ارتفعت نسب إشغال فنادق دبي إلى أعلى مستوياتها، خلال ليلة رأس السنة الجديدة، نتيجة للنمو الملحوظ في الطلب، وزيادة تدفقات الزوار من مختلف الأسواق العالمية لحضور الفعاليات المتنوعة، التي نظمتها دبي احتفالاً بالعام الجديد، بما في ذلك عروض الألعاب النارية المذهلة، التي شهدتها المدينة.

وقالت مصادر عاملة في القطاع الفندقي لـ«جورنالك الاخباري الاقتصادي»، إن نسب إشغال الغرف الفندقية في دبي تقترب من الـ 100 % في كثير من الفنادق، فيما سجلت أسعار الغرف الفندقية ارتفاعاً بشكل ملحوظ، بالتوازي مع ارتفاع الطلب الذي وصل إلى مستويات قياسية.

وأضافت المصادر أن دبي تشهد نشاطاً سياحياً كبيراً، خلال الفترة الحالية، مشيرين إلى أن تدفقات الزوار تأتي من مختلف الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية لا سيما في ظل الأجواء المثالية، التي تتمتع بها دبي مقارنة بأجواء باردة جداً في العديد من عواصم السياحة العالمية الأوروبية.

وأوضحت المصادر أن ارتفاع الطلب على الغرف الفندقية رافقه ارتفاع في الأسعار، التي تباينت من فندق لآخر تبعاً لموقع الفندق، وفئته، ومستوى الخدمات التي يقدمها، مشيرين إلى أن الفنادق القريبة من مناطق الاحتفالات والفنادق الشاطئية وفنادق مراكز التسوق استحوذت على النسبة الأكبر من الحجوزات.

نشاط سياحي استثنائي

ومن جهته قال حسني عبد الهادي، الرئيس التنفيذي لفنادق «كارلتون»: إن نسب الإشغال في فنادق دبي في طريقها إلى الوصول إلى 100 % في بعض المناطق لا سيما القريبة من مناطق الاحتفالات برأس السنة الجديدة، مشيراً إلى أن هذه الفترة من كل عام تشهد نشاطاً سياحياً استثنائياً ينعكس على مختلف القطاع الاقتصادية في دبي لا سيما قطاعات الفنادق والترفيه والطيران، والتجزئة، والمطاعم، وغيرها.

وأضاف عبد الهادي أن أسعار الغرف الفندقية سجلت ارتفاعات بنسب متفاوتة بالتوازي مع ارتفاع الطلب، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على موقع الفندق ومستوى الخدمات التي يقدمها، وقربه من مناطق الاحتفالات.

وأوضح حسني عبدالهادي أن القطاع الفندقي في دبي يعوّل بشكل عام على فترة الأعياد والعطل لتعزيز الإيرادات، لذلك فهي تحرص على استنفار جميع كوادرها، وتقوم بمنع الإجازات في هذه الفترة، بهدف الاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من النزلاء من خلال طرح العروض الترويجية، التي تستهدف العائلات والأفراد.

وقال إن دبي وجهة سياحية لها جاذبيتها العالمية طوال أشهر السنة، بالنسبة للسياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والمؤتمرات، وهي تستقطب مختلف شرائح الزوار من جميع الأسواق، خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يكون النشاط السياحي خلال ليلة رأس السنة مبشراً بنشاط سياحي قياسي خلال العام المقبل، بدعم من زيادة الأنشطة والفعاليات، وتوسع الناقلات الوطنية.

تدفقات الزوار

ومن جهته قال إيدي طنوس، الرئيس التنفيذي للعمليات في روتانا، إن القطاع الفندقي في الإمارات بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص يشهد طلباً غير مسبوق في ظل زيادة تدفقات الزوار من مختلف الأسواق المحلية والدولية، الأمر الذي انعكس إيجابياً على مستويات الإشغال الفندقي.

وأضاف طنوس: «إن الإمارات تواصل تصدر قائمة الوجهات العالمية المفضلة سواء للسفر بغرض العمل أو الترفيه، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة لتعزيز مكانتها وجهة سياحية رائدة، مشيراً إلى أن الهند، وروسيا، والمملكة المتحدة تمثل أسواقاً رئيسية بعد السوق المحلية، وتسهم في تعزيز نشاط القطاع السياحي والفندقي».

تعزيز الإيرادات

ومن جهته، قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تايم للفنادق»، إن الطلب على السوق الفندقية في دبي وصل إلى مستويات قوية منذ بداية ديسمبر الجاري، مشيراً إلى أن الحجوزات الفندقية في معظم فنادق دبي تقترب من 100%، وتصل خلال ليلة رأس السنة في بعض الفنادق إلى الإشغال الكامل لا سما الفنادق القريبة من مواقع الاحتفالات ومنطقة برج خليفة.

وأضاف أن ارتفاع الطلب على الغرف الفندقية رافقه ارتفاع في الأسعار، وارتفاع في متوسط العائد على الغرفة، الأمر الذي أسهم في تعزيز إيرادات القطاع الفندقي في دبي، مشيراً إلى أن متوسط إشغال الفنادق القريبة من مواقع الاحتفالات برأس السنة الجديدة وصل إلى ذروته والأسعار بلغت أعلى مستوياتها.

وأضاف عوض الله أن الضيوف من السوق المحلي، ومن أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية يستحوذون على النسبة الأكبر من الحجوزات، مشيراً إلى أن جاذبية دبي السياحية عالمياً، ووجهات وخيارات الترفيه المتنوعة التي توفرها، تسهم بشكل أساسي في استقطاب الزوار من جميع الأسواق الدولية.

أجواء مميزة

وقال شريف مدكور، مدير عام فندق ميديا روتانا دبي، إن الأجواء المثالية، التي تتمتع بها دبي والاحتفالات برأس السنة الجديدة تسهمان في زيادة التدفقات السياحية من الخارج، بالإضافة إلى نشاط السياحة الداخلية التي تستحوذ على نسب كبيرة من الإشغال، حيث يفضل الكثير من المواطنين والمقيمين قضاء هذه الإجازة في الدولة.

وأشار مدكور إلى أن ديسمبر هو شهر استثنائي يعكس أجواء الاحتفالات والتجمعات المميزة في الإمارات، وخاصة مع الاستعدادات لاستقبال العام الجديد، مشيراً إلى أن القطاع الفندقي بدبي قام بطرح مجموعة من العروض المتنوعة احتفاء بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، لاستقطاب أكبر عدد من الضيوف والنزلاء والأفواج السياحية، لقضاء أوقات ممتعة، والمشاركة في الاحتفالات، ومشاهدة العروض المتنوعة.

تعزيز الطلب

وقال أيمن عاشور، المدير العام لفندق البندر روتانا، إن دبي تشهد في عطلة نهاية العام انتعاشاً ملحوظاً في قطاع السياحة الداخلية، مما يعكس قوة هذا القطاع في دعم الحركة السياحية في الإمارة. مع استمرار جاذبية دبي وجهة سياحية عالمية تُعد السياحة الداخلية ركيزة أساسية في رفع نسب الإشغال الفندقي، خاصة خلال موسم الأعياد والعطلات.

وتشير التوقعات إلى تسجيل نسب إشغال فندقي عالية تصل إلى 100 % في العديد من المنشآت الفندقية، مدعومة بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة، التي تستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها، وتلعب الفعاليات مثل مهرجانات التسوق، وعروض الألعاب النارية، والحفلات الموسيقية دوراً رئيسياً في جذب العائلات والأفراد لقضاء أوقات ممتعة في دبي.

وأضاف عاشور أن السياحة الداخلية تمثل مصدراً مهماً لتعزيز الطلب على الخدمات الفندقية، خاصة في ظل التحديات العالمية، التي تواجه قطاع السياحة. تسهم هذه الحركة المحلية في دعم الاقتصاد الوطني، وضمان استمرارية عمل المنشآت الفندقية بكفاءة، مما يعزز من تنافسية دبي وجهة سياحية.

وقال عاشور إن فنادق البندر روتانا والبندر أرجان تعتبر من بين المستفيدين الرئيسيين من زخم السياحة الداخلية والفعاليات المتنوعة، التي تنظمها دبي خلال فترة الأعياد. بفضل موقعهما المميز وخدماتهما عالية الجودة استقطبت هذان الفندقان أعداداً كبيرة من النزلاء المحليين والدوليين على حد سواء، كما أن قربهما من أهم معالم دبي ووجهاتها الترفيهية جعلهما الخيار الأول للعديد من العائلات والزوار.