تعرض رجل بريطاني يبلغ من العمر 32 عاماً لإصابة خطيرة بعدوى دموية مميتة ناجمة عن العفن الأسود، الذي كان يغطي جدران شقته. ماثيو لانغسورث، من ليمينغتون سبا، وارويكشاير، عاش لمدة عشر سنوات في منزل تعاني جدرانه من الفطريات، وسط تجاهل من مالك العقار الذي قام بتغطية العفن بالطلاء بدلاً من معالجته.

وأصيب لانغسورث بحالة طبية خطيرة تُعرف باسم "داء الرشاشيات الغازية"، وهي عدوى فطرية تبدأ في الرئتين وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، لدرجة أنه بالكاد يستطيع المشي، وانتهى به الأمر بفقدان إحدى رئتيه بسبب الالتهاب الرئوي، مما أدى لاحقاً إلى إصابته بصدمة إنتانية مميتة.

مخاوف متزايدة بشأن العفن المنزلي
أوضح لانغسورث أن الأطباء أكدوا أن تعرضه المستمر للعفن هو السبب وراء مشاكله الصحية، حيث انتشرت العدوى حتى وصلت إلى أمعائه. ورغم محاولات مزود الإسكان الاجتماعي "Stonewater" لإصلاح الأضرار، إلا أن عمليات التفتيش كشفت استمرار وجود العفن في أماكن متعددة بالشقة، مما جعل الظروف المعيشية خطيرة للغاية.

قال لانغسورث إن محنته مع العفن دمرت حياته على كل المستويات. فبعد أن كان يمارس الرياضة بانتظام ويتمتع بنمط حياة نشط، أصبح الآن غير قادر حتى على السير لمسافات قصيرة دون انقطاع. ووصف تجربته بأنها "جحيم على الأرض"، قائلاً إنها أثرت عليه جسدياً ونفسياً ومالياً.

تشير الإحصائيات إلى أن العفن المنزلي مسؤول عن حوالي 5000 حالة ربو و8500 مرض تنفسي جديد سنوياً في إنجلترا. ويحذر الخبراء من أن التعرض للعفن يمكن أن يسبب التهابات الجهاز التنفسي، الحساسية، وحتى أمراضاً مميتة مثل داء الرشاشيات. ومن العلامات التي تدل على تأثر الأشخاص بالعفن المنزلي السعال المستمر، الصفير، وضيق التنفس، مما يستدعي اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لضمان صحة الأفراد وسلامتهم.