غربي سوريا، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.

ودون إعلام مسبق وصل نتانياهو أول من أمس إلى جبل الشيخ السوري المحتل، برفقة قادة أجهزة عسكرية وأمنية. ونقلت القناة عن نتانياهو قوله: «سنبقى في هذا المكان المهم حتى التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل».

وتحدث نتانياهو عن المكان وقال «إنه يجعلني أشعر بالحنين، لقد كنت هنا قبل 53 عاماً مع جنودي في دورية لجيش الدفاع الإسرائيلي. المكان لم يتغير، إنه نفس المكان»، لافتاً إلى أن أهميته لأمن إسرائيل ازدادت في السنوات الأخيرة «خصوصاً في الأسابيع الأخيرة مع الأحداث الدرامية، التي تجري هنا في سوريا. سنحدد الترتيب الأفضل الذي سيضمن سلامتنا».

منطقة عازلة

تعتبر منطقة جبل الشيخ، التي تقع في الجزء الغربي من سوريا بالقرب من الحدود اللبنانية منطقة عازلة بين سوريا وإسرائيل، منذ سبعينيات القرن الماضي وما قبلها، وذلك بعد أن جرى تحديد هذه المنطقة العازلة بين الطرفين، وفق اتفاق «فض الاشتباك» الموقع عام 1974، وظلت لنحو 50 عاماً خاضعة لهذا الاتفاق.

عسكرياً جبل الشيخ يُعتبر أعلى نقطة في المنطقة يطل من خلاله باتجاه سوريا بالكامل والأردن وفلسطين ولبنان، لذلك يشكل أهمية عسكرية من حيث الاستطلاع والرصد وإنشاء منظومات مراقبة. أما اقتصادياً يعتبر منطقة سياحية، كما يعد مصدر المياه الأساسي، وتنبع منه 5 أنهر، منها:

نهر بن ياس، الذي يصب في بحيرة طبريا، ونهر الوزاني، الذي يصب في لبنان وشمال فلسطين، ونهر جرجرة، الذي يجري في ريف دمشق، وغيرها.

إلى ذلك، توغلت القوات الإسرائيلية بعمق 9 كيلومترات داخل ريف درعا في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوثق الأحداث في سوريا .

وقال إنالقوات الإسرائيلية دخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود السورية-الأردنية، وتمركزت في مواقع استراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة. وأشار في بيان إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت الكتيبة 74 في محيط قرية صيدا، على الحدود الإدارية بين محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تمثل اختراقاً جديداً ضمن منطقة جنوب سوريا.