أرسلان وابن خلدون في لقاء الشرع وجنبلاط ..... - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أرسلان وابن خلدون في لقاء الشرع وجنبلاط ..... - جورنالك اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 12:49 مساءً

في ذروة انتصارات الشعب السوري بثورته التي انطلقت قبل 14 عام، كان الزعيم اللبناني البارز وليد جنبلاط هو أول القادة اللبنانيين وصولا إلى قصر الشعب في دمشق للتهنئة بالانتصار، وفي استقباله كان القائد العام للثورة أحمد الشرع أوصل رسائل في غاية الذكاء والخطورة والاتزان عن رؤية الادارة السورية الجديدة لسياستها القادمة تجاه لبنان وتقييمه أيضا لسياسة عهد الاسد بحق الشعب اللبناني.

على هامش اللقاء وكما هو مشهور عنه في زياراته للزعماء، حمل الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط كتابا قدّمه كهدية لزعيم سوريا الشاب، كان العنوان الذي اختاره لافتا ويحمل رسائل بالغة تحمل الكثير من المعاني.

تاريخ ابن خلدون، الذي حرره الامير والمفكر والاديب والسياسي الكبير شكيب ارسلان، هو العنوان الذي اهداه جنبلاط للشرع.

عبدالرحمن ابن خلدون الكندي الحضرمي، المولود في القرن الرابع عشر الميلادي هو العالم العربي الذي له سبق وفضل تأسيس علم الاجتماع وصاحب النظرية البارزة في كيفية انتقال المجتمعات من حالة البداوة إلى الحالة الحضرية وأهمية بناء العصبويات لقيام الدول، ولا زالت انتاجات ابن خلدون مرجعا لكل الباحثين عربا وغربا في علم الاجتماع والدولة، ومن اهم الدراسات عنه هو ما حرره امير البيان المفكر الاسلامي المتحرر والمصلح العروبي المستنير شكيب ارسلان المتوفي في عام 1946 في هذا الكتاب الذي أهداه وليد جنبلاط لأحمد الشرع.

شكيب أرسلان بفكرة وتحولاته ونتاجه الملهم، حالة ومدرسة في غاية الاهمية للأسف لم تأخذ حقها من الاستفادة والاستلهام، لقد كان فلتة زمانه، عند وفاته وقف على قبره المفكر والقائد الاسلامي الكبير الشاعر السوري مصطفى السباعي مرتجلا أبياتا منها :

سلام عليك أبا غالب

أمير الجهاد أمير القلـم

*

هتكت برأيك حجب الظلام

وثرت إباءً إذا الخطب عم

*

وطوفت في الأرض تبغي السلام

لقومك والحق ممن ظلم

**

فخضت الغمار وصنت الذمار

وكنت الإمام وكنت العلم

وفي حين تبدي هذه الأبيات كنية المجاهد ارسلان (أبا غالب)، تشير مصادر التاريخ أن ذرية شكيب أرسلان هي ابنته الوحيدة الاميرة مي ارسلان، التي تزوجت من زعيم الطائفة الدرزية والوزير اللبناني البارز كمال جنبلاط بعد عامين من وفاة والدها، وانجبت منه ابنهما الوحيد وليد جنبلاط الذي كان البارحة في قصر دمشق يهدي كتاب جده للشرع.

انه استحضار مقصود للتاريخ من أدق حلقاته وتفاصيله، ولطالما كان جنبلاط مهتما بالتاريخ وتفسيراته حد الهوس، وهو امتداد لعائلة عريقة وتاريخية في طائفتها وبلادها.

أما عن المؤلف جده (شكيب ارسلان) وموضوع التأليف (تاريخ ابن خلدون) فهما التاريخ ذاته وصناعة وزعامته ومرجعياته الموثوقة، فهما نسبا امتداد ملوك كندة الذين انطلق حكمهم من حضرموت وصولا إلى الحيرة، ولطالما كان شكيب ارسلان مستحضرا طوال تاريخه النضالي والفكري هذا الامتداد العريق مجاهرا به ومفاخرا بل وساعيا في تحويله إلى مشروع نهوض يمكن من خلاله اعادة صياغة هوية عربية واسلامية سوية، وربما تجلت أبرز اهتماماته من خلال مساهمته الفاعلة في تأسيس (الجمعية القحطانية) في اسطنبول عام 1909م.

نعود إلى اللقاء بين الشرع وجنبلاط، خاطب أحمد الشرع ضيفه البيك وليد كاشفا أن جد أبيه شارك في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي في ثورة سوريا الكبرى إلى جانب قائدها الزعيم الدرزي سلطان باشا الاطرش، والاطرش أيضا هو سليل عائلة ظلت ولازالت تفاخر بانتمائها للنسب اليماني كما هو حال ارسلان وكانت حاضرة بقوة في صراعات اليمانية والقيسية قبل اضطرارهم للانتقال إلى جبل الدروز حفاظا على حقهم في البقاء من محاولات الاستئصال.

أهم ما ختم به الشرع حديثه الذكي مع البيك وليد، وفي سياق تأكيده على ان سوريا الجديدة لن تكون عامل تخريب في لبنان كعهد الاسد، قال بوضوح أن نظام المحاصصة الطائفية هو الذي دمر لبنان وضيّع دولتها الوطنية وحوّلها إلى طوائف ويجب أن لا يستمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق