كان من المفروض أن يعيش خليجنا عرساً شعبياً قبل أن يكون رياضياً في الكويت ” بلد السلام والمحبة والعقول النيرة ” . لكن وللأسف الشديد ، نكتشف أن لحمتنا التي نفخر ونفاخر بها ، أضعف بكثير مما نرسمه في أذهاننا وعقولنا . فيكفي أن يخرج لاعب أو صحفي أو مقدم برامج بكلام استفزازي ضد أحد المنتخبات ، حتى يضغط الكبير قبل الصغير على زناده كي يرد الصاع صاعين كرد فعل طبيعي ضد ذلك المستفز اللامبالي . فلكل فعل رد فعل قد يفوق الفعل ذاته .

هكذا نحن دائماً في دورات الخليج منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا . وإذا كانت البدايات عبر الإذاعة أو الصحف الورقية ، فاليوم عبر عشرات البرامج التلفزيونية اليومية التي تراهن على استقطاب المزيد من المتابعين حتى لو كان ذلك ضد رسالتهم الإعلامية النقية .

المنتخب العراقي ولاعبوه والشعب العراقي كلهم محل احترام وتقدير . لا نكن لهم إلا كل ما فيه خير وصلاح ومحبة . وأجزم أن غالبية العراقيين يبادلوننا هذا الشعور . ومع كل ذلك ضحكة وتكهم من لاعب عراقي شهير هو الدولي ” يونس محمود ” ضد المنتخب السعودي ، كانت كفيلة لتعكير صفو تلك العلاقات والمشاعر التي تربطنا ببعض . وقد كان بإمكانه إبداء رأيه الفني ولن يغضب منه أحد فهذا حقه ورأيه . لكن مع الأسف وكنتيجة طبيعية تحركت وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة قبل البرامج التلفزيونية السعودية لتفتح النار على اللاعب ” يونس ” . فهو قد مسّ منتخب بلادهم باستهزاء غير مقبول . ثم ماذا بعد !! ، لقد انتقلت تلك ” النقمة ” من الجماهير السعودية للاعبين اثنين من المنتخب السعودي ، فخرج أحدهما بحركات غير مقبولة ولا تمت للأخلاق السعودية بصلة ، كما صرح الثاني بعبارات لا تليق بـ المنتخب السعودي حتى لو كانت ناتجة عن ردة فعل .

لقد تمنيت أن يكون لإدارة المنتخب دور في تهيئة اللاعبين في حالة الفوز أو الخسارة . خاصة وأن المبالغة عند الانتصار لا يأتي إلا من محدثي الفرح . ومنتخبنا وكما هو معلوم تعود على الإنجازات والبطولات والتأهل لكأس العالم . ولهذا كان من العيب أن يتصرف بعض لاعبينا بتلك الطريقة غير المقبولة . ونظل سواء مع العراق أو مع اليمن أو مع دول مجلس التعاون الخليجي ، أخوة تجمعنا المحبة والاحترام .

لعلنا ودورة الخليج في عدها التنازلي ، أن نفتح صفحة للمحبة والاحترام ورفض ما حدث من تجاوزات . فما بيننا أكبر بكثير من منافسة على بطولة لا يعترف بها الاتحاد الدولي حتى يومنا هذا . ولكم تحياتي