حثّ المستشار الألماني، أولاف شولتس، الناخبين على عدم السماح لمالكي مواقع التواصل الاجتماعي بتحديد نتيجة الانتخابات المبكرة المقررة في 23 فبراير المقبل، وذلك بعد أن أيد مالك منصة «إكس»، الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مراراً وتكراراً «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

وأكد شولتس، في خطابه بمناسبة العام الجديد، أن المواطنين الألمان وحدهم لديهم السلطة ليقرروا «أين ستذهب ألمانيا من هنا» بعد الانتخابات العامة، مضيفاً: «لن يتم تحديد نتائج الانتخابات عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي».

ودعا شولتس الألمان، من دون ذكر اسم ماسك أو منصة «إكس»، إلى مقاومة التلاعب، ودعم النظام الديمقراطي في بلادهم.

وقال: «من المعتاد أن نعرب عن أمنياتنا في ليلة رأس السنة الجديدة، وما أتمناه هو ألا نسمح لأنفسنا بأن يستغل بعضنا بعضاً».

وأشار إلى أنه كان هناك ارتفاع في مستوى المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد هجوم «سوق الكريسماس» في مدينة ماغديبورغ في 20 من ديسمبر الماضي، الذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح نحو 200 آخرين.

وأضاف: «لقد تم الإصغاء إلى عدد كبير من الشائعات والتخمينات، وهذه الأشياء يمكن أن تفرقنا وتضعفنا، وهو ليس بالأمر الجيد لبلدنا».

حرية الرأي

واتهمت المتحدثة باسم شولتس، كريستيان هوفمان، ماسك بأنه يحاول التدخل في الانتخابات الوطنية بسلسلة من الإعلانات التي يدعم بها «حزب البديل من أجل ألمانيا»، المعروف بمعاداته للمسلمين والمهاجرين.

وقالت هوفمان في مؤتمر صحافي: «يحاول إيلون ماسك التأثير في الانتخابات الفيدرالية»، مضيفة: «نعم لدى ماسك الحق في التعبير الحر، لكن حرية الرأي تشمل الكثير من الكلام الفارغ».

ولطالما أطلق ماسك تعليقات حول السياسة الألمانية، حتى أنه وصف شولتس بـ«الأحمق» على منصة «إكس»، في تدوينة نشرها الشهر الماضي، لكن آخر دعواته الصريحة في ما يتعلق بالانتخابات الألمانية كانت تدعم «حزب البديل من أجل ألمانيا»، الذي تدور حوله شكوك بالتطرف من قبل السلطات الفيدرالية الألمانية.

وفي منشور ماسك ذاته، شارك الملياردير الأميركي فيديو للمؤثرة الألمانية اليمينية، نعومي سيبت، التي انتقدت المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الألمانية، فريدريش ميرتس، كما أثنت على الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي.

تدخل غير لائق

وكان ماسك، قال في افتتاحية لصحيفة «فيلت» الألمانية الواسعة الانتشار، إن الاقتصاد الألماني على حافة الانهيار، مدافعاً في الوقت نفسه عن البرنامج الاقتصادي لـ«حزب البديل من أجل المانيا»، بما فيه سياسته الضريبية.

وبعد نشر الافتتاحية، قالت محررة قسم الرأي في الصحيفة، إيفا ماري كوغل، على موقع «إكس»، إنها قدمت استقالتها احتجاجاً على مقال ماسك.

وانتقد السياسيون الألمان، على مختلف توجهاتهم، إيلون ماسك، لمحاولاته التدخل في «الديمقراطية الألمانية»، حيث قال وزير الصحة، كارل لوترباخ، من حزب شولتس، وهو «الحزب الاجتماعي الديمقراطي»، واصفاً تدخل ماسك بأنه «غير لائق، ومثير للمشكلات للغاية»، في حين وصفه ميرتس بأنه «تطفلي ومتغطرس».

وقال ميرتس لمجموعة «فانكي» الإعلامية: «لا يمكنني أن أتذكر في تاريخ الديمقراطيات الغربية حالة مشابهة لهذا التدخل في الحملة الانتخابية لدولة صديقة».

ويعمل أعضاء «حزب البديل من أجل ألمانيا» منذ أشهر على تحقيق تقدم مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سعياً للمساعدة في حملة الحزب الانتخابية. وكانت الزعيمة المشاركة للحزب أليس فايدل، واحدة من أوائل السياسيين الأجانب الذين رحّبوا بفوز ترامب.

انهيار ائتلاف شولتس

واحتل «حزب البديل من أجل ألمانيا» المرتبة الثانية في أحد استطلاعات الرأي بنسبة نحو 19%، يتقدمه «الحزب الديمقراطي المسيحي»، و«حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي» في بافاريا بنسبة 31% لكل منهما.

وقد يؤدي الوضع القوي للحزب إلى تعقيد عملية بناء ائتلاف، ما يتطلب من الفائز في الانتخابات أن يسعى إلى الحصول على شريكين لبناء أغلبية حاكمة. وقد استبعدت جميع الأحزاب الرئيسة التعاون مع «حزب البديل من أجل ألمانيا» على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي.

وكان ائتلاف شولتس، المعروف بـ«يسار الوسط»، انهار الشهر الماضي، ما دفع إلى التصويت على حجب الثقة عن حكومة شولتس، وحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة في فبراير المقبل، أي قبل سبعة أشهر مما هو محدد. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخسر حزب شولتس «الديمقراطي الاجتماعي» أمام كتلة ميرتس من حزبي «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، وسط غضب الناخبين إزاء تكاليف المعيشة، وتراجع النمو الاقتصادي. عن «الغارديان»

. ماسك نشر العديد من التعليقات حول السياسة الألمانية حتى أنه وصف شولتس بـ«الأحمق» على منصة «إكس».