استُشهد 11 فلسطينيًّا، وأُصيب العشرات بجروح مختلفة، في قصف إسرائيلي أمس، على منزل بحي الشجاعيَّة شرق مدينة غزَّة.وأوضحت مصادر طبيَّة فلسطينيَّة، أنَّ الشهداء من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال في مجزرة مروِّعة ارتكبتها قوات الاحتلال بقصفها منزلًا في حي الشجاعيَّة.

واستُشهد ثلاثة فلسطينيِّين، وأُصيب عددٌ آخر بجروح مختلفة، في غارة إسرائيليَّة، استهدفت منزلًا في حي الصَّحابة بمدينة غزَّة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في القطاع منذ فجر أمس إلى 11 شهيدًا وعشرات المصابين.

وأفادت مصادر طبيَّة فلسطينيَّة، باستشهاد فلسطيني وزوجته وجنينها في قصف إسرائيلي على منزلهم.

وتواصل قوات الاحتلال القصف المدفعي والجوي المكثَّف على مخيمَي البريج والنصيرات، ممَّا أدَّى إلى إصابة عددٍ من الفلسطينيِّين، كما قصفت الزَّوارق الحربيَّة الإسرائيليَّة شواطئ مدينة غزَّة.

بدورها، نشرت وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة التَّابعة لـ«حماس» أمس، التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جرَّاء القصف الإسرائيلي المستمر لليوم الـ456 على قطاع غزَّة.

وقالت الوزارة -في بيان صحافي- أمس: «ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزَّة، ووصل منها للمستشفيات 59 شهيدًا، و273 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية».

ولفتت إلى أنَّه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنَّ حصيلة القتلى ارتفعت إلى 45717، إضافة إلى 108856 إصابة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

إلى ذلك، وفي المقابل، ذكر موقع «أكسيوس» الإخباري، أنَّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أخطرت الكونجرس بصفقة أسلحة محتملة مع إسرائيل قيمتها ثمانية مليارات دولار، تشمل ذخائر لطائرات مقاتلة، وطائرات هليكوبتر هجوميَّة.

وذكر التقرير أنَّ الصفقة ستحتاج إلى موافقة لجان في مجلسي النواب والشيوخ، وتشمل قذائف مدفعيَّة وصواريخ جو- جو للطائرات المقاتلة للدفاع ضد تهديدات مثل الطائرات المسيَّرة.

وعلى صعيد المفاوضات، أكَّدت حركة حماس استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بشأن الهدنة في غزَّة بقطر. فيما شدَّد القيادي في الحركة باسم نعيم على جدِّيتها في التوصل لاتفاق في أقرب فرصة.

من جهته، شدَّد القيادي في حماس باسم نعيم على جديَّة الحركة في التوصل لاتفاق في أقرب فرصة.

وأوضحت حماس «ستركز هذه الجولة على أنْ يؤدِّي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزَّة وتفاصيل التنفيذ، وعودة النَّازحين إلى بيوتهم التي أُخرجوا منها في كل مناطق القطاع».

وتتوسَّط قطر ومصر والولايات المتَّحدة منذ أشهر في محادثات بين إسرائيل وحماس، لم تؤدِّ إلى إنهاء أكثر من عام من النِّزاع المدمِّر في غزَّة.

والعقبة الرئيسة أمام التوصل إلى اتفاق هي إحجام إسرائيل عن الموافقة على وقف إطلاق نار دائم.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، إنَّه سمح للمفاوضين الإسرائيليين بمواصلة المحادثات في الدوحة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اجتماعًا برئاسة الجزائر لمناقشة الاعتداءات الإسرائيليَّة على المنشآت الصحيَّة في قطاع غزَّة، بمشاركة مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، وممثِّل منظمة الصحَّة العالميَّة ريك بيبركورن، والطبيبة تانيا حاج حسن من جمعيَّة العون الطبي للفلسطينيين.

وأكد مفوَّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنَّ هجمات الاحتلال الإسرائيلي على المنشآت الصحيَّة في غزَّة تمثِّل كارثة حقوقيَّة مستمرة، مشيرًا إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد واسع النطاق؛ ممَّا يثير مخاوف جدية بشأن الامتثال للقانون الدولي. وأوضح تورك أنَّ الهجمات على المستشفيات في غزَّة تشمل الغارات الجويَّة، والاقتحامات البريَّة، واحتجاز المرضى والموظَّفين، مشددًا على أنَّ استهداف المنشآت الصحيَّة عمدًا يشكِّل جريمة حرب.

من جانبه، أبان ممثِّل منظَّمة الصحَّة العالميَّة أنَّ 7% من سكان غزَّة قُتلوا أو أُصيبوا منذ أكتوبر 2023، مع وجود 16 مستشفى فقط تعمل جزئيًّا بقدرة سريريَّة محدودة، بينما يحتاج أكثر من 12 ألف شخص إلى إجلاء طبي عاجل، وأنَّ العراقيل المستمرة أمام دخول الإمدادات تؤثِّر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الصحيَّة.

وشدَّد المشاركون في الاجتماع على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلَّة وشفَّافة في الهجمات على المنشآت الصحيَّة وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المستشفيات والعاملين الصحيين، مؤكدين أهميَّة وقف إطلاق النار، وتحسين الوصول الإنساني إلى قطاع غزَّة.

بدورها، أعربت المنظَّمة الدوليَّة للهجرة عن قلقها البالغ إزاء تأثير الأمطار الشتويَّة ودرجات الحرارة المتجمِّدة على النازحين الفلسطينيِّين في غزَّة، محذرةً من تفاقم الكارثة الإنسانيَّة غير المسبوقة في القطاع.

وقالت المديرة العامَّة للمنظَّمة إيمي بوب: «إنَّ الظروف القاسية أسفرت عن وفاة سبعة أطفال رضع -على الأقل- بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، مضيفةً إنَّ هذه الوفيات المأساويَّة تؤكِّد الحاجة الملحَّة إلى وصول المساعدات الإنسانيَّة بشكل فوري».

وأوضحت المنظَّمة أنَّ الأمطار الغزيرة والفيضانات دمَّرت مواقع النزوح والملاجئ المؤقَّتة، ممَّا جعل آلاف الأسر تواجه ظروفًا قاسيةً، بينما يعوق الحصار إيصال المساعدات.

ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانيَّة، لم يتلق سوى 285 ألف شخص دعم المأوى منذ سبتمبر الماضي، فيما لا يزال 945 ألفًا بحاجة ماسَّة إلى مساعدات شتويَّة.

وفي سياق متَّصل، حذَّر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، من أنَّ انهيار عمليات الأونروا نتيجة التشريعات الإسرائيليَّة المقترحة سيزيد من معاناة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنَّ الأونروا كانت شريان حياة لملايين الفلسطينيِّين، ووفَّرت الخدمات الأساسيَّة بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.

وأضاف المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إنَّ تشريع الاحتلال الإسرائيلي المتوقع دخوله حيز التنفيذ خلال أسابيع، يهدف إلى محو التاريخ والهوية الفلسطينيَّة، مؤكِّدًا أنَّ الأونروا ملتزمة بالبقاء، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لدعم اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم.