دبي نجحت في دمج التكنولوجيا في استراتيجيتها السياحية متبنية مبادرات المدينة الذكية

خطط مطار آل مكتوم تعزز بشكل كبير قدرة دبي السياحية

أكدت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة، أن الاستراتيجيات الاستباقية للقيادة الحكيمة تمثل أحد أهم العوامل الحاسمة في تعزيز مكانة دبي السياحية، إضافة إلى عوامل أخرى، تتمثل في تطور البنية التحتية وقوة الاتصال العالمي وسياسات التأشيرات المرنة، مشيرة إلى أن السياحة في دبي تعد نموذجاً للفخامة والابتكار.

وقالت سيمبسون في تصريحات خاصة لـ«جورنالك الاخباري»: إن هناك العديد من الدول يمكن أن تستفيد من تبني نموذج دبي في تطوير قطاعها السياحي عبر الاستثمار في البنية التحتية وتبني نهج الابتكار والمعايير السياحة العالمية، رغم أن تكرار نجاح دبي في دول أخرى قد يواجه تحديات كبيرة.

وأضافت أن دبي نجحت في دمج التكنولوجيا بشكل فعال في استراتيجيتها السياحية، حيث تتبنى الإمارة مبادرات المدينة الذكية، والخدمات الرقمية السلسة، والتخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الزوار، الأمر الذي يسهم في تسهيل حركة التنقل والوصول إلى الخدمات، ما يعزز سمعة دبي وجهة حديثة ومتطورة.

وحول حجم إنفاق الزوار في دبي، قالت سيمبسون إنه رغم عدم توفر بيانات محددة عن إنفاق الزوار في دبي خلال الفترة الحالية، إلا أن العدد القياسي للزوار الذي استقبلته خلال النصف الأول من العام الماضي، البالغ 9.3 ملايين سائح دولي، يشير إلى مساهمات اقتصادية كبيرة لهذه التدفقات السياحية.

أصحاب الثروات

وأكدت الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة أن دبي نجحت بشكل كبير في جذب السياح من أصحاب الثروات العالية، بفضل عروضها الفاخرة، بما في ذلك الفنادق الفاخرة، والتسوق الفاخر، وتجارب الطعام الراقية، مشيرة إلى أن سمعة دبي بوصفها وجهة آمنة وفاخرة، مع تجارب فريدة مثل رحلات السفاري الصحراوية، تجعلها خياراً مفضلاً للمسافرين الأثرياء.

وحول توقعات أداء قطاع السياحة في دبي للعام الجاري والسنوات المقبلة، قالت إنه من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في دبي في أدائه القوي خلال عام 2025 وما بعده، وأن تستمر الاستثمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا وتنظيم الأحداث الكبرى في دعم النمو، وفي ظل هذا المسار التصاعدي ستحافظ دبي على مكانتها وجهة عالمية رائدة.

مطار آل مكتوم

وتوقعت سيمبسون أن تعزز الخطط الجديدة لمطار آل مكتوم الدولي التي تم اعتمادها أخيراً بشكل كبير من قدرة دبي السياحية، ويعزز من مكانتها محوراً عالمياً للطيران، كما أن هذه الخطوة ستسهم في تحسين الاتصال الإقليمي والعالمي، وفي جذب المزيد من شركات الطيران والرحلات، وتعزز حركة الزوار عبر دبي والشرق الأوسط، ما يجذب المزيد من السياح ورجال الأعمال إلى المنطقة.

وقللت سيمبسون من تأثير الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة في الحركة السياحية، وقالت إن الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط تبرز أهمية التعاون الإقليمي لدعم نمو السياحة، حيث أظهر القطاع تعافياً كبيراً بنسبة 25.3% في عام 2023، ليصل إلى 460 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا الاتجاه الإيجابي يعكس مرونة وقوة القطاع في المنطقة وإمكانية استمرار النمو.

وأضافت: «مع توقع زيادة نفقات الزوار الدوليين بنسبة 10.1% في عام 2024، وارتفاع النفقات المحلية بنسبة 22.2%، سيكون التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون لدفع عجلة السياحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط».

وأوضحت سيمبسون أن قطاع السياحة العالمي يشهد انتعاشاً ملحوظاً، ومن المتوقع أن يتجاوز مستويات ما قبل الجائحة. ووفقاً للبحث الاقتصادي لعام 2024، سيضيف قطاع السياحة والسفر العالمي نحو 770 مليار دولار فوق الرقم القياسي السابق المسجل العام الماضي، ليصل الإجمالي إلى 11.1 تريليون دولار، وهو ما يمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأوضحت أن القطاع السياحي سيسهم في دعم نحو 348 مليون وظيفة، بزيادة قدرها 13.6 مليون وظيفة عن عام 2019. ومن المتوقع أن تصل نفقات الزوار الدوليين إلى 1.89 تريليون دولار، مقتربة من ذروة عام 2019، بينما من المتوقع أن تصل النفقات المحلية إلى رقم قياسي قدره 5.4 تريليونات دولار. ومع هذه الاتجاهات الإيجابية يظل التوقع لبقية العام قوياً للغاية.