نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «الرمس».. عبق الماضي وكنوز الثقافة - جورنالك في الأحد 05:12 صباحاً اليوم الأحد 5 يناير 2025 05:12 صباحاً
تتألق منطقة الرمس التاريخية في رأس الخيمة كواحدة من أبرز معالم التراث الإماراتي، حيث تعكس عبق الزمن وثراء الحضارة، وتحمل المنطقة في طياتها صدى الخطوات الماضية، بينما تراقص أشعة الشمس جدران البيوت الطينية، محملة بالذكريات.
إن الرمس ليست مجرد مكان، بل هي تجربة حقيقية تتجاوز حدود الزمن، حيث تحاكي الذاكرة الجماعية، وتربط الماضي بالحاضر.
في كل زاوية يجد الزائر للمنطقة دعوة لاستكشاف كنوز الثقافة الإماراتية، مما يجعلها وجهة مثالية لكل من يسعى للتواصل مع روح الماضي، «فإذا كان العالم من فضة فالرمس من ذهب».
ويقول الأديب والشاعر عبدالله محمد السبب أحد أبناء منطقة الرمس ومبدعيها: «إذا كان العالم من فضة فالرمس من ذهب»، لذا؛ حتى نتحدث عن الأهمية التاريخية للرمس لا بد لنا من معرفة سبب التسمية، حيث هناك قولان في ذلك؛ أحدهما يتعلق بالفعل اليومي لرجال المنطقة، والآخر معني بالذاكرة التاريخية والجغرافية بما دار على مسرحها من أحداث على مر التاريخ، أما من حيث اللغة فإن أهالي «الرمس» قديماً كانوا يقيمون في «جزيرة الحليلة» المقابلة للرمس، فيما كان صيادو المنطقة «يَترمَّسُونَ» مع بعضهم بعضاً في الموقع المقابل مباشرة للجزيرة، أي يتجاذبون أطراف الحديث بصوت خفيف قبل ذهابهم إلى البحر، ليكون موقع اللقاء «مَرْمَساً» لهم، لذلك جاءت التسمية «الرمس» من «الرَّمْسِة».
وعن أهم المعالم التاريخية والاجتماعية، التي تزهو بها منطقة الرمس، وتفخر بحضورها العبق يقول السبب: «تتميز الرمس بالعديد المعالم الخالدة، وأهمها قلعة «ضاية»، «برج الرمس»، «مربّعة الرمس»، وهي برج مربع الشكل، إضافة إلى «القارة» أو «قورة الدم»، وهي كتلة صخرية كبيرة تقع في مدخل الرمس، وتدور حولها حكايات عديدة، وكذلك نادي الرمس الرياضي الثقافي، وجمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف، وميدان الاتحاد المعني بإقامة الفعاليات الوطنية والاجتماعية، وغيرها.
مدينة الإبداع
وعن الحراك الثقافي والإبداعي في منطقة الرمس يقول السبب: «الرمس» منطقة ولّادة للشعراء والأدباء والفنانين والتراثيين ممن أثروا المشهد الثقافي الإماراتي، وأسهموا في النهضة الثقافية الإماراتية، وشاركوا في العديد من الفعاليات الوطنية، والأمسيات الثقافية، ولهم بصماتهم في كل ميدان، ولهم إسهاماتهم في العديد من الجمعيات ذات النفع العام الثقافي والتراثي، وهم موجودون في الحقل الإبداعي المنوّع، وأصحاب مؤلفات في مختلف الحقول الأدبية والبحثية والثقافية.
شعبية الاتحاد
وحول أهم المحطات العالقة بذاكرته عن منطقة الرمس يقول السبب: «تربطني بنادي الرمس الرياضي الثقافي علاقة متشعبة، وذات أبعاد نفسية رياضية وثقافية، ففي بادئ الأمر كنت متابعاً لأنشطته الكروية كواحد من المشجعين الصغار، بحكم أن ملعب كرة القدم كان قريباً من مسكننا، ومن ثم التحقت بركب صغار لاعبي كرة القدم، بعد وفاة أمي في عام 1977م، ومن ثم وفاة جدي في عام 1978م، إلا أنني لم ألبث طويلاً في المستطيل الكروي، بسبب تأخرهم في تسليمي الحذاء على عكس أقراني، الذين تسلموا أحذية فور انضمامهم، مما جعلني أنصرف عن كرة القدم إلى الكرة الطائرة التحاقاً بشقيقي عبدالرحمن وعلي، لأحقق انتصارات مع الفريق في المرحلة السنية، التي كنت بها مستفيداً من وجودي ضمن الفريق المدرسي بمدرسة الرمس، التي حققت معها بطولات رياضية في الطائرة على مستوى منطقة رأس الخيمة التعليمية، لكن نمو علاقتي بالقلم جعلتني أنصرف عن الحقل الرياضي والاتجاه إلى الحقل الثقافي، مشاركاً في اللجنة الثقافية لنادي الرمس عضواً فيها لمواسم عدة، لأتسلم فيما بعد زمام اللجنة الثقافية في عام 2002م ورئيساً لنشرته الاجتماعية الثقافية (الراصد)».
وفى محور الذكريات عن هذه المدينة الشامخة بأبنائها والزاهية بتاريخها العريق يقول الشاعر أحمد العسم المحب لمنطقة الرمس: «الذكريات كالحب العميق الذي لا يمكن أن تنساه، وذكرياتي في هذه المنطقة كانت فقط مع صديقي الأديب عبدالله السبب، التي تمتد طويلاً، حيث كنا نؤسس مجموعة خاصة تمثل هويتنا الكتابية واتجاهاتنا مع رفاق من جميع أنحاء إمارة رأس الخيمة في دارة «مقهى الصمت»، حينها كنت متحمساً وما زلت، لأنها تربطني بعائلة أمي، رحمها الله، ولها نوافذ يدخلها الحب بسلام، في مدينة الرمس المدينة المختلفة بكل تضاريسها، وكل ما يدفعك للكتابة والحياة والتنوع الجميل في ما يبقى دائماً داخلك».
وأشار العسم إلى أنه كتب نصاً مغزولاً بالحنين لأمه الراحلة تحت عنوان «لم يا أمي تحبين الرمس».
0 تعليق