توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بالتحرك ضد الحوثيين بقوة وتصميم، بعد إعلان الجماعة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ باليستي من اليمن أصاب منطقة قرب تل أبيب، وأسفر عن إصابة 16 شخصًا بجروح طفيفة.

وقال نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه: كما تصرفنا بقوة ضد أذرع إيران المسلحة، سنتحرك ضد الحوثيين بقوة وتصميم وحنكة. وأضاف أن الهجوم يمثل تهديدًا للملاحة العالمية والنظام الدولي، متهمًا الحوثيين بتلقي الدعم المباشر من إيران في تنفيذ عملياتهم العسكرية.

تفاصيل الهجوم الحوثي ورد الفعل الإسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية وتمكن من اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ليصيب منطقة سكنية في تل أبيب. ووفقًا لمسعفين، تعرض 16 شخصًا لجروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج، بينما أُصيب 14 آخرون أثناء التدافع نحو الملاجئ.

وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه يأتي في إطار دعمها للشعب الفلسطيني ضد العمليات الإسرائيلية في غزة. وأكدت الجماعة أن الصاروخ الباليستي الجديد، المسمى "فلسطين 2"، يُظهر قدرتها على الوصول إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل.

الحوثيون يواصلون التصعيد منذ 2023

منذ نوفمبر 2023، كثف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرين إلى أن هذه العمليات تأتي دعمًا للمقاومة الفلسطينية. وفي يوليو 2024، نفذت الجماعة هجومًا بطائرة مسيرة مفخخة على تل أبيب، ما أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي وردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت مواقع للحوثيين في محافظة الحديدة الساحلية.
 

إسرائيل تلوح بتحرك عسكري واسع

تزامنًا مع تصريحات نتنياهو، حذر مسؤولون إسرائيليون من أن الرد على الهجمات الحوثية قد يشمل ضربات واسعة النطاق تستهدف مواقع استراتيجية للجماعة في اليمن. وأكد مراقبون أن تل أبيب تنظر إلى الحوثيين كجزء من "محور الشر" الإيراني، الذي يهدد استقرار المنطقة ويستهدف مصالح إسرائيل وحلفائها.

 تصعيد الصراع الإسرائيلي الإيراني

الهجوم الحوثي الأخير يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا بين إسرائيل وإيران. وترى إسرائيل أن دعم طهران لجماعات مثل الحوثيين يهدف إلى توسيع نفوذها الإقليمي وتهديد أمن إسرائيل. ويزيد هذا الهجوم من تعقيد المشهد الإقليمي، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتصاعد التوترات على عدة جبهات

هل يشهد الشرق الأوسط مواجهة جديدة؟

يشير مراقبون إلى أن التصعيد الأخير قد يمهد الطريق لمواجهة أوسع بين إسرائيل والحوثيين، خصوصًا إذا استمرت الهجمات الصاروخية واستهدف الحوثيون مصالح إسرائيلية إضافية. من جهتها، أكدت إسرائيل استعدادها للتعامل مع أي تهديد، مما يجعل الأوضاع مفتوحة على جميع السيناريوهات.