شهدت المنطقة الصناعية في عدرا، الواقعة على بُعد نحو 30 كيلومترًا من العاصمة السورية دمشق، انفجارًا عنيفًا في مستودع للأسلحة، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين. يأتي الحادث في ظل أوضاع متوترة في سوريا عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

ضحايا مدنيون في انفجار غامض

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الانفجار الذي وقع مساء الأحد في عدرا قد يكون ناتجًا عن قصف إسرائيلي استهدف مستودعًا للأسلحة تابعًا لقوات النظام السابقة. وأشار المرصد إلى أن غالبية القتلى من المدنيين، مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ لانتشال مزيد من الضحايا.

على الجانب الآخر، نفى مصدر عسكري إسرائيلي مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن الهجوم، مؤكدًا في تصريح لوكالة فرانس برس: "لا علم لنا بغارات للجيش الإسرائيلي في المنطقة".

روايات متضاربة حول مصدر الانفجار

بينما يرجح المرصد أن الانفجار ناجم عن قصف إسرائيلي، وصف مسؤول محلي الحادث بأنه "انفجار مجهول المصدر"، دون تقديم أي تفاصيل إضافية. وأكد المسؤول أن عمليات الإنقاذ مستمرة في موقع الحادث، وسط أنباء عن وقوع أضرار مادية جسيمة في المنطقة الصناعية.
 

تأتي هذه الروايات المتباينة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الغارات الإسرائيلية على منشآت عسكرية في سوريا، بعد أن أطاحت فصائل مسلحة بنظام الأسد في وقت سابق من هذا الشهر.

المرصد: هجوم إسرائيلي محتمل

صرّح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المستودع المستهدف كان يحتوي على أسلحة وذخائر تابعة للنظام السوري السابق. وأضاف: "الهجوم يحمل بصمات غارة إسرائيلية، لكن حتى الآن لم يتم التأكد من ذلك بشكل قاطع".

الغارات الإسرائيلية بعد سقوط الأسد

منذ سقوط نظام الأسد، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك برغبتها في منع وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي أطراف قد تعتبرها معادية. وأفاد مسؤولون إسرائيليون سابقًا بأن العمليات تهدف إلى "حماية أمن إسرائيل في ظل المتغيرات الجيوسياسية في سوريا".

أوضاع إنسانية متدهورة

تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه سوريا من أزمات إنسانية متفاقمة، حيث تشهد البلاد حالة من الفوضى الأمنية في عدة مناطق. وتطالب منظمات حقوقية ودولية بضرورة وضع حد للعمليات العسكرية المتكررة التي تزيد من معاناة المدنيين.

يثير الانفجار في عدرا مخاوف بشأن احتمالية تصعيد التوترات بين إسرائيل والفصائل المسلحة المسيطرة على سوريا حاليًا. ومع غياب تحقيق دولي يوضح ملابسات الحادث، تظل التكهنات قائمة حول الجهة المسؤولة عن الانفجار والأهداف التي كانت مستهدفة.