"طوفان الأمويّ" والتوقيت الخبيث! - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "طوفان الأمويّ" والتوقيت الخبيث! - جورنالك اليوم الأحد الموافق 29 ديسمبر 2024 07:20 مساءً

"طوفان الأمويّ" على يد "ثوّار الناتو" و"مجاهدي البترو ـ دولار" و"فاتحي الباب العالي" هو أقسى طعنة علنيّة في الظهر تعرّض لها أهالي غزّة وفصائل المقاومة ومعركة "طوفان الأقصى" المباركة!

أخبث ما في "طوفان الأمويّ" هو توقيته: لماذا الآن؟!

إذا كان الخليفة "أردوغان"، وأمير الثوّار والمجاهدين "أبو محمد الجولانيّ" سابقاً "أحمد الشرع حاليّاً"، ورموز ما تُسمّى "الثورة السوريّة"، قد أعدّوا عدّتهم بهذه الطريقة، ويمتلكون كلّ هذه المقوّمات والقدرات التي تؤهّلهم لحسم المسألة والإطاحة بالنظام السوري نهائيّاً".. فلماذا الانتظار؟ ولماذا اختاروا هذا التوقيت تحديداً؟

لماذا لم يقم المجاهدون والثوّار المزعومون بتحرّكم من أجل "حريّة" الشعب السوريّ و"ديمقراطيّته" و"مدنيّته" قبل انطلاق معركة "طوفان الأقصى" المباركة بشهر مثلاً، أو أسبوع، أو بالتزامن معها، أو بعد أسبوع من انطلاقها، أو بعد شهر، أو شهرين، أو مع إعلان الهدنة الأولى؟

أو بما أنّهم قد اختاروا الانتظار والترويّ، فلماذا لم ينتظروا ويتروّوا حتى النهاية، أي لحين انتهاء معركة "طوفان الأقصى" ومعرفة تبعاتها ومآلاتها؟

لماذا انتظر هؤلاء أن يقوم الكيان الصهيو ـ أمريكيّ بالإيغال (420) يوماً في الإبادة الممنهجة، والتدمير والاستنزاف الممنهجين لجبهات غزّة والضفّة ولبنان.. قبل أن يقوموا بـ "زحفهم المبارك" الذين يعلم أي طفل صغير يلهو في الشارع أنّ تأثيره المباشر (بعيداً عن أيّ وعود ورديّة مؤجّلة هي ما تزال مزاعم طيّ الغيب) سيكون قطع طرق الإمداد التي ترفد المقاومة الفلسطينيّة وجبهات إسنادها بمقوّمات الصمود والاستمرار!

لو أنّ هؤلاء الثوّار والمجاهدين والفاتحين المزعومين قد قاموا بتحرّكهم في وقت سابق أو أبكر، لتغيّرت حسابات كثيرة لدى جميع الأطراف، ولوفّر ذلك على أهالي فلسطين ولبنان الكثير من الدم والدمار.

أم أنّ هذا هو المقصود تماماً من "طوفان الأمويّ" في مثل هذا التوقيت: خنق "طوفان الأقصى" وقطع شرايين إمداده وإسناده بعد أن تم استنزافه، ودقّ مسمار في نعش هذه "المغامرة الحالمة" التي أقدم عليها أهل غزّة ومقاومتهم وأنصارهم، وتفتقر إلى حنكة "أردوغان" وقوميّيه الحاقدين الذين يختبئون وراء زبيبة في الجبين وحجاب على الرأس، وحكمة ما تسمّى "السلطة الوطنيّة" وحاضنتها الضفّاويّة الخائفة على وظائفها ورواتبها وامتيازاتها و/أو الحانقة على "وقف حالها" وحرمانها من بركات العمل لدى الكيان أو المتاجرة معه، وبصيرة وبُعْد نظر ما تسمّى "أنظمة الاعتدال العربيّة" الخائفة على كراسيها ومصالحها وأرصدتها في الخارج وشعوبها الخائفة على نمط عيشها الذي تدمنه ولا تريد عنه بديلاً: أكل.. شرب.. نام.. تكاثر.. هتَفَ.. سحَّجَ؟!

لا عجب إذن أنّ "طوفان الأمويّ" قد جاء مباشرة بعد قيام رئيس عصابة الحرب الصهيونيّة "بنيامين نتنياهو" بتوجيه تهديد صريح إلى النظام السوريّ، وبعيد الإعلان رسميّاً عن سريان وقف إطلاق النار جنوب لبنان، أي في توقيت يسمح لجيش الكيان بحريّة التحرّك في الجولان والجنوب السوريّ دون أن يكون مرهوناً لجبهة أخرى.. وهو ما حدث بالفعل!

في المقابل، سيقول البعض أنّ التوقيت الذي اختاره الثوّار والمجاهدون هو قمة الذكاء والدهاء، فعدوّهم الأول هو النظام السوريّ العلويّ المجرم، و"حزب الله" الشيعيّ الرافضيّ المجرم، والإيرانيّون الصفويّون المجرمون.. ولقد اختار الثوّار والمجاهدون (بفضلٍ من الله الذي سخّر لهم أمريكا والناتو والكيان الصهيونيّ ومشيخات الخليج) التوقيت المثاليّ ليضربوا ضربتهم، أي في الوقت الذي كان فيه "محور عدوّهم" في أضعف حالاته.. وهذا بدوره يطرح العديد من التساؤلات:

أولاً، أين هذه الخباثة وتصيّد الفرص و"التُقية" والضرب تحت الحزام من "مرجعيّة الإسلام" و"أخلاق الثورة" التي يدّعيها هؤلاء الفاتحون.. أم أنّ "الحرب خدعة"، وهذه مطاطة نستطيع أن نمطّها ونوسّعها ونكيّفها متى شئنا وكما يحلو لنا تماماً كما نفعل مع دين الله وقرآنه وشرعه؟

ثانيّاً: في ضوء الإبادة الوحشيّة التي يتعرّض لها أهالي غزّة ومخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينيّة، أي الجهادين أولى: نُصرة أهل غزّة و"الدفع" عنهم، أم الإطاحة بالنظام السوريّ؟

ثالثاً: من الفتاوى المُعلّبة الجاهزة التي يتحرّك بها المجاهدون المزعومون أنّ "الرسول قد استعان بكافر على كافر"، ولو تغاضينا عن حكم التكفير الجماعيّ الذي يتضمنه هذا الحكم بحق عشرات الملايين من المسلمين الشيعة وغير الشيعة "مشايلة".. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: على أي أساس تمّ تحديد الطرف الذي سيتم الاستعانة به والطرف الذي سيتم الاستعانة عليه؟!

بمعنى، بدلاً من الاستعانة بأمريكا والناتو والكيان الصهيونيّ ضد النظام السوريّ و"حزب الله" وإيران (والخط الغائم وغير الواضح هنا ما بين الاستعانة والموالاة)، لماذا لم يتم الاستعانة بالنظام السوريّ و"حزب الله" وإيران ضد أمريكا والكيان الصهيونيّ، على الأقل لحين رفع الغُمّة عن أهل غزّة وانتهاء معركة "طوفان الأقصى" (ولن نتمادى في أحلامنا ونقول لحين تحرير فلسطين)؟!

رابعاً، من الفتاوى الجاهزة التي يتحرّك بها المجاهدون المزعومون، مع أنّها ليست فتوى دينيّة أو شرعيّة، أنّ الطريق إلى القدس يبدأ من دمشق أولاً، ومن بغداد أولاً، ومن بيروت، ومن طرابلس الغرب، ومن طهران، ومن كابل، ومن غروزني، ومن مقديشيو، ومن نيروبي، ومن دار السلام، ومن دلتا النيجر.. الخ، ولكنه لا يبدأ أبداً من القدس نفسها أو فلسطين نفسها!

فهل من المُستغرَب إذن أو من قبيل المصادفة أنّ الجهاد المزعوم خلال الخمسين سنة الماضية كان يصبّ دائماً في المصلحة الأمريكيّة والغربيّة (سبحان الله!)، وأنّه لم يُطلق رصاصة واحدة قط ضد الكيان الصهيونيّ؟!

خامساً: ماذا لو قرّر المجاهدون غداً استكمال طريقهم المزعوم نحو القدس عن طريق: عمّان أولاً، القاهرة أولاً، الرياض أولاً، أبو ظبي أولاً، الجزائر أولاً، الرباط أولاً، الدوحة أولاً، اسطنبول أولاً، إسلام أباد أولاً.. الخ، ماذا سيكون موقف هذه العواصم والأنظمة؟

الناس عموماً تحرّكهم عواطفهم ومشاعرهم وأحقادهم وعنصريّاتهم ورغباتهم وأهواؤهم ومصالحهم الماديّة أكثر ممّا يحرّكهم أي شيء آخر، وهم على استعداد في سبيل ذلك لحرف الحقائق أو تحريفها، وليّ عنق العقل والمنطق، والتلاعب بالشرع والشريعة.. كلّ ذلك من أجل الخروج بنتائج وفتاوى وأحكام توافق مواقفهم وانحيازاتهم وتفضيلاتهم ورغباتهم المسبقة والمحدّدة سلفاً.

من هنا نجد مثل تلك المواقف المتناقضة والشاذّة التي لا يرى أصحابها للغرابة موضع ومكمن التناقض والشذوذ فيها: كأن نجد الكثيرين يؤيّدون "طوفان الأقصى" والمقاومة الفلسطينيّة ويقرّون بشرعيتها ولكنّهم في نفس الوقت يناصبون "محور المقاومة" الذي يدعمها ويسندها العداء.. أو أنّهم يرفضون أي تقارب وتصالح مع الشيعيّ والإيرانيّ حتى ولو على أساس المصالح المشتركة، وفي نفس الوقت هم على استعداد للتصالح مع الصهيونيّ والتطبيع معه وتحريف دين الله من أجله باسم "السلام" و"الازدهار" و"الأخوّة الإبراهيميّة"!

خلاصة الكلام: لكلّ شخص حريّة أن يعتنق ما يشاء من معتقدات وأفكار، وأن يتبنّى ما يشاء من مواقف وآراء.. ولكن بالنسبة لمَن يدّعون أنّهم يتّخذون من "الدين" أو "الثورة" أو "الوطنيّة" مرجعيّات لهم، فإنّ "طوفان الأمويّ" بالطريقة التي ابتدأ بها واستمرّ عليها منذ أكثر من (13) سنة، وبتوقيته ومنعطفه الحالي، وبنتائجه ومآلاته التي ابتدأنا بتلمّس آثارها منذ اليوم الأول.. هو لا يمتّ إلى مرجعيّة الدين أو الثورة أو الوطنيّة بصلة أدرك أصحابه ذلك أم لم يدركوا.

وبالنسبة لم يتذرّعون أمام أنفسهم والآخرين بأنّ "الأعمال بالنيّات"، فإنّ الله أعلم بالنوايا، وأعلم بالإخلاص، وهو الذي يحاسب عليهما وبموجبهما، ولكن على هؤلاء أن يحذروا من أنّ إخلاص النيّة قد لا يشفع لصاحبه سوء العمل، خاصة إذا كان هذا السوء في مقابل حقّ واضح وظاهر وبائن بينونة كبرى مثل فلسطين وغزّة و"طوفان الأقصى"!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق