في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إحياء طموحات توسعية تبدو مستوحاة من ماضي الولايات المتحدة، بخطاب حافل بالوعود المثيرة، طرح ترامب خططًا تشمل تحويل كندا إلى "الولاية رقم 51"، وشراء جزيرة غرينلاند، وحتى استعادة السيطرة على قناة بنما.

يرى الخبراء أن رؤية ترامب تتشابه مع ما كان يُعرف بـ"النسر المنتشر" في القرن التاسع عشر، وهي أيديولوجية توسعية هدفت إلى نشر النمط الأمريكي للحكم في العالم، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

يقول البروفيسور شون آدامز، أستاذ التاريخ بجامعة فلوريدا، إن هذه الأفكار تستلهم نهج الرئيس أندرو جاكسون، أحد الشخصيات السياسية المفضلة لدى ترامب.

كندا

ترامب لم يتردد في وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"الحاكم"، مقترحًا أن يؤدي انضمام كندا إلى الولايات المتحدة إلى تخفيض ضرائبها بنسبة 60% وتحقيق ازدهار اقتصادي، تصريحات قوبلت بسخرية دبلوماسية من الجانب الكندي لكنها أثارت قلق المراقبين حول مدى جدية هذه الرؤية.

غرينلاند

لم تكن فكرة شراء جرينلاند جديدة بالنسبة لترامب، الذي عبّر عنها خلال ولايته الأولى. لكن رفض الدنمارك الحازم أعاد فتح الجدل حول واقعية هذه الطموحات.

قناة بنما

أما قناة بنما، فقد أشار ترامب إلى إمكانية استعادتها، معتبرًا أن السيطرة على هذا الممر الحيوي ستكون "ضرورة اقتصادية"، رد الرئيس البنمي على هذه التصريحات مؤكداً أن القناة ستبقى تحت السيادة البنمية.

التوترات التجارية

بجانب طموحاته التوسعية، وعد ترامب بفرض تعريفات جمركية قاسية على كل من كندا والمكسيك، مطالبًا إياهما بمراقبة حدودها بشكل أفضل لمنع تدفق المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة، كما صعّد خطابه تجاه الصين، مهددًا بزيادة الرسوم الجمركية.

يقول البروفيسور دانييل إيمروار، أستاذ الإمبريالية في جامعة نورث وسترن، إن ترامب قد يتبنى شكلاً أقدم من القوة الأمريكية يعيد إلى الأذهان سياسات الرئيس تيودور روزفلت.

ورغم الجدل، يرى أن العالم قد يشهد تحولاً جذريًا في العلاقة بين الولايات المتحدة وجيرانها إذا نفذ ترامب هذه الرؤى.

استعراض قوة

بين تصريحات مثيرة وردود فعل دولية حذرة، يبدو أن ترامب يراهن على تغيير قواعد اللعبة في السياسة العالمية. لكن السؤال يبقى: هل هذه الخطط جزء من استراتيجية متماسكة أم أنها مجرد استعراض قوة ضمن حملة لإعادة انتخابه؟