نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 10 ملاحظات على Squid game 2 … كيف سلط الضوء على تلاعب السلطة بـ الأفراد؟ - جورنالك ليوم الخميس 2 يناير 2025 11:19 صباحاً
بعد انتظار الجَمهور لـ 3 سنوات أطلقت منصة "نتفليكس" أخيرًا الموسم الثاني من المسلسل الكوري Squid game، ليحقق ما يقرب من 68 مليون مشاهدة خلال أول أربع أيام فقط منذ بداية عرضه، فاحتل المسلسل المرتبة السابعة في قائمة المسلسلات الغير انجليزية الأكثر شعبية، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول، والنجاح الذي يحققه الموسم الثاني حاليًا، إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي وجهها الجمهور حول العالم لـ الموسم الثاني من المسلسل، مشيرين لضعف أحداثه وتفوق الموسم الأول عليه؛ لذا عزيزي القارئ دعنا نأخذك في رحلة للتعرف على نقاط القوة والضعف في هذا الموسم، وهل يستحق الثناء أم الانتقادات؟ .
ملاحظات على Squid game
دعونا نبدأ بتغيير شخصية البطل "سيونج جي"، فمن بداية الحلقة الأولى في الموسم الثاني والذي رصدها موقع تحيا مصر، يمكننا ملاحظة كيف تغيرت الشخصية بوضوح، فتحول البطل من رجل ساذج يسعى لكسب الأموال لسد ديونه، لـ "رجل" جاد ملئ بالأحزان بعد فقدانه لأصدقائه في اللعبة وشعور بالمسؤولية تجاه ضحايا اللعبة؛ ليقرر فورًا السعي للانتقام لهم وجعل الأموال التي حصدها من اللعبة في الموسم الأول وسيلة للقضاء على قائد اللعبة وإنهاء تلك اللعبة التي تستدرج المحطمين من الحياة لـ الأمل الأخير كقشة النجاة لهم.
أما عن ألعاب الموسم الأول والموسم الثاني، ففي حالة أمعنا النظر لـ ألعاب الموسم الأول فسنجد أنها كانت تمتاز بالإثارة وتحبس الأنفاس لتتطلع لمن هو الفائز إلا أن أغلبها كان يعتمد على الحظ والفردية في تحقيق الانتصار باستثناء لُعْبَة واحدة، أما ألعاب الموسم الثاني فكانت تعتمد على عمل الجماعة وكذلك المجهود والامتياز والتعاون مثلما حدث في اللعبة الثانية والثالثة، وهو ما يعطي إشارة لرغبة قائد اللعبة في تغيير مجرى الأحداث وإعطاء الأكثر مهارة الفرصة في الفوز، وهو ما جعل المشاهدين يشعرون بالملل من بعض الألعاب على عكس الموسم الأول.
نقاط القوة في الموسم الثالث لمسلسل Squid game
أما النقطة الأقوى في هذا الموسم، هو تسليط الضوء على قضية حرية الاختيار والتضحية بالنفس من أجل الجشع، فخلال الموسم الماضي رأينا أن التصويت على إنهاء اللعبة يتم عقده لمرة واحدة واختار الأفراد المغادرة ثم العودة من جديد، أما هذا الموسم فكان التركيز الأكبر على التصوير لمرتين، إلا أن المفاجأة كانت باختيار اللاعبين البقاء والتضحية بأنفسهم من أجل الجشع والرغبة في زيادة الأموال وحصدها بموت المزيد من اللاعبين، حتى لو تطلبت اللعبة حياتهم أيضًا، فكانت تلك الفكرة إشارة واضحة لكيفية تلاعب السلطة المٌتمثلة في "قائد اللعبة" بـ "المشتركين"، وإعطائهم حرية الاختيار وفي ذات الوقت وضعهم تحت مغرَيات تجعلهم ينحازون للاختيار الأصعب وهو إكمال اللعبة حتى لو دفعوا حياتهم ثمنًا لذلك.
ولم تكن قضية حرية الاختيار وتلاعب السلطة بالأفراد هي القضية الوحيدة التي يريد Squid game التطرق لها في الموسم الثاني، ولكن تم التطرق أيضًا لكيفية استغلال ضحايا اللعبة من قبل الجنود فيها، واستخراج أعضائهم من أجل بيعها والاتجار بها، ليضيف خط جديد موازي يتحدث عن كيفية استغلال الأغنياء وأيضًا أصحاب النفوس الجشعة من أجل الاتجار بالبشر، سواء باللعب على أمنياتهم واستدراجهم لممارسة اللعبة والترفيه عن كبار الشخصيات، أو استخراج أعضاءهم والاتجار بها.
وعلى عكس الموسم الأول أيضًا، اعتمد الموسم الثاني على زيادة مساحة "قائد اللعبة" أو ما يسمى بـ "المقنع الأسود"، لتتعرف على طريقة تفكيره بوضوح، من خلال حواره مع "البطل" وتأكيده أن اللعبة لا يمكن أن تنتهي بقرار من البطل بل بقرار من اللاعبين، فتلك اللعبة ستسمر بسبب المجتمع ولا يمكن ايقافها إلا بتغيير المجتمع الذي يمتاز بطبقات متعددة، ومنهم كبار الشخصيات الذين يستغلون الفقراء كأداة للتسلية بالنسبة لهم، بل يرون في اللعبة فرصة يمنحوها للفائز من أجل بَدْء حياة جديدة، في إشارة واضحة للطبقية والرأسمالية التي يعيش فيها المجتمع ويعاني بسببها الفقراء.
وبالتطرق للمنافسين في اللعبة، فسنجد أن الموسم الثاني سعى لإدخال شخصيات جديدة لها أهداف مختلفة عن شخصيات الموسم الأول، فنجد "الأب" الذي يسعى لكسب الأموال من أجل علاج ابنته من السرطان، بالإضافة لوجود شخصية "ترانس" أو المتحولة جنسيًا، فعلى الرغم من الهجوم والانتقادات التي وجهها الجمهور للمنصة بسبب تلك الشخصية، إلا أن المقصد من وضعها هو الإشارة لعدم التسرع في إصدار الأحكام بناءً على صورة نمطية، فنجد أن تلك المتسابقة كانت الأقوى فيهم وأيضًا سعت لمساعدة من حولها على الرغم من سخرية البعض منها في بداية اللعبة.
انتقادات للموسم الثالث في Squid game
أما النقطة الأخيرة التي حظيت بانتقادات من الجمهور في الموسم الثاني، هو عدم إكمال الموسم وإيقافه عند الحلقة السابعة، وترحيل الحلقات الباقية في موسم ثالث يتم طرحه خلال عام 2025، وهو ما جعل الجمهور يشعر بأن القصة لم تكتمل خاصة مع استمرار اللعبة وعدم إنهاءها، على عكس ما حدث في الموسم الأول وإنهاءه بالكامل من خلال انتهاء اللعبة وفوز البطل الأول، وبدء الموسم الثاني بشخصيات وأحداث جديدة.
مجملاً عزيزي القارئ في حالة كنت من محبين الدراما والواقعية فسوف تميل للموسم الثاني من Squid game، بل ستراه أقوى من الموسم الأول، خاصة إنه يعتمد على الإشارات الخفية عن السلطة والتلاعب بالأفراد من خلال التصويت على اللعبة واستغلال الفقراء في ظل سيادة الرأسمالية، بالإضافة لزيادة لتطور الشخصيات وزيادة مساحة الدراما والتعرف عليهم عن قرب مثلما حدث مع "قائد اللعبة" الذي كشف عن الوجه الآخر له، وهو مرض زوجته ووفاة طفلته أيضًا واتهامه بالرشوة؛ ليغير ذلك مصيرة ويصبح فجأة "قائد اللعبة".
أما إذا كنت من محبين الإثارة والاستمتاع بـ سير أحداث الألعاب ومشاهدة الفائزين، فبالتأكيد ستميل للموسم الأول بسبب اتقان صنع الألعاب بشكل يعتمد على الحظ، وهو الذي يجعل الجمهور في حالة حماس، لكن في الحالتين لن تستطيع عزيزي القارئ إصدار حكم كامل على الموسم الثاني إلا بإصدار الموسم الثالث الذي يكمل باقي الحلقات، وتتعرف من خلاله على نهاية اللعبة، ليبقى السؤال هنا هل سيستطيع مسلسل "لعبة الحبار" الحفاظ على النجاح ذاته في الموسم الثالث أم سيهوى بعد انتقادات الموسم الثاني؟ .
0 تعليق