الشتاء في غزة.. فصل آخر من فصول الموت - جورنالك في السبت 03:52 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشتاء في غزة.. فصل آخر من فصول الموت - جورنالك في السبت 03:52 صباحاً اليوم السبت 28 ديسمبر 2024 03:52 صباحاً

طالت الحرب على غزة، وانضم البرد إلى كتيبة الموت التي تعصف بها، وأخذت ليالي الشتاء تطول على الغزيين، إذ حلّت عليهم كضيف ثقيل، بعضهم يواجهون الشتاء بخيام متهالكة، وكثيرون في أشباه منازل دمرتها الحرب.

تتعالى صيحات الأطفال، وهم يرتجفون من شدة البرد، الذي أخذ ينقض على أجسادهم الغضة، فلا ملابس شتوية ولا أغطية، وكأن أطفال غزة لا تكفيهم الصواريخ والقذائف التي تنهمر عليهم صباح مساء، محولة المئات منهم إلى أشلاء. فخلال الساعات الأخيرة.

وفي ظل موجة البرد بالغة الشدة التي تضرب غزة، قضى ثلاثة أطفال، بعد أن تجمدت الدماء في عروقهم، أصغرهم الطفلة «سيلا»، وهي رضيعة في أيامها الأولى، ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل خيمة في مواصي خان يونس.

تجوّل البرد في خيام النازين، التي تحولت إلى «ثلاجات» تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات المواليد الجدد، فلا أسرّة، ولا تدفئة، ولا ملابس، ولا حليب، مما دأبت الأمهات على توفيره لأطفالهن وهن على وشك الولادة، فكانت روح «سيلا» واثنين من أقرانها ضحية بواكير مربعانية الشتاء الثاني لغزة في ظل الحرب. الفلسطينيون دخلوا عين العاصفة، التي تجتاحهم منذ عام وثلاثة أشه.

وعداد الضحايا يؤشر على أكثر من 45 ألفاً قضوا بنيران الحرب، لكن هذا العدد من الضحايا لم يفلح في دفع مساعي وقف الحرب إلى صدارة أجندة العالم، المنشغل كذلك بملفات وقضايا عدة. آلة القتل أرغت في غزة، التي لم تعد تحتمل كل هذا الخراب والدمار، وبلغت معاناة المواطنين أقصى درجاتها، فالمشهد البائس للنازحين وهم يلهثون خلف تكايا الطعام صادم ومرعب.

وحال الفلسطينيين في خان يونس كالخروج من الرمضاء إلى النار، فلا مناطق آمنة على امتداد قطاع غزة، وبات ما يزيد على مليوني غزي يتمنون شيئاً واحداً فقط، الخلاص من جحيم الحرب. «لسنا بخير.. ويبدو أن أوضاعنا ذاهبة إلى الأسوأ»..

بهذه العبارات لخص ياسر جاد الله ما يجري بمنطقة شرق خان يونس، التي تضم (عبسان، القرارة، الفخاري، وخزاعة)، مبيناً أنها تتعرض على مدار الساعة لقصف مدفعي عنيف، من الدبابات الرابضة على الحدود الشرقية، بما يسيل الكثير من الدماء، ويسقط العشرات من الضحايا، بينما يواجه النازحون الشتاء في خيام استوطنها البرد، وغاب عنها الدفء.

هستيريا

كان المشهد مؤثراً عندما استعرض جاد الله ما حل بعائلته، واغرورقت عيناه، وهو يستذكر الهستيريا بعينها، عندما استهدفت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله، ليفقد أطفاله الأربعة، مبيناً أنه كان يوماً ولا كل الأيام.

وقال لـ«جورنالك الاخباري»: «كانت النوايا الإسرائيلية واضحة، الضغط بالنار لتهجير السكان، وتجلى ذلك من خلال نداءات متكررة لإخلاء المنطقة لـ«دواعٍ إنسانية» كما أوهمونا، لكنها كانت تتدثر بأهداف عسكرية خالصة، وكلها تصب في صالح الجيش الإسرائيلي وإحكام سيطرته».

وعندما تتعزز مثل هذه القناعة لدى جاد الله، فلأنه يدرك مكر النوايا، إذ ملاحقة قوافل النازحين لم تتوقف للحظة، ومراراً تعرضت للقصف، ما أوقعهم في المصيدة، مبيناً أن المواطنين أصبحوا يفضلون البقاء في منازلهم على النزوح وحياة الخيام.

وبرأي أسعد أبو شمالة، يتعمد الجيش الإسرائيلي إبقاء حياة المواطنين في خان يونس في خطر دائم، من خلال القصف اليومي، رغم أن المنطقة لا تصنّف كمناطق عمليات، لكنها في الوقت ذاته لم تدخل في إطار المناطق الإنسانية.

لافتاً إلى أنه لا يوجد موعد للقصف، ما يبقي على حالة الإرباك والترقب والخوف 24 ساعة في اليوم. ويضيف لـ«جورنالك الاخباري»: «لا يمر يوم في بلدة خزاعة دون القصف بالرشاشات الثقيلة ونيران المدفعية، مع التحليق المستمر للطائرات المسيّرة، وغالباً ما يكون القصف عشوائياً.

لكن المواطنين يرفضون النزوح، وأخذوا يتعايشون مع هذا الواقع». ويتمنى أشرف الحلاق قضاء ليلة هادئة بعد ما يربو على 450 ليلة لازمه فيها الخوف والرعب والقلق، وكل ما يطلبه على أعتاب العام الجديد أن يقضي ما تبقى من عمره بأمن وأمان مع عائلته، منوهاً بليالٍ دامية تشهدها المناطق المسماة «آمنة» شرق خان يونس.

وثمة حرب دائرة حالياً، مسرحها شمال غزة، ويتردد صداها شرق خان يونس، ويتابع الغزيون تفاصيل المباحثات الجارية لوقفها، لعلها تحمل لهم انتهاء هذا الكابوس الصعب، لكن في واقع الأمر، فهذه الحرب المدمرة اندلعت شرارتها في 7 أكتوبر العام الماضي، ولا تاريخ معلوم لنهايتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق