الدبلوماسية الاردنية في مواجهة سيناريو التهجير ..هل نحن مستعدون للهجمة من الجهة الخامسة ؟!! - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الدبلوماسية الاردنية في مواجهة سيناريو التهجير ..هل نحن مستعدون للهجمة من الجهة الخامسة ؟!! - جورنالك اليوم الثلاثاء الموافق 24 ديسمبر 2024 02:43 مساءً

كتب  د. وليد عبد الحي  - أيام قليلة ويتولى دونالد ترامب سلطاته الدستورية، وهو الرئيس الذي وصفه تقرير وقع عليه 35 خبير علم نفس امريكي بأنه "غير قابل للتنبؤ"(Unpredictable)، وهو الذي قال بانه عندما قرر اعلان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل وبنقل السفارة الامريكية اليها قال له مستشاروه بان ذلك سيشعل العالم العربي والاسلامي، وسخر من مستشاريه، ونقل السفارة ولم يحدث شيئا ،بل زاد التطبيع مع اسرائيل.

سؤالي للدبلوماسية الاردنية: ماذا لو قرر ترامب الضغط على الاردن لقبول تهجير فلسطينيي الضفة الغربية الى الاردن وفلسطيني غزة الى مصر؟ 

أن النقاش المعمق الذي يجري في اسرائيل يتمحور حول نقطة محددة من الناحية الاستراتيجية وهي: لقد سيطرنا على كل الارض الفلسطينية مضافا لها بعض الاراضي العربية، ولكن المشكلة هي ان هناك 7 ونصف مليون فلسطيني في فلسطين ويفوق عددهم حاليا عدد اليهود، فماذا سنفعل بهم؟ فحل الدولتين فيه مشكلة لانه يجعل العمق الاستراتيجي لاسرائيل حوالي عشرة كيلومترات، كما ان هذا الحل يقتضي نقل حوالي 800 الف مستوطن من الضفة الغربية واغلبهم من المتدينين المتشددين، وهو ما قد يشعل حربا اهلية بين اليهود، وحل الدولة الواحدة على اساس ديمقراطي سيجعل الفلسطينيين هم الاغلبية وقد يصبح رئيس الوزراء فلسطينيا، والاستمرار في قمعهم سيجعل اسرائيل على المدى الطويل غير مستقرة ويحولها تدريجيا الى نموذج لجنوب افريقيا التي فككها ضغط المجتمع الدولي..هكذا يفكر الاسرائيليون.

ان عنوان وشعارات نيتنياهو انه لا شيء اسمه فلسطين، وكتابه هو الدولة اليهودية، ويسانده في ذلك اغلبية دينية متصاعدة، ويغريه ان الخوار العربي هو الآن في اعلى درجاته، وهو ما يعني أننا لو دفعنا ترامب بطريقة أو اخرى ليكرر ما فعله مع القدس ويجبر الاردن ومصر وبعض دول الخليج على  قبول تهجير الفلسطينيين اليهم ، فلن تتجاوز ردود الفعل العربية حدود الشجب المعتاد .

ان من نقل عاصمته الى القدس ، قد يطلب نقل الفلسطينيين، ومن اوقف المساعدات لوكالة الغوث يمكن ان يحول المساعدات الى الدول التي ستستضيف المهاجرين الجدد ، فماذا سنفعل؟

قبل ايام تواترت اخبار عن ان ترامب يطلب السيطرة على قناة بنما وانتزاعها من بنما، امر في غاية الغرابة، لكن ترامب خارج التوقعات ، وبخاصة ان ترامب يدرك ان المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة معه في توجهه الاستراتيجي بخاصة عندما يكون الامر متعلق باسرائيل ، فالولايات المتحدة اتخذت قرارا بالفيتو 90 مرة ضد دول العالم المختلفة ،منها 46 مرة لصالح اسرائيل اي اكثر من 50% ، كما ان اسرائيل تحتل المرتبة الاولى في حجم المساعدات المالية والعسكرية من الولايات المتحدة، ناهيك عن مساندة التيار الانجليكاني النشط(الصهيونية المسيحية) له.

ان القلق الاسرائيلي من ان عدد الفلسطينيين حاليا يفوق عدد اليهود في فلسطين، وان نسبة الانجاب بين الفلسطينيين تفوق نسبتها عند اليهود، وان نسبة الهجرة المعاكسة بين اليهود اعلى من نسبتها بين الفلسطينيين يعني ان المشكلة ستتفاقم امام اسرائيل خلال الاعوام القادمة ،وهو ما يستوجب الاسراع في القرار، ولعل ترامب هو الفرصة المتاحة، بخاصة في ظل رأيه عن ردود فعل العرب بانها لا شيء خارج نطاق الادانات العابرة وغير الجدية.

لا أزعم أن الامر مؤكد، ولكني اردد دائما مقولة مولتكة (قائد جيش بيسمارك) فهو يقول" كنت اتوقع ان يأتيني العدو من احدى الجهات الأربع، ولكنه كثيرا ما أتى من الجهة الخامسة"(اي غير المتوقعة)، ويبدو ان الجهات عند ترامب ليست اربع او خمس بل لا حصر لها.

فما هو ردنا في الاردن إذا جاء ترامب من الجهة الخامسة؟.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق